• Post published:26/11/2024

 

 

الحلقة (7)

من تاريخ الكويت البحري

 

سفن كويتية شراعية
سفن كويتية شراعية

 

تراثنا – التحرير :

 

في الحلقة السابعة ، تسلط تراثنا الضوء على حرفة سفر المراكب الخشبية الكويتية إلى موانيء الهند وافريقية واليمن وغيرها بغرض نقل التمر والمواد الغذائية والعودة بها للكويت ولما حولها من بلاد الجزيرة العربية وغيرهم . 

 

السفر الشراعي

 

أحد القلاليف يقوم بتشذيب أحد أجزاء السفينة
أحد القلاليف الحرفيين  يقوم بتشذيب أحد أجزاء السفينة

 

السفر الشراعي ، هو الرحلات الموسمية التي كانت سفن الكويت الشراعية ، مثل (البوم السفار ،والبغلة) تقوم بها إلى موانيء الساحل الهندي الغربي ، وساحل اليمن الجنوبي ، والسواحل الأفريقية الشرقية ، حيث تنقل كميات التمور إلى هذه الموانيء ،وتعود منها محملة بالمواد الغذائية وبالأنواع المختلفة من الأخشاب .

 

ففي حوالي شهر سبتمبر من كل عام ، كانت هذه السفن تبحر إلى شط العرب لشحن كمية من التمور العراقية والإيرانية ، وحين يتم ذلك تبحر على طول الساحل الشرقي للخليج ، حتى تمر من مضيق هرمز ، ثم تتجه إلى الشرق مبحرة على طول الساحل الإيراني والباكستاني ، وساحل بلوشستان ، حتى ميناء كراتشي ، أو تواصل إبحارها من كراتشي إلى موانيء ولاية كوجرات الهندية حتى تصل إلى بومبي .

 

اكثر من 350 نوع من التمور في العراق
اكثر من 350 نوع من التمور في العراق

 

وحين تحصل على على بضاعة من بومبي فإنها تنقلها إلى أحد الموانيء الهندية الجنوبية المنتشرة على طول الساحل الهندي الغربي ، حتي ميناء كاليكوت ، حيث يتم شحنها بكميات من الأخشاب اللازمة لصناعة السفن وبناء المنازل .

 

فتبحر عائدة إلى الوطن ، أو أنها تتوقف في ميناء منكلور الهندي لشحن كمية من ألواح القرميد ، المستخدم كأسقف خارجية ، والإبحار بها إلى ميناء ممباسا الأفريقي عبر المحيط الهندي ،وعادة ما تستغرق رحلة السفن من الكويت إلى الهند ، ثم العود منها ستة أشهر متصلة .

 

الإتجاه الأخر للرحلات

 

البناء أيام زمان في الكويت
البناء أيام زمان في الكويت

 

أما القسم الآخر من السفن الشراعية الكويتية ، فإنها تتوقف في ميناء مسقط العماني بعد خروجها من مضيق هرمز ، للاستفسار عن أسواق التمر في موانيء اليمن مثل المكلا وعدن ، فإذا كان السعر مناسباً ابحرت إلى هذه الموانيء لبيع ما فيها من تمور إلى التجار فيها .

 

ثم ابحرت بعد ذلك على طول الساحل الأفريقي الشرقي مارة بالقرب من ميناء لاموه وغيره من الموانيء حتى تصل إلى ميناء ممباسا ، ثم جزيرة زنجبار ، حيث تستعد للسفر جنوب هذه الجزيرة ، إلى حيث مزارع اشجار المنكروف في دلتا نهر الوفيجي في تنزانية ، وهنا يتم شحنها بأعمدة المنكروف ، ثم تبحر عائدة إلى الوطن .

 

فتمر بالقرب من العديد من الموانيء على الساحل الأفريقي والساحل اليمني ، حتى تصل إلى ميناء مطرح العماني ، فتستريح عدة أيام قبل مواصلة السفر داخل الخليج حتى الكويت ، وهذه الرحلة الأفريقية تستغرق تسعة أشهر متصلة .

ثلث الدخل القومي للكويت

 

البناء الكويتي قديما
أحد أحياء الكويت القديمة

 

ولقد كان في الكويت حوالي 116 سفينة شراعية – بعد الحرب العالمية الثانية – نقوم بهذه الرحلات الموسمية إلى الهند وإلى أفريقية – وكان حاصل هذه الرحلات يعادل ثلث الدخل القومي السنوي للكويت ،لذا كان الاعتماد على رحلات السفر الشراعي كبيراً – بعد الله – حتى اواسط الخمسينيات من القرن العشرين ، حين توقفت هذه الرحلات نظراً للأعمال التي وفرها النفط للبحارة في الكويت ، فتوقفوا عن الركوب والسفر رحلات طويلة مرهقة تحت الشراع.

يتبع لاحقا ..

 

 

طالع الحلقة السادسة :

 

فن الغناء البحري الكويتي أنواعه والمهن المصاحبة له

 

 

نقلا عن تراثنا – العدد 44

أنقر للمطالعة

 

غلاف مجلة تراثنا - العدد44 الصادر بتاريخ : رمضان - شوال 1432هجري /أغسطس - سبتمبر 2011م .

 

 

للحصول على الدراسة كاملة 

هواتف مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

اترك تعليقاً