شخصيات ترجّلت عن صهوة الجياد 

 

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :

 

لا تكاد تتساقط ورقة من روزنامة التاريخ السنوية إلى غير رجعة ، إلا ويتساقط معها شخصيات  كبيرة المقام ، يشار لها بالبنان وطيب العطاء في مجالات عدة ، فيخلو مكانهم في الدنيا ، ولا تخلو عطاءاتهم وآثارهم السخية ممتدة في صدور المحبين لهم   .

 

بالأمس القريب ،رحل عن دنيانا الوجيه الأديب عبدالكريم بن سعود البابطين – يرحمه الله – عن 77 عاماُ في الرياض، وهو الشقيق الأصغر للوجيه عبدالعزيز بن سعود البابطين (1936 – 15 ديسمبر 2023م)  – يرحمه الله . 

 

كان الفقيد نبراسا وعَلَماً من أعلام العطاء الجزيل في البر والإحسان ، وفارساً من فوارس الثقافة والأدب، متذوقا للشعر ، وحفظ التاريخ من الضياع، كما عُرف عنه شغفه باقتناء المخطوطات والاصدارات القيمة من صحف ومجلات ودوريات وكتب ، وبالأخص النادر منها، حيث حفلت بها مكتبته الخاصة ، بلغت نحو ما يزيد عن 100 ألف مجلد.

 

تجدر الإشارة أنه نظراً لضخامة مقتنيات المكتبة فقد صدر عنها 23 فهرساً فاخراُ ، أهداها بكل  مجموعاتها القيمة التي جمعها في اسفاره وترحاله في ارجاء المعمورة ، إلى مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي بالكويت .

 

 ويرجع مسقط أم أسرة البابطين الكريمة إلى أقليم سدير ، وهي من جملة اسر العريقة فيها ، ويشار إلى عبدالكريم البابطين ممن درسوا في مدارس النجاة الأهلية التي برز منها الكثير من الشخصيات والأجيال في الكويت والخليج في مجال العلم والأدب والفكر والتجارة والمناصب العليا والمشاريع الخيرية بكل أنواعها ، وقد تأسست على يد عدة من الشخصيات المصلحة بعضهم يعود إلى سدير .

 

نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه واسع جناته ..وإنا لله وإنا إليه راجعون .

 

 

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا 

 

 

 

تواصل مع تراثنا