الحلقة (6)
من تاريخ الكويت البحري
تراثنا – التحرير :
في الحلقة السادسة ، تسلط تراثنا الضوء على حرفة فنون الغناء البحري الذي رافق مهنة الغوص على اللؤلؤ وبناء السفينة وصيد الإسماك، والسفر الشراعي في الكويت والخليج ولكل من تلك المهن أغاني تراثية بحرية ينشدها المزاولون للمهنة .
الغناء البحري
ونظراً لكون الكويت أمة بحرية ، يصنع أهلها السفن الشراعية ويبحرون بها ، فقد تطلب هذا نشأة الأغنية البحرية ، أو ” الفن البحري” المصاحب لعمل هؤلاء البحارة اسوة بغيرهم من الأمم البحرية .
لذا نشأ الغناء البحري الكويتي ، وتطور نتيجة لحاجة ضرورية له ، وهي مساعدة البحارة علي القيام بالأعمال الشاقة التي تتطلبها الرحلات على السفن الشراعية للغوص على اللؤلؤ ، وللسفر الشراعي ، ولصيد الأسماك كذلك .
فالغناء البحري يشجع البحارة وينسيهم التعب الذي يتعرضون له ، ويساعدهم على القيام بواجباتهم بكفاءة وإخلاص ( أنقر للمشاهدة) .
ولقد كانت سفن الغوص على اللؤلؤ وسفن السفر الشراعي تصحب معها “نهَّاماً ” لكي يشدو بصوته الجميل وبأهازيجه المشجعة للبحارة والمسلية لهم ، لذا كان النهام الجيد الصوت والسمعة يحظى باحترام وتقدير كبير من قبل البحارة وقبطانهم “النوخذة” كذلك .
وكان النًّهام الجيد يحفظ العديد من المواويل الشعبية المعروفة ب “الزهيري” ، وكان بعضهم يحتفظ بدفتر فيه العديد من هذه المواويل يدعى “قاموس” .
ولقد اختص كل نشاط من أنشطة البحارة بنوع معين من الغناء أو الأهازيج البحرية ، فالتجديف يصاحبه فن”اليامال” ، ورفع الشراع يصاحبه فن ” الخطفة” ، وطلاء أسفل السفينة بالجير والشحوم الحيوانية يصاحبه فن ” السنكني” وهكذا .
ولقد اشتهر في الكويت العديد من “النَّهامة” الكبار أمثال : عبدالعزيز الدويش ،و عتيج بن شريدة ، وجوهر السيد ، وسالم المرطة ، ومحمد القشطي ،و عيسى القديري وغيرهم .
كما هاجر إلى الكويت العديد من نهَّامة البحرين الكبار مثل : بو زايد العميري ، وبو مطيع، ولم يبق في الكويت اليوم أي أحد من هؤلاء النَّهامة الكبار ـ ولكن يوجد تسجيل وثائقي لبعض هؤلاء النهامة تم حفظه في تلفزيون الكويت .
يتبع لاحقا ..
طالع الحلقة الخامسة :
بحارة الكويت لم يندموا على اندثار حرفة الغوص
نقلا عن تراثنا / العدد 43
للحصول على الدراسة كاملة
تواصل مع تراثنا
تواصل مع تراثنا