بعين إعلامي لبناني
جمع الماضي والحاضر بلغة إعلامية شيقة قدم الكويت فيها للعالم
-
قلعجي يوظف “الرواية” القصصية ممثلة بشخصية بطلها ناصر الشرقي وأسرته ليروى تاريخ الكويت وتطورها للناشئة والفتيان .
تراثنا – التحرير :
بعد اكتشاف النفط في الكويت ، وانطلاق مسيرة التطور والبناء على مختلف الأصعدة ، سعت الكويت في مطلع الستينات وما بعدها بعقدين إلى التعريف بدورها وتاريخها ، ففتحت أبوابها للكتاب العرب والإعلامين والمثقفين ، فكانت الكويت شعلة ثقافية وقادة تشع نورا على المشرق العربي من اقصى الخليج .
ومن الكتاب الذين حملوا لواء التعريف بأوطان العرب ، خاصة الدولة الناشئة في استقلالها والكويت احداها ، الكاتب والإعلامي اللبناني قدري قلعجي (1917 ـ 1986م)، وهو كاتب وإعلامي لبناني، وشخصية بارزة، وُلد في حلب وتلقى تعليمه فيها ، وفي السياق يشير موقع ektab إلى أنه ” عمل في بيروت محرراً لمجلة «المكشوف»، وأصدر مع عمر فاخوري ورئيف خوري مجلة «الطريق»، وتولى رئاسة تحريرها من 1941 ـ 1947م، ثم تولى إدارة مكتب دار الهلال المصرية ومراسلة صحفها، ثم عمل مديراً للمكتب الصحفي في رئاسة الأركان السورية، وعاد بعدها ليصدر مجلة «الحرية»، ثم ليؤسس دار نشر باسم “دار الكاتب العربي” .
الشأن الكويتي
ومن كتبه التي تناول بها الشأن الكويتي تاريخياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً على سبيل المثال لا الحصر : كتاب” النظام السياسي والاقتصادي في دولة الكويت” و” أضواء على تاريخ الكويت ” (من مطبوعات دار الكتاب العربي للطباعة والنشر) و “المجتمع المدني في الخليج العربي – دراسة حالة الكويت ” و ” الخليج العربي في وثائق الأرشيف الروسي ” و “ الكويت : التاريخ والنهضة ، الرواد) .وغيرها من المطبوعات .
علاقات واسعة
واستطاع قلعجي بسيولة قلمه الفياض المدعم بالمعلومات ، استقاها من خلال علاقاته المتينة مع شخصيات كويتية من مختلف الطبقات الأدبية والسياسة والفنية وغيرها ، الإلمام بماضي الكويت ، مما وفر له الأرضية المناسبة التي تؤهله ان يترجم كل ذلك في إصداراته التي وجدت طريقها إلى المكتبة الخليجية والعربية والعالمية ، ليطلع العالم على طموح دولة في رأس الخليج تدعي الكويت .
عالم الصغار
ولم يتوقف الكاتب القدير قلعجي عند حدود اصدار الكتب الثرية الغزيرة في علومها المخصصة لطبقات المثقفين والسياسيين واهل التاريخ ، بل طرق بابا آخر ، قلما يطلقه كبار الكتاب لوعورته ، ولكنه يملك مهارة الصحفي المتمكن ، الذي طوع قلمه ليدخل إلى عالم الصغار والفتية والفتيات اليافعين .
فعل ذلك بمهارة فائقة ، وسلك مسلك الراوي القصاص ، الذي يروى (الحزاية) الشيقة ، مفعمة بكثير من الشجن والتشويق ، مقتطفاً من تاريخ الكويت المواقف والعبر والأحداث والشخصيات، لتكون محطات يربط من خلالها الماضي بالحاضر ، بكل سلاسة ويسر ..ليسهل تقبلها لدى فئات الاعمار الفتية بما فيها من أبهار في العرض.
فجاء كتابه (الكويت : التاريخ والنهضة ، الرواد) على غير عادة كتاباته الرصينة الثقيلة في مادتها ، حيث صال وجال بالتاريخ ، من خلال حبكة روائية أبطالها أسرة ناصر الشرقي الكويتية ، وفي إصباغ صفة ( الشرقي ) على رب العائلة اسقاطاته على الأسرة، المكونة من أب وصفه بالمثالي الحكيم ، بعيد النظر ، وزوجته نورة العاقلة الحازمة ، التي شاركت زوجها الشدائد ، فهي المرأة المحبة العطوفة ، والأبن راشد الذي هو نسخة من أبيه في الطول والشكل ، ويتصف باتزان ابيه ، بينما منيرة الأبنة الأكثر هدوءاً وغوراً ، ثم أخيرا سميرة الطفلة المدللة .
التاريخ عبر الرواية
ومن خلال تلك الأسرة وشخصياتها ، يطوف قلعجي بالقاريء الصغير ، عبر تبويبات ذات عناوين لافته في كراسة ملونة بالرسومات ، تحكي تاريخ الكويت ونضال أهله للبقاء في منطقة صحراوية، وفي إقليم تتجاذبه الأحداث، عاشها الأب والأم أو تناقلوها ممن سبقهم ، مرورا باكتشاف النفط ، وظهور المؤسسات المدنية والخدمات الحكومية ودخول التلفزيون والمذياع إلى البيوت ..الحياة المدنية وتطورها ووسائلها الحديثة بكل صورها المعروفة عام 1980 سنة طباعة الكتاب .
كاتب وكتاب
يقع كتاب ” الكويت : التاريخ والنهضة والرواد ” في 64 صفحة من الحجم الوسط ، لمؤلفه قدري قلعجي صادر عن (دار الكاتب العربي) عام 1980م ، من مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، ضمن محتويات المكتبة الأهلية الوفقية المهداة للمركز من قبل ذوي الباحث الشيخ عبدالله الخضري (يرحمه الله) .
الصور :
- كتاب “الكويت ، التاريخ ، النهضة ، الرواد
- شبكة الأنترنت