وقفات مع
معالم تاريخية كويتية
تراثنا – التحرير :
أشتهر بين عامة الناس ” كشك مبارك ” باعتباره معلماً تاريخيا كويتيا بارزاً، من معالم مدينة الكويت ، لكن ما غاب عن علم المعاصرين ، وعلمه الأقدمين، أن “كشك مبارك” لم يكن واحداً، بل “كشكان أثنان” وفقا لما دونته المصادر التاريخية .
-
د . الشيباني : الرحالة الدانمركي رونكياير : موكب مبارك يذهب صباحاً إلى الكشك الشمالي الغربي وما بقي من اليوم إلى الكشك الجنوبي !
-
كان مبارك من خلال الكشك يتابع شؤون الرعية والنظر في نزاعاتهم وبعد وفاته أُستخدم كمركز إداري رئيسي يعقد فيه الجلسات الخاصة بأمور الدولة.
وتبدأ الحكاية بعد تولي الشيخ مبارك الصباح – يرحمه الله – مقاليد الحكم في الكويت (1837 – 28 نوفمبر 1915)، حينها برزت الحاجة إلى تشييد ( كشك مبارك) عام 1897 ، حيث تفيد المصادر التاريخية أن الكشك لم يكن واحداً ، بل أثنان ، كشك شمالي وآخر جنوبي ، ولكل منهما أغراضه !!
وفي الصورة النادرة المتصدرة للتقرير ، يظهر الكشك الشمالي في الصفاة ، وقد التقطت يوم 25 فبراير 1950 ، بمناسبة مبايعة الشيخ عبدالله السالم الصباح- يرحمه الله – حاكماً للكويت (1895 – 24 نوفمبر 1965) ، وتبرز في الصورة صيدلية عبدالإله القناعي أول صيدلي كويتي ، ( مقتنيات أرشيف مركز المخطوطات والتراث والوثائق) .
رحالة يصف الكشكين
وكان د . محمد بن إبراهيم الشيباني رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا أوضح في تقرير بعنوان ( رحالة المستعمرين ووثائقهم) ، إلى زيارة الرحالة رونكباير للكويت، ووصفه لكشك مبارك فيقول : ” باركلي رونكياير الدانماركي أحد أولئك الذين مروا بالكويت ووصف كل شيء فيها خلال جلوسه في قصر الشيخ مبارك وفي ضيافته حتي إنه وصف غرفته في القصر ووصف موكب الشيخ حين ذهابه صباحاً إلى واحدة من البنايتين ، وهما في الواقع ما يسمى بكشكي مبارك الشمالي والغربي ، وما بقي منهما اليوم هو الكشك الشمالي الذي رمم حديثاً في وسط سوق المباركية التراثي) .
وظيفة الكشكين
وعن وظيفة الكشك في عهد الشيخ مبارك جاء في تقرير نشره (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب) على موقعه ما يفيد بأن بناء الكشكين الشمالي والجنوبي، يختلف استخدام كل منهما تبعا لجهة شروق وغروب الشمس.
فالجنوبي مجلس الشيخ مبارك في الفترة الصباحية، والكشك الشمالي لفترة العصر. أصل كلمة كشك تركية وفارسية تعني «نكهبان» أي حراسة، ويراد بها هنا طبقا مبنيا من الخشب وهي تصف شكل المبنى من الناحية المعمارية، وكان يقيم فيه الاجتماعات السياسية والاجتماعية والأمنية ومراقبة التجارة وقوافل الجمال في دخولها ومغادرتها للمدينة وتحصيل الجمرك وإيراداته، كما كان الشيخ مبارك من خلال الكشك يتابع شؤون الرعية وذلك بالنظر في نزاعاتهم والتشاور معهم. وبعد وفاة الشيخ مبارك – يرحمه الله – استمر ابناه في استخدام الكشك كمركز إداري رئيسي يعقد فيه الجلسات الخاصة بأمور الدولة..) انتهى .