• Post published:25/03/2025

فن التجليد والتذهيب

 

المكتبة الوطنية الفرنسية
المكتبة الوطنية الفرنسية

 

تراثنا – عرفه عبده علي* :

 

في الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر عام 2001 م ، شهدت باريس افتتاح المعرض الاستثناي الهام والبديع ، الذي أقامته دار الكتب الوطنية الفرنسية ، في مقرها القديم بوسط باريس ، تحت عنوان ” فن الكتاب العربي ” .

 

الباحث عرفة عبده علي
الباحث عرفة عبده علي

فتحت دار الكتب الفرنسية خزائن نفائس كنوزها ، واخرجت بدائع المخطوطات المصورة العريية ، كما استعارت للمعرض عدداً من المخطوطات المصورة النادرة من نظيراتها في الرباط وهايدلبرج والفاتيكان ، ودور كتب أخرى في باريس .

 

حدد المعرض مسار زائريه ، واستهل هذا المسار بعرض نماذج من تراث فنا لكتاب في بعض البلاد العربية قبل الفتح الإسلامي موضحاً الأساس العريق الذي استندت إليه الثقافة العربية الإسلامية وتطورها ، مبيناً المكونات القديمة التي تمتلكها الحضارة الإسلامية ،وقيمها الإنسانية الجديدة التي حملتها إلى العالم .

 

مصحف مخطوط بدار الكتب الوطنية الفرنسية
مصحف مخطوط بدار الكتب الوطنية الفرنسية

بعد المخطوطتين الاستهلاليتين ، ينفتح المسار على جنة فسيحة من مصاحف القرآن الكريم ، خُطت بأساليب متنوعة من خط الكتابة العربية ، يعود أقدمها إلى القرن الثامن الميلادي ، حتى كان الخط السائد هو أسلوب كوفي المصاحف ،والذي اكتفينا بتحنيطه في المتاحف !

 

ويُلاحظ الزائر أن المصاحف من الجيل الأول ، كانت أغلبها من قطع المستطيل الأفقي ، الذي ظل سائداً حتى أوائل القرن العاشر ،حين انتقل المصحفإلى قطع المستطيل الرأسي ، في تزامن مع التحول إلى استخدام الورق بدلا من الرق .

 

وكان على رأس هذه الكنوز من المصاحف الذي كتبها ياقوت المستعصمي عام 1289 ،وهو مصحف تتأكد نسبته لياقوت بخلاف كثير من المصاحف التي نسخها تلاميذه بعد وفاته ،ونسبوها إليه ، ويُعد هذا المصحف الصغير القطع (19 × 15.5 سم) ، في الصفحة الواحدة ،نموذجاً للمستوى الرفيع الذي بلغه الخط العربي في تلك الفترة.

 

 

فن تذهيب وتجليد المصحف
فن تذهيب وتجليد المصحف

 

وغير بعيد عن تحفة المستعصمي الدقيقة القياس ،إنبسط واحد من المصاحف العملاقة التي اعتاد السلاطين المماليك ( في القرنين الربع عشر والخامس عشر) وقفها للعامة في المساجد والمدارس وأضرحة الأسلاف ، وقد بلغ قياس الصفحة الواحدة في هذا المصحف العملاق حولى 5 ×70 سم ، وتتبدى في صفحتيه المبسوطتين مفاتن مدرسة الخط المصرية المتميزة ، التي بلغت أوجها في العصر المملوكي ، قبل ان يختطفها سلاطين بني عثمان بعد فتح لمصر ، ويسطع المداد الأسود المصري الذي كتب بدن النص القرآني بخط ، المحقق وأسماء السور بخط الثلث ، وتشرح أثار المداد المصري في العصر المملوكي ، والمبالغة في الزخرفة والأسراف في التذهيب الذي اتسمت به المصاحف التركية فيما بعد .

 

 

* كاتب ومؤرخ مصري

 

 

يتبع لاحقا ..

 

-المزيد من التفاصيل في العدد رقم 93

 

 

 

نقلا عن مجلة تراثنا – العدد 93

أنقر للمطالعة

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد 93 -رمضان 1446 هجري - مارس 2025م

 

 

 

تواصل مع تراثنا

 

 

اترك تعليقاً