درس القرآن الكريم وحفظه في الصغر مقدم على ما سواه (6)
تراثنا – التحرير : يمثل كتاب ” حِلية طالب العلم ” للشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد ” رحمة الله عليه ” ركيزة هامة لطالب العلم ، بما تضمنته من إرشادات قيمة ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم الشرعي ولهذا سميت ب “حلية طالب العلم ” .
عَدد المؤلف ” رحمة الله عليه ” نحو 66 ناقضاً من نواقض الحِلى ، سوف ننشرها تباعا لما فيها من فائدة جليلة ، وفي هذه الحلقة ( السادسة) سوف نستكمل بقية سلسلة بنود الحلية ( حلقات الكتاب كاملة ) .
• من رام العلم جملة ذهب عنه جملة وقيل ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم .
• لا بد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن .
• الخلط في التعليم بين علمين فاكثر يختلف باختلاف المتعلمين في الفهم والنشاط .
• يختلف تأسيس الطالب المتلقي علمه عن المشايخ على المختصرات فالمطولات باختلاف المذاهب .
كيفية طلب العلم
16 – كيفية الطلب ومراتبه : ويتحدث د . ابوزيد ( رحمة الله عليه ) في شرح هذا البند بالقول : ” من لم يتقن الأصول حرم الوصول ) و ” من رام العلم جملة ذهب عنه جملة ” ، وقيل أيضا ، ” ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم ” وعليه : فلا بد من التأصيل و التأسيس لكل فن تطلبه بضبط أصله ومختصره ، على شيخ متقن لا بالتحصيل الذاتي ، آخذاً الطب بالتدرج ، وقال تعالى (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا (106) الإسراء ، وقال تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) الفرقان .وقال تعلى (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ.. (121)البقرة .
ويستطرد قائلا :
فأمامك أمور لا بد من مراعاتها في كل فن تطلبه :
1- حفظ مختصر فيه .
2- ضبطه على شيخ متقن
3- عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والاتقان لأصله .
4- لا تنتقل من مختصر لآخر بلا موجب ، فهذا من باب الضجر .
5- اقتناص الفوائد والضوابط العلمية .
6- جمع النفس للطلب والترقي فيه ، والاهتمام والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى ما فوقه حتي تفيض إلى المطولات بسابلة موثقة .
وينتقد د . أبوزيد تنقل طالب العلم من علم لآخر بدون اتقان ، فيقول : وكان من رأي ابن العربي المالكي أن لا يخلط الطالب في العلم بين علمين ، وأن يقدم تعليم العربية والشعر والحساب ، ثم ينتقل منه إلى القرآن الكريم ، لكن تعقبه ابن خلدون بأن العوائد لا تساعد على هذا ، وأن المقدم هو دراسة القرآن الكريم وحفظه ، لأن الولد مادام في الحجر ينقاد للحكم ، فإذا تجاوز البلوغ صعب جبره “.
ويستأنف : أما الخلط في التعليم بين علمين فاكثر ، فهذا يختلف باختلاف المتعلمين في الفهم والنشاط ، وكان من أهل العلم من يُدرس الفقه الحنبلي في ” زاد المستقنع ” للمبتدئين ، والمنقع لمن بعدهم للخلاف المذهبي ، ثم “المغني ” للخلاف العالي ، ولا يسمح للطبقة الأولى أن تجلس في درس الثانية وهكذا ، دفعاً للتشويش .
وينبه على أهمية الترتيب فيقول : واعلم ان ذكر المختصرات فالمطولات التي يؤسس عليها الطالب والتلقي لدي المشايخ تختلف غالباً من قطر إلى قطر ، باختلاف المذاهب ، وما نشأ عليه علماء ذلك القطر من إتقان هذا المختصر والتمرس فيه دون غيره .
ويتوسع الشيخ د . بكر أبوزيد ( رحمة الله عليه ) في تفصيل هذا البند ، ويمكن الرجوع لمن أراد الاستزادة إلى كتابه (حلية طالب العلم ) .
حلقات سابقة
يوتيوب : ( حلية طالب العلم ) :المجلس السادس – د .عمر المقبل
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق• لا تتوفر تراثنا حاليا في الاسواق وإنما عن طريق الاشتراك ..التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه -هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +