شهادات المؤرخ الحاتم – الحلقة 8
منتقاة من كتاب (من هنا بدأت الكويت)
(مع تعليق الباحث فيصل السمحان)
تراثنا – التحرير :
من بين سطور ( من هنا بدأت الكويت ) للمؤرخ الكويتي عبدالله الحاتم ، انتقى د . محمد بن إبراهيم الشيباني * دعابات وشهادات تاريخية ضمنها في كتابه ( شهادات عبدالله الحاتم.. بين الدعابة والتاريخ) تنشرها تراثنا الإلكترونية في سلسلة حلقات( الحلقات كاملة ) .
أحداث غير متوقعه ، جعل الله فيها قميصاً سبباً قدره ، لنجاة شخص بعينه من الموت ، بين نحو 400 قتلوا جميعاً بالسيف، تفاصيل هذه القصة يرويها المؤرخ عبدالله الحاتم ، لتكون عبرة لمن اعتبر، حيث يقول” يرحمه الله ” : كان علي السمحان أو أبو سماح – كما هو معروف – من بين الأسرى الكويتيين الذين وقعوا في قبضة ابن رشيد ( أمير حائل ) في حرب الصريف ، والبالغ عددهم ( 400 ) أسير تقريبا .
وقد قتلهم ابن رشيد جميعاً إلا ( علي السمحان ) هذا “يرحمهم الله ” .. فأنه نجا بأعجوبة هي غاية في الغرابة .
المؤرخ عبدالله الحاتم
-
ابن رشيد يعدم 400 كويتي من حرب الصريف على وقع قرقعة احتساء فناجين القهوة !
-
كويتيون أسرى بن رشيد يتضرعون إليه ويتوسلونه بالعفو ..فيقطع رؤوسهم دون شفقة .
-
امرأة من البسام أجارت أبو سماح وآوته في بيتها وقدمت له الزاد حتى هدأ البحث عنه.
نجاة أبو سماح
ويستطرد بالقول : ” ذلك أن ابن رشيد حشر أسراه في مستودع كبير ، وكان يجلس في كل صباح قبالة هذا المستودع ،
فيؤتى له بوجبة منهم لتضرب أعناقهم بين يديه ، وهم يصرخون ويتضرعون إليه ، صائحين بأصوات مبحوحة ، تنم عن الترقب والخوف : ( خاف الله يا عبدالعزيز ) !
ولكن عبد العزيز لا يسمع إلا قرقعة فناجين القهوة .. ولا تمضي لحظات ، إلا وتسقط الرؤوس على الأرض ، وإلى جانبها تسقط القيم الإنسانية ” !
الثوب الجديد
ويستطرد الحاتم : ” في إحدى المرات ، جيء له ( بوجبة ) كان فيها ( أبو سماح ) ،وكان يرتدي ثوباً نظيفاً ، ولما جاء دوره ، وهم السياف به ، صرخ أحد خدام ابن رشيد قائلاَ : أعطوني ثوبه قبل أن تذبحوه ..فقال ابن رشيد : ( قم خذه ) .
فقام الخادم ، وأمسك بالثوب من أسفله ، ثم رفعه إلى جهة العنق ، فانسل منه أبو سماح وهرب ، حتى وصل إلى دغل كثيف من الأعشاب ، فاختبأ فيه ” .
و يمضي قئلاً : ” انتشر خدام ابن رشيد في كل مكان بحثاً عنه ..دون أن يجدوا له أثراً ،( فص ملح وذاب ) ..كما يقال .
بنت البسام
ولما خيم الظلام قام أبو سماح من مكانه ، وتوجه إلى بلدة عنيزة ، حيث التجأ إلى أجد البيوت ، وقد أنهكه التعب ، فآوته امرأة من البسام (1) ،وطمأنته على نفسه ، وقدمت له الزاد ، وظل مختبئاً في بيتها أياماً ، حتى هدأ البحث عنه .. ثم توجه إلى الكويت ،ولم يصل إليها إلا بعد ان لاقى في طريقه الأهوال ..”.
ويختتم المؤرخ حكاية نجاة أبو سماح من مقتلة ابن رشيد بالقول : ” تلك قصة ( أبو سماح ) ..كما رواها بنفسه ، وقد توفى يرحمه الله عام 1393 هجرية ( 1973م ) بعد أن بلغ ال 97 من العمر (2) “.
هامش :
1- د .الشيباني : قصة هربه وجماعة من الكويتيين كنت قد نشرتها في صحيفة القبس ( صفحة تراث ) في أيام الجمع ، إنها قصة مؤثرة ولا سيما تلك المرأة الحديدية العظيمة من آل بسام رحمة الله عليها وآجارها الله على ذلك .2- ص 256 – 257 .
تعليق الباحث فيصل السمحان
أنقر للتفاصيل
مسك الختام
عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” من لبس ثوبا فقال : الحمدالله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ، غفر له ما تقدم من ذنبه ” .
حسن – رواه ابن السني
كتاب الاذكار – د . الشيباني
اقرأ : الحلقة السابقة ( السابعة ) :إمام النكتة في الكويت عبدالله العمر .
ترقب في الحلقة القادمة ( الثامنة ) :
• ابن رشيد والعبد (بلال ) والشيخ مبارك والبدوي !ّ
تواصل مع تراثنا
الحاتم أخطأ وخلط بين شخصيتين
النوخذه علي بن سلطان السمحان
وراشد بن صقر أبوسماح
https://twitter.com/faisal_alsamhan/status/1052652828886532096?s=20
نشكر تفاعل الباحث فيصل السمحان مع المقال ونود التأكيد بان ملاحظته سوف تمثل اضافة للموضوع جديرة بالاهتمام سواء للقراء او الباحثين على حد سواء .