رئيس مركز المخطوطات و التراث و الوثائق
د . الشيباني : مخطوطة ” آدم عليه السلام ” ….مزورة
حذر مختص في شؤون التراث و الوثائق من توسع ظاهرة الخداع و التكسب بإسم المخطوطات حيث يتم جني مبالغ طائلة خيالية بالحيلة تنطلي علي هواة جمع النوادر القديمة من غير ذوي الخبرة .
وفي السياق , نفي رئيس مركز المخطوطات و التراث و الوثائق و د . محمد بن ابراهيم الشيباني صحة ما ما تردد مؤخرا بشأن العثور على مخطوطة , زعم مروجوها انها مؤرخة في سنة سبعة الاف و ثمانية ستين لأبو البشرية آدم عليه السلام .
و شدد في تصريح صحفي على عدم صحة أي أوثيقة او مخطوط يمكن الاعتداد به من عصر آدم او الانبياء و الرسل عليهم السلام , الا النادر مما وصلنا من حقبة الرسول صلى الله عليه و سلم , و في بعضها الكثير من الاقوال .
و أوضح في تعليقه , ان من اختلق المخطوط المزعوم لم يجيد حبك الكذبة كما ينبغي , فيفترض ان تكون باللغات القديمة السائدة في تلك الحقبة و بحروفها , إن كانت لها حروف تقرا و تكتب .
في حين اشار الى ان المخطوط المزعوم كتب بلغة عربية , وبخط النسخ العربي المنقوط .
مشيرا الى أن تنقيط الحروف لم يعرف الا في عصر التابعين , و كان أول من وضع النقط في المصحف هو التابعي الجليل أبو الاسود الدؤلي , ثم جاء الخليل بن احمد الفراهيدي فوضع ضبطا ادق من الدؤلي كعلامات الكسر و الجر و خلافه .
و مضي د .الشيباني الى القول ان هناك الكثير من الضوابط التي يراعي خبراء المخطوطات الوقوف عليها عند فحص اي مخطوط وثيقة .
و استطرد : من تلك الضوابط ,معرفة اللغات المكتوبة بها المخطوط وحروفها السائدة آنذاك , و طبيعة الورق المعتمد في حقبة المخطوط أو الوثيقة .
وقال : دخل الورق في العالم الاسلامي في القرن التاسع الميلادي الموافق للثالث الهجري , منوها الى ان الكتابة في حقبة الخلافة الراشدة كانت بالحرف الكوفي غير المنقوط , بينما ظهر الحرف المنقط في الدولة الاموية في حقبة الوالي الحجاج .
و استدرك د .الشيباني في السياق نفسه حادثة مشابهة لوثيقة نسبت الى عهد النبي سليمان عليه السلام . وجدتها الاجهزة الامنية الكويتية لدى جندي عراقي عند القائها القبض عليه ديسمبر 2016.
و زعمت مصادر أمنية في محافظة بابل حينها ان قيمة المخطوط المذكور تقدر ب45 مليون دولار .
و لكنه قال : بعد الإطلاع على صورة المخطوطة المزعومة , أتضح انها لا تساوي المبلغ الفلكي الذي نقلته الصحافة المحلية , و لا ترقى الى عهد النبي سليمان , بل كتبت بعدة قرون من تلك الحقبة ” إن صحت ” لكونها باللغة العبرانية و تتضمن قصائد و اناشيد نقلت من الزبور .
المكتب الاعلامي
مركز المخطوطات و التراث