طرق ووسائل صيانة المخطوطات وترميمها
تراثنا – د.محمد عبدالله باجودة *:
تنوعت أسباب المؤثرات على اوراق المخطوطات التي وصلتنا عبر السنين ،ولذا وجب علينا حمايتها والمحافظة عليها مدة اطول من هذه العوامل :
أولا : الضوء
يؤثر الضوء الشديد على الأوراق المصنعة من لب الخشب والألياف السليلوزية والأوراق التي تزيد فيها نسبة الأحماض ، تتأثر عن غيرها ، وذلك إذا تعرضت فترات طويلة للضوء ..لذلك فمن الواجب حفظ المخطوطات بقدر الإمكان بعيد عن ضوء الشمس والضوء الاصطناعي ، وخاصة ما كان منها مصدراً للأشعة فوق البنفسجية بكميات كبيرة .
فالحفظ يكون في مكان مغلق ، قليل الإضاءة ويستعمل الضوء عند الضرورة ، بالقدر الذي يسمح بالرؤية ولمدة محدودة .
-
التعرض للضوء والرطوبة وتغير درجات الحرارة المفاجئة من عوامل تلف المخطوط .
-
الحرص على توفير درجة رطوبة معتدلة وعزل الدفايات عن اماكن حفظها تطيل بعمر المخطوطات .
-
الأتربة من ألد اعداء المخطوطات فهي تساعد على انتشار الحشرات والتغذي على اوراقها .
ثانياً : تغير درجات الحرارة والرطوبة
إن تعرض المخطوط للحرارة يهدد الورق بالتقصف ،و يجعلها هشة ، فيجب أن تكون الحرارة معتدلة بين 20 – 24 ، ويجب الحذر من استعمال اجهزة التدفئة في مكتبات المخطوطات .
وكذلك يجب الاحتفاظ بدرجة الرطوبة معتدلة لأن الرطوبة إذا انخفضت إلى اقل من 20% ستتعرض لجفاف الأوراق ، ولو زادت الرطوبة على 75% ولو لمدة قصيرة ، فإن هذا الجو يساعد على نمو الفطريات على أوراق المخطوطات ، وتغير لونها ، فالواجب حفظ نسب الرطوبة ما بين 30 % و 70% .
ثالثاً : المحافظة على درجة الحرارة
إن التغير المفاجئ في درجة الحرارة يعرض المخطوطات للتلف ، ويسبب تقلصاً أو تمدداً ، وهذه الحرارة تتسبب في تكسر هذه الألياف واحداث تلفيات بالورق ..فينبغي التغبير في درجة الحرارة بنسب متقاربة ، اما بالرفع بدرجتين ، أو الخفض بدرجتين ، بحيث لا يؤثر على المخطوطات .
رابعاً : الغازات
لقد وُجد ان بعض الغازات مثل غاز ثاني اكسيد الكبريت ، الناتج عن احتراق الفحم ، يصل إلى معدلات عالية ، خاصة في فصل الشتاء بسبب استعمال الدفايات ، وخاصة في المدن ( مكان تجمع المخطوطات ) يمتص هذا الغاز بسهولة من الياف الورق ، حتى ولو لم تصل إلى نسبة نصف في المليون من الهواء ، ومع هذه المركبات ، يتفاعل ويتلف أوراق المخطوطات .
وأفضل الطرق لمعالجه هذا الغاز تتم باستخدام جهاز تكييف يمر فيها الهواء البارد ، عن طريق أنابيب بها ماء بارد ، يوضع لهذا الماء محلول قلوي ، ليمنع الصدأ من ناحية ، ومن ناحية أخرى ينفي الهواء الداخل إلى مخازن المخطوطات من ثاني أكسيد الكبريت .
خامساً : الأتربة
تعتبر الأتربة من ألد أعداء المخطوطات ، فهي تساعد على تواجد الحشرات ..فالواجب على المسؤول عن المخطوطات ان يتعاقب تنظيف الغرفة ليضمن سلامتها .
سادساً : الحشرات
لا أحد ينكر ما للحشرات من مضار ، ليست على المخطوطات فحسب ، انما اضرارها كثيرة وعديدة ، فالحشرات عدو المخطوطات ، فهي تعيش وتنمو داخل الغلاف ، وتحدث ثقوب مسببة تلفاً بأوراق المخطوط .
مما ينبغي معه المحافظة على غرفة المخطوطات ورشها بمبيدات الحشرات .
هذه العوامل الآنفة الذكر هي التي تصيب المخطوطات، إضافة إلى عوامل اخرى ، كالحريق الذي يجب تجنب أسبابه بشتي الطرق ، لأن المخطوط لا يُعوض ابداً .
لذا ينبغي على الأمين عزل المخطوط المصاب عن السليم ، لكي لا تنتقل الفطريات إلى المخطوط السليم .
ويجب كذلك على المطالعين حسن استعمالها ،و عدم استعمال القلم كإشارة حيث توقف ، فكل هذه تؤثر على المخطوط ..فالواجب يحتم توفر قسم لترميم المخطوطات مجاور لغرفة المخطوطات للمحافظة عليها في كل مكتبة ، واكبر الخطأ خروج المخطوط إلى خارج المكتبة .
عملية الترميم وكيف تتم
أولاً : بسط الأوراق بواسطة بخار الماء ، وبعدها يخفف بين أفرخ من النشاف الأبيض .
ثانياً : تقوية الأوراق الضعيفة ، وذلك بغمسها في ماء النشاء وتكبس وتبسط حتى تجف .
ثالثاً : تغطية الاوراق بالنايلون واوراق شفاف .
رابعاً : في حالة تلف احدى صفحات المخطوط من وجه واحد ، عندها تغمس في ماء النشاء مع اضافة مادة ملينة .
*مكة المكرمة – السعودية
– نُشر في مجلة تُراثنا الورقية – العدد 39 الصادر في مايو / يونيو سنة 2009 م
تعريف د . محمد عبدالله باجودة