وقفة مودة وإجلال لشخص لم تمحو ذكراه السنون
تراثنا – د. محمد بن إبراهيم الشيباني *:
عرفته أكثر أيام الاحتلال متسامحا يحب الكويت بمختلف طبقات شعبها، الكل يعرفه ويزوره، والكل يحبونه ويكنون له كل ود واحترام وتقدير.
كان واحداً من أعضاء اللجنة الشعبية في كيفان، التي كانت تحدد مسار العمل الشعبي في المنطقة، ترسم سياسة اللجان المختلفة: المالية، والتربوية، والاجتماعية، والعسكرية.. إلخ.
أبو نواف ( الكاتب سليمان الفهد – يرحمه الله ) يرحمه الله يغط عنك طويلاً وسرعان ما تراه أمامك دون ميعاد، وفي جلسة طويلة معك، وبالتحديد، بعد صلاة الفجر يعوض كل الغيبات الطويلات.
-
يغط أبو نواف طويلاً وسرعان ما تراه أمامك دون ميعاد في صلاة الفجر ..فيعوض الغيبات كلها !
-
قلمه قديم ذو تجارب ..فإذا ركز على موضوع فأعلم أنه أعطاه حقه بدون تزلف وإنما بعمق تجاربه .
-
أطلقت عليه أبو نواف «السردابي»، لأنه يقضي الساعات الطوال في سردابه، ثم يتحفك بتحفة سنية من تحفه.
مناسبة هذا الحديث كتابه «الأرض.. والعباد»، فقد وجدته ضمن البريد في استعلامات جريدة القبس، أيام زمان، وقد كتبت عنه في وقتها، وكالعادة عندي لا بد من القضاء على الجديد من الكتب بالمرور السريع ثم التركيز بعد ذلك على فصوله.
سليمان الفهد ” يرحمه الله ” .. قلمه قديم ذو تجارب متنوعة.. فإذا ركز أبو نواف على موضوع فاعلم أنه أعطاه حقه، وأن كلامه ليس من قبيل التزلف أو المجاملة، وإنما من العمق والتجارب الكثيرة.
شاعر بفلوسه
ففصل، مثلا، «شاعر بفلوسه» ينطبق تمام الانطباق على كثير من الجماعة الذين يتيهون يومياً في كل وادٍ، ويحسبون أنهم يحسنون شعراً، يقول في بعض عبارات هذا الفصل».. والذي يبدو للعبدلله هو أن الإنسان حين يكون غنياً ميسوراً مترعاً بكل لذائد الحياة الدنيا! مالكاً لكل ما يرغب فيه وتهواه نفسه، يبدأ في التطلع إلى امتلاك ما لا يقدر على شرائه واقتنائه وامتلاكه بالمال والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة!
فتراه يسعى بكل سطوته «البنكنوتية» ليتربع على كرسي عضوية مجلس الأمة أو المجلس البلدي». وقال قبل ذلك «ولا تحاول أن تسأل هنا عن هذه الفصيلة «من المبدعين» كيف ومتى.. ولم صاروا مبدعين؟!
ينشرون الدواوين ويدبجون القصائد ويصيغون القصص أو الروايات أو.. غيرها!.. أقول لا تسألهم لأنك لن تظفر منهم بجواب مقنع..».
ابو نواف السردابي
ولأبي نواف «السردابي»، لأنه يقضي الساعات الطوال من الصباح الباكر حتى المساء في سردابه، ثم يتحفك بتحفة سنية من تحفه، وهذا الكتاب منها، في هذا الكتاب كثير من المصطلحات السليمانية، التي لا تجدها في أي قاموس أو معجم، لا أيام الديناصورات، ولا في الهند أو السند، ولا تحت سور الصين العجيب.
خفة الدم والروح
فهي مكتسبة من التجارب والتجوال المستمر، اللهم ارحمه! حتى أتت عجيبة مسلية نادرة مثل «سمبوك الفقراء، إبليس المافياوي، الحملدار، جاسوس ترانزستور، وهنود الإمارات.. معازيب العرب»، يقول في هذا الفصل: «.. فقد اعتاد العبدلله على زيارة ديار الخليج زيارة رسمية.. حيث مناخ الاجتماعات لا يسمح سوى برؤية الربع المجتمعين و«الرفاق» من ديار الفلبين وسريلانكا وبلاد تركب الأفيال..».
وهكذا جميع فصول الكتاب، فيها خفة الدم والروح ونقد للأوضاع بأسلوب ساخر جذاب.. والله نسأل أن يرحمك يا أبا نواف..
والله المستعان..
*رئيس تحرير تراثنا ومركز المخطوطات والتراث والوثائق
– نُشر المقال في الزميلة القبس في 19 يوليو 2017
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) . حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق • تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً..التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +