الحلقة (2)
إذا قلت: (بسم الله) تصاغر “ الشيطان“، حتى يصير مثل الذباب ” !
تراثنا – التحرير :
انفرد الامام الحافظ ابن كثير700-774 ” يرحمه الله ” في كتابه ( عمدة التفسير )عن غيره من التفاسير بتفسير القرآن بالقرآن ، وجمع الآيات التي تدل على المعني المراد من الآية المفسرة أو تؤيده أو تقويه وترجحه.. وتتوقف ” تراثنا ” مع بعض تلك الآيات وتفسيرها ” بتصرف واختصار “.
-
بن كثير : تشرع البسلمة قياماً وقعوداً وأكلاً وشرباً وقراءة ووضوءاً وصلاة.. تبركاً وتيمنا ًواستعانة على الإتمام والتقبل.
تصاغر الشيطان
روى الإمام أحمد في مسنده : عن عاصم ، قال : سمعت أبا تميمة يحدث عن رديف النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ” عُثر بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : تَعِس الشيطان ، فقال النبي صلى عليه والسلام : لا تقل تعس الشيطان ، فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم ، وقال : بقوتي صرعته ، وإذا قلت : ( بسم الله ) تصاغر ، حتى يصير مثل الذباب ” هكذا وقع في رواية الإمام أحمد (1)..
في كل بدء عمل
ويقول ابن كثير : فهذا من تأثير بركة “بسم الله ” ، ولهذا تستحب في أول كل عمل وقول ” فتستحب في أول الخطبة ، لما جاء : كل أمر لا يُبدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو أجذم ” .وتستحب البسملة عند دخول الخلاء ، لما ورد في الحديث عن ذلك ..
في أول الوضوء
وتستحب في أول الوضوء ، لما جاء في مسند الأمام أحمد ، من رواية أبي هريرة ، وسعيد بن زيد ، وأبي سعيد ، مرفوعا : ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) وهو حديث حسن ، ومن العلماء من أوجبها عند الذكر ههنا ، ومنهم من قال بوجوبها مطلقاً .
في الذبح
وكذا تُستحب عند الذبيحة في مذهب الشافعي وجماعة ، وأوجبها آخرون عند الذكر ، ومطلقاً في بعضهم ، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله .
عند الأكل
وكذلك تُستحب عند الأكل ، لما في صحيح مسلم : ” إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لربيبه عمر بن أبي سلمة : قل “بسم الله “، وكُل بيمينك وكُل مما يليك ” ومن العلماء من أوجبها والحالة هذه .
وعند الجماع
وكذلك تُستحب عند الجماع لما في الصحيحين عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لو أن أحدكم أتى أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن يُقدر بينهما ولدُ لم يضره الشيطان أبداً “.
الأخذ بها بركة
وبعد أن يناقش ابن كثير مسائل نحوية فيما يتعلق بالباء في قوله ” بسم الله ” … فأنه يخلص بالقول : فالمشروع ذكر اسم الله في الشروع في ذلك كله ( أي القيام والعقود أو أكلاً أو شرباً أو قراءة أو وضوءاً أو صلاة ) تبركاً وتيمنا ً واستعانة على الإتمام والتقبل . والله اعلم .
يتبع لاحقا : ( لفظ الجلالة الله )
هامش
1- هو في المسند 5 : 59 ،71، 365 (حلبي ) ، بأربعة أسانيد .
الصور : ( شبكة الأنترنت ) ، (البطاقة ) .
طالع الحلقة السابقة (الأولى ) : معنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم