الحلقة الثالثة

مقتطفات من مجلة تراثنا 

 

 

 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :

 

 على مدى حلقتين استعرضت تراثنا ما كُتب عن معركة الرقة برواية كل من المؤرخ عبدالعزيز الرشيد وراشد الفرحان، وفي هذه الحلقة الثالثة نتناول ما دونه المؤرخ حمد السعيدان ، وذلك في اطار تتبع واستقراء لما رواه المؤرخون بشأنها .

 

معركة الرقة

برواية المؤرخ حمد محمد السعيدان (1)

 

 

 معركة حدثت بين الكويتيين وبني كعب حكام عربستان في أواخر مايو (1783 م) ، عُرفت بمعركة الرقة ، لأن سفن بني كعب الكبيرة لم تتمكن من عبور الرقة – الواقعة بين جزيرتي فيلكة في حال الجزر – وسيطر الكويتيون على ساحة المعركة بسبب صغر سفنهم التي لم تؤثر فيها حالة الرقة .

 

وسبب المعركة أن الشيخ بركات ابن عثمان بن سلطان أمير بني كعب (2) طلب من الشيخ عبدالله الصباح حاكم الكويت أن يقبل بزواجه ابنته مريم من احد أبنائه ، ولكن الشيخ عبدالله رفض ذلك ، وكذلك أبنه الشيخ جابر أخو مريم (3).

 

وعد الشيخ بركات هذا إهانة له وجهز حملة لم يعد من أفرادها إلا من نجا بأعجوبة ، وحاول الشيخ بركات تجهيز حملة أخرى ، ولكن شعبه قابل تلك المحاولة أو الفكرة بالرفض ، وأنهم مستعدون للقتال في سبيل وطنهم وليس في سبيل زواج ابن الشيخ !

 

وتمحض عصيانهم عن قتل الشيخ بركات بعد أسبوع من الهزيمة ،حيث قُتل يوم 9 من يونيو 1783م .

 

 

 

 

قال الشاعر محمد الفايز :

 

هيهات يهبط في الضفاف تتار ..

أو أن يدنس أرضنا استعمار..

 

ولكل فجر موقد لضيائه .. 

ولكل ليل ثعلب ووجار..

 

والمعتدون هم الضعاف ..

في ملتقي الجمعين والأشرار.. (4)

 

 

نداء النخوة “أخو مريم “

 

 

 

ملحوظة مفيدة:

 

” أخو مريم” نداء النخوة عند آل صباح ،وأخو مريم الأصلي هو الشيخ جابر الأول وأخته مريم الصباح ، وقصتها وردت في معركة الرقة ، حيث طلب أمير بني كعب الزواح من مريم إلا أن طلبهم رُفض ،و هدد أمير المحمرة بغزو الكويت على هذه الإهانة التي تمثلت في بالرفض ، وهب جابر وجرد سيفه قائلا : أنا أخو مريم ، تعني صرخة الحرب .

 

والانتخاء بالأخت من عادات العرب في الجزيرة العربية ، ينتخي الأخ بأخته إذا كانت شجاعة أو حميدة السيرة ، كريمة الخصال ،وقد عُرف عن مريم الصباح بأنها كريمة ، وشجاعة ، اشتركت في حرب الرقة التي قامت بسببها .

 

قال بندر السعدون ، شيخ المنتفك ، يوماً لجلسائه : أتدرون من الكريم في هذه الجزيرة ؟ قالوا : أنت يا بندر ؟ (5) قال : لا ..إنه جابر العيش (الصباح) أخو مريم الذي يفرش الحصر في الطرقات لإطعام المساكين .

 

كان نداء النخوة عند آل صباح هو ” عيال سالم ” حتي وقعت معركة الرقة وتألقت مريم بنت صباح الثاني في حرب الرقة ،واظهرت شجاعة نادرة ، ثم أخذ نداء النخوة عند الصباح كالآتي : أنا أخو مريم ، وذلك اعتبارا من ( 1783م -1198 هجري) . (6).

 

 

هامش :

 

1- الموسوعة الكويتية المختصرة : حمد محمد السعيدان ، ط 2 (1402هجري- 1981م) 

 

2- حكم سنة (1770حتي 1783م) ، (1184 – 1198 هجري) .

 

3-انظر الموسوعة الكويتية المختصرة 49/1 .

 

4- الموسوعة الكويتية المختصرة  656/2 .

 

5- إمارة بندر بن محمد السعدون : تقلد مشيخة المنتفق بندر بن محمد بن ثامر سنة (1259هجري – 1842م ) بعد وفاة أخيه ، وأدار أمور الحكم كما يرام إلى أن توفي في (1264هجري -1842م) وقد أعقب من الذكور (محمداً ، وحموداً) فقام مكانه أخوه فهد .. التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية للعلامة الشيخ محمد بن الشيخ خليفة بن محمد بن موسى النبهاني الطائي ، ص 426.

 

6- التحفة النبهانية ، و انظر الموسوعة الكويتية المختصرة 49/1 ، وقد أخطأ في تاريخ وقوع المعركة .

 

 

طالع الحلقة الثانية :

 

موقعة الرقة بين الكويت وبني كعب برواية د . راشد الفرحان 

 

 

نقلا عن تراثنا العدد 84

أنقر الغلاف لتفاصيل العدد 

 

 

تواصل مع تراثنا