د. الشيباني
المنهجية في كتَّاب السيرة ينبغي أن يكون شأنها شأن أشد المؤرخين تدقيقاً
تراثنا – كتب د. محمد بن إبراهيم الشيباني * :
ليس كل من تخصص في السيرة أو كتب فيها أصبح متمكناً منها ، كما تمكن الرسام من رسم لوحته الفنية ،مطلوب من كاتب السيرة أن يعمل بصوة منهجية شأنه شأن أشد المؤرخين تدقيقاً .
الروائي موروا
-
إعادة الشخصية إلى الحياة مجدداً تعني أن تلم بالموضوعات المنشورة عنه والشخصيات المرتبطة به ومعرفه حياته من المهد إلى اللحد .
-
أن يكون لدى كاتب السيرة الشجاعة الكافية والحكمة أن ينتقي ويغربل المادة وعدم الانحياز للموضوع أو الوقوف ضده .
يقول الروائي الفرنسي أندريه موروا : كيف تجعل الإنسان يعود إلى الحياة ؟ وهو يعني بذلك أن تملك أدوات البحث أولاً ، وأن تقرأ كل شيء يرتبط بموضوعك بأي شكل من الإشكال ، وهذا يحتاج إلى :
* الموضوعات المنشورة من قبل عن شخصيته المركزية وحياة الشخصيات المرتبطة به .
* حياته التي عاشها من المهد إلى اللحد ، (اليوميات والترتيب الزمني) .
* المصادر المخطوطة عنه التي لم تُنشر سواء من كتاباته او كتابة غيره من الحميمين لديه المقربين منه أو البعدين عنه الموجودة في المكتبات العامة والمجموعات الخاصة .
* الشجاعة عند كاتب السيرة أن ينقي وتكون لديه الحكمة أن ينتقي ، وهي غربلة المادة .
* عدم الانحياز إلى الموضوع أو ضده ، فلا تجعله كله فضائل ومديحاً أو مثالب وضعفاً ، وعلى الكاتب أن يجعل شخصية من يكتب عنها جذابة حقيقية ، لا يمل الناس في الحديث عنها بكثرة قراءة ما كتبت عنها .
* ليس هناك أحد عاش في الحياة من غير أصدقاء و أعداء ، وقد يغلب واحد منهما على الآخر ، أي الأعداء ، فنحن قد لا نكسب الأعداء عن طريق الاحتكاك بهم ، وإنما الأكثر بما نكتب ! إذاً علينا أن نحيا بالاثنين ،وأن نجعلهما ينبضان بالحياة مثل الشخصية التي تكتب عنها .
* كتب الكثيرون في السيرة الذاتية عن أشخاص عدة لهم دورهم في الحياة أثروها ، وكتُب كذلك عن أشخاص مغمورين ، فأصبحوا مشهورين ، وكتب مؤلفون وعلماء عن أنفسهم سيرهم الذاتية وقالوا عن أنفسهم ما لم يقل غيرهم عنهم من ذم وفضح ، أو مدح وتعاظم !
والله المستعان ..
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا
نقلا عن تراثنا – العدد 87
تواصل مع تراثنا