انتقاءات من مكتبة تراثنا
وأخيرا..حضارتي الخليج العربي وشجرة الأرز تلتقيان !
تراثنا – التحرير :
قد لا يخطر ببال الكثيرين ان الكويتيون هم ، بشكل ما ، الجذور القديمة واسلاف اللبنانيين ! لا تغرنك البشرة السمراء التي لفحتها شمس الخليج ، وفرقت بين سلالتهم في لبنان ، فالتاريخ له رأيه بذلك .
فقد جاء في صفحات “ اضواء على تاريخ الكويت ” للكاتب قدري قلعجي ” يرحمه الله – ما يؤكد هذه المعلومة على لسان من يلقبونه أبو التاريخ “هيرودوت ” .
قدري قلعجي
-
حلِم الأسكندر بلقب ” ملك العالم ” فسيطر على سواحل خليجية ومنها فيلكا وفي طريقه انتقل الفينيقيون إلى لبنان .
-
مستعمرات فينيقية امتدت على شواطيء الخليج العربي وفيلكا بآثارها البابلية واليونانية وبشوارعها وهياكلها وآثارها .
قدم للكتاب دولة رئيس وزراء لبنان الاسبق دولة الدكتور عبدالله السيافي.. حيث أورد الكاتب قدرجي قلعجي (*) في مقالة ” العصور القديمة ” التالي :
كانت شواطئ الكويت منذ قديم الزمان، ملتقي السفن التجارية التي تجوب البحار وتنقل البضائع بين الشرق والغرب ، إذ كثيراً ما كانت السفن تتوقف على هذه الشواطئ الزمردية ، ولاسيما على شاطئ جزيرة فيلكا ، لتتزود بالماء و الطعام أو لتتقي الأنواء البحرية العاصفة .
وقد نشـأت في هذه البلاد من جراء ذلك ، حضارة ذات طابع خاص ، ونوهت البعثة الأثرية الدنماركية الذي تميزت به حضارة هذه البلاد، رغم ما عثرت عليه فيها من آثار بابلية ويونانية ،مستدلة على ذلك بالأختام المستديرة التي عثرت عليها في ” تل سعد ” ويرجع تاريخها إلى 2500 سنة قبل الميلاد ، وهي تختلف عن أختام العراق الأسطوانية واختام الهند المربعة .
تماثيل الألهة في فيلكا
أما الآثار اليونانية التي وُجدت في أمكنة مختلفة من الكويت ، فهي قوالب لتماثيل صغيرة منها رأس الاسكندر ، والهة النصر وإلهة الجمال ، ونقوش وأعمدة من الطراز اليوناني ، وقطعة من الحجر نقشت فيها كتابة يونانية واضحة ، وهي تقدمة من الربان اليوناني ستوليس وبحارته إلى بوسيدون إله البحر وارتيس حامية البحارة لأنهما انقذاهم من الغرق .
غزلان وحدائق في فيلكا
وستوليس هو احد الربابنة الذين عملوا تحت امرة نياركوس أمير البحر الذي كان يقود أسطول الاسكندر الاكبر ، وقصة غرق ستوليس ونجاته لا تخلو من طرافة ، فقد روي انه لما لاحت له من بعيد جزيرة فيلكا بعد طواف طويل في الخليج العربي ، لم يتمالك نفسه من الفرح ، فاختل توازنه وسقط في الماء ، ولكن رفاقه هرعوا إلى نجدته وحملوه سالماً إلى فيلكا ، وكانت هذه الجزيرة مركزاً من مراكز الحضارة القديمة وفيها هيكلان وحدائق للغزلان .
الاسكندر في الخليج
وقد أيدت هذه الآثار الروايات التاريخية التي ذهبت إلى أن اسطول الاسكندر الذي انطلق الى المحيط الهندي بحثاً عن الاكتشافات الجغرافية في منابع الشمس، قد عاد من الهند إلى العراق سنة 326-325 ق.م ،عن طريق الخليج العربي ، لسبر غور مياهه ، واكتشاف مصب الفرات ، وان الاسكندر الذي كان يطمح إلى أن يحمل لقب ” ملك العالم “، قد راودته فكرة افتتاح بلدان الخليج للسيطرة على سواحله ، وتشييد الموانئ والمدن فيه ، ولكن القدر لم يمهله فقضى في سنة 326 ق . م بعد أن استولى على قسم كبير من آسية.
فينيقيو لبنان من الخليج
ويقول هيرودوت ” أبو التاريخ ” ان الفينيقيين يذهبون إلى أنهم انما جاءوا إلى لبنان من منطقة الخليج العربي ، كما أشار استرابوان إلى قيام علاقات تجارية بين الفينيقيين وشواطئ الخليج العربي ، ووجود مستعمرات فينيقية على هذه الشواطئ بشوارعها وهياكلها الفينيقية .
طالع : قدري قلعجي ..جال في ماضي الكويت وحاضرها .
(*) المؤلف في سطور:
قدري قلعجي مستشار في دائرة الارشاد والانباء. ولد بحلب، وفيها تلقى تعليمه. عمل في بيروت محرراً لمجلة «المكشوف»، وأصدر مع عمر فاخوري ورئيف خوري مجلة «الطريق»، وتولى رئاسة تحريرها من 1941- 1947، ثم تولى إدارة مكتب دار الهلال المصرية ومراسلة صحفها، ثم عمل مديراً للمكتب الصحفي في رئاسة الأركان السورية، وعاد بعدها .
صورة : ( سمير حوران ) .