الحلقة (الرابعة)
ارتدادات الأوبئة على مباحث تأريخ الطب في الكويت
تراثنا – التحرير :
تستعرض تراثنا جوانب من التاريخ الطبي الشعبي والإسلامي في الكويت وخدماته في حلقات مقتطفة من كتاب (الأمراض الفتاكة في تاريخ الكويت – الطاعون ، الجدري ، الأنفلونزا) لمحرره د . محمد بن إبراهيم الشيباني*.
وفي بدء تناوله لأشهر المطببين المعالجين بالرقية الشرعية والطب الطبيعي ( الأعشاب ) يوضح المؤلف د . الشيباني بأن هذه عجالة من كوكبة من الكويتيين والكويتيات الذين عملوا في مهنة الطبابة والعلاج بالقرآن الكريم والتداوي بالأعشاب ( الطب الطبيعي ) .
د .الشيباني :
-
ينبغي على من يزاول الطبابة أن يتقي الله والأخذ بالسنة الصحيحة فلا للخرافات ولا للزار أو الإستعانة بالجن.
-
المستشفى الأمريكاني في الكويت يستعين بخبرة المطبب عبدالرحمن المنيفي في المعالجة بالأعشاب .
-
استفاد الوجيه عبدالله عبد اللطيف العثمان من خبرات المستشفى الأمريكاني وفتح صيدلية في بيته لعلاج المرضى .
-
هناك من يخلطون الأوراق بين الشعوذة و السنة الصحيحة جهلا منهم بها أو بغضاً واستعلاءً على المطببين ..!
-
المطببة منيرة السبيعي عالجت مريضاتها بالأعشاب وكانت تعرف موعد الحمل باللمس ومارست (تغميز) اللِوَزْ .
تقوى الله
ويمضي قائلا :لا نستطيع ان نحصيهم ، ولكن عندما نتكلم على هذا العمل الخيري الطيب ، ينبغي للولوج فيه أن يتقي الله وأن يأخذه بعلم صحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، لا تشوبه شائبة بدع وخرافات وشعوذة الشياطين مثل السحر والزار والتواصل مع الأرواح ” الجن ” ونحوه ، وأن يخلص فيه لوجه الله .
بين الشعوذة والسنة الصحيحة
ويحذر د . الشيباني من محاولات البعض تشويه الصورة الناصعة لهذه المهنة قائلاً : ينبغي أن لا نخلط الأوراق ، وأن نعدل في حكمنا ، فلا بد من التفريق بين المشعوذ الضال ، وبين من يرد بعمله خدمة الناس على نهج سنة رسوله عليه الصلاة والسلام الصحيحة ، والتي كان لها أثرها الواضح على المرضى ، إلى حد استعانة المستشفى الأمريكاني في الكويت ببعض المطببين الشعبيين لمساندة عملهم .
لا للتسرع
ودعا إلى عدم التسرع والتعميم في إطلاق الأحكام لمجرد الجهل بهذه العلاجات والتعالي على العاملين عليها ، أو لعدم محبة بعض الناس لهم ، خشية حرمان الناس من فضل عظيم ، جعل علاجه في هذه الرُقى والأعشاب ، وعجزت عنه وسائل أصحاب العلوم الطبية .
أشهر المطببين الرجال
• المطبب عبدالرحمن زيد المنيفي :
كان من مشاهير المطببين الشعبيين في مجال تجبير الكسور ، والمعالجة بالأعشاب ،وقد عمل ” يرحمه الله ” في المستشفى الأميركاني في فترة من الوقت بطلب منهم ( 1890 – ت 1936 م ) .
• المحسن عبدالله عبداللطيف العثمان :
عنده معلومات حول التداوي ، وأثر بعض الأدوية في شفاء المرضى ، وذلك من خلال اتصاله بأطباء الإرسالية الأميركية في الكويت ، وكان عبدالله العثمان ” يرحمه الله ” لديه صيدلية في بيته ، لمساعدة المحتاجين من دون مقابل ( 1897 – ت 1965 م ).
• الشيخ عبدالرحمن على الدعيج :
• كان إلى جانب إمامته لمسجد الفضالة مدة خمسين سنة ، كان ” يرحمه الله ” عنده إلمام بالمداوة بالأعشاب ، ولا سيما معالجة المرض الخلقي المعروف ” بالقباءة ” فكان الناس يقصدونه بالمداوة ، من أطراف البلد ، كما كان مشهوراً بقراءة القرآن على المرضى ( 1874 – ت 1963 م ).
• التربوي محمد بن سيف :
درَّس في مسجد هلال المطيري علوم القرآن والحديث والقراءة والكتابة ومبادئ الحساب ، وكان ” يرحمه الله “يعالج المرضى بالرقى الشرعية ، واشتهر في منطقة (القبلة) ، فكان الناس يقصدونه طلباً للاستشفاء ( 1900 – ت 1985 م ) .
• التربوي محمد عبداللطيف العثمان :
• تولى إمامة مسجد السرحان في حي الوسط ، كان “يرحمه الله ” محفظاً للقرآن ،وكان يعود المرضى ليعالجهم ، فيرقيهم بقراءة الآيات الكريمة والأدعية ( 1900 – ت 1985 م ) .
طالع حلقات :
دراسة الاستشفاء والعلاج بالطب النبوي من الأسقام بين النظرية والتطبيق
أشهر المطببات النساء
كما كان فريق من الرجال يعالجون بالقرآن ، ويداوون الناس بالأعشاب ، كان هناك فريق من النساء يقمن بالعمل نفسه، منهن :
• المطببة منيرة السبيعي :
كانت تقدم الخدمات الصحية المجانية للمرضي ، وكانت تعالج أمراض العين والأذن والأنف واللِوَز ، وكان لديها طرق عدة لعلاج اللوز من خلال دهن وتدليك البلعوم ، وكانت تخلط الأعشاب في علاجها .
وكانت تعالج بالكي ، كما كان لديها علاج خاص لأمراض المعدة وأمراض النساء والولادة ، وكانت تعرف تاريخ الحمل عن طريق اللمس ،وتساعد في تعديل وضع الجنين في بطن أمه .
ولهذه المرأة الجليلة “يرحمها الله” عجائب في أنواع العلاجات والتطبيب ، بل وغسل ودفن الموتى ، من دون أجر أو مقابل ..تفعله لوجه الله تعالى .
• المطببة هدباء براك الحمدان :
• أم خزام وزوجة حمدان الأحمد الحمدان ، في منطقة الفنطاس، وكانت تقوم بأعمال علاجية مختلفة ، من ولادة وتغميز ( علاج أمراض اللوز واحتقانها ) وكانت ” يرحمها الله ” تداوي الأمراض الجلدية ومسامير اللحم ( ت 1989 م ) .
• المطوعة هيا عبدالرحمن الجاسم :
أسست مدرسة لتدريس البنات في ديوانية عبدالعزيز سعد المنيفي ، زوج أختها ، وكانت ” يرحمها الله ” ترقي المرضى بقراءة القرآن عليهم ( 1893-ت 1973م ) .
كاتب وكتاب
( اضغط على الغلاف للتفاصيل )
كتاب (الأمراض الفتاكة في تاريخ الكويت – الطاعون ، الجدري ، الأنفلونزا) لمحرره د . محمد بن إبراهيم الشيباني ، من منشورات ( قسم وثائق الخليج والجزيرة العربية ) في مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، الطبعة الأولى( 2017م – 1438 هجري ) يقع في 125 صفحة من الحجم الوسط .
*رئيس التحرير ومركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس تراثنا .
أقرأ : مقالة : (المصادر العربية للعلاج بالأعشاب الطبية ) .