الحلقة (18)
مفردات كويتية خليجية واستعمالها في اللهجة واللغة
تراثنا _ التحرير :
تزخر اللهجة الكويتية والخليجية بمفردات قد تُشكل على السامعين من غير أهلها ، رغم أنها عربية صرفة .. وعبر انتقاءات لبعض المفردات المحلية من كتاب (لهجتنا والقرآن الكريم*) لمؤلفه الداعية الشيخ عبدالله الخضري سوف نسهم بإجلاء غموض بعض تلك المفردات .

في الحلقة (18) يستقصى الباحث الخضري – يرحمه الله – مفردات دارجة في اللهجة الكويتية الخليجية واستخدامهما في القرآن الكريم واللغة العربية ( من ص306- 309) على النحو الاتي :
غرر

لا يْغِرّك : (فعل) يقول الله تعالى: (ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا)الجاثية –
35
أي خدعتكم زينة الحياة الدنيا بطول العمر والتمتع بالشهوات والمستلذات .
قلت : وتستخدم اللفظة في اللهجة (الكويتية الخليجية) استخدامها في الفصيح .
عن أبي زيد : (بسيط):
إن كان غرك إطراقي ابا حسنٍ
فالسيف يطرق حيناً قبل هزَّته
والحيةُ الصلُ لا تغررك هدأته
فكم سليمٍ موقوذ لنكزتِه (1).
وكان الأصمعي يعجبه هذا البيت :
إنَما تَغُرُّ من تَرَى و يَغَرُك من لا تَرَي
أي : إذا غَرَرت من تراه ، ومكرت به أو غدرت ، فإنك المغرور لا هو ، لأنك تجازَى ، ويروي العين والزاي ، يعني أنك تَغْلب من تراه ، ويغلبك الله جل جلاله ، أي إذا غررتَ من تراه ومكرت به ، او غدرت ، فإنك المغرور لا هو ، لأنك تجازي (2) .
غرف

غِرْفَة : ( أسم )
يقول الله تعالى : (إلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ) سبأ-(37)
وهم في أعالي الجنة آمنون من العذاب والموت والأحزان .
قلت : الغُرفة في اللهجة هي العُليّةُ ، وهي الحجرة في أعلى البيت (3) .
وأخرج صاحب الأغاني :
عن رجل من الأزد قال : كان الأقيشر يأتي أخوانا له يسألهم فيعطونه ، فأتي رجلا منهم ، فأمر له بخمسمائة درهم ، فأخذه و توجه إلى الحانة ودفعها إلى صاحيها، وقال له: أقم لي ما أحتاج إليه ، ففعل ذلك ، وانضم رفقاء له ، فلم يزل معهم حتى نفذت الدراهم ، فأتاهم بعد إنفاقها بيوم ، ثم أتاهم من غد فاحتملون ، فلما أتاهم في اليوم الثالث نظر إليه أصحابه من بعيد ، فقال لصاحب الخانة ،: اصعدنا إلى غرفتك هذه وأعلم الأقيشر أنا لم لم نأت اليوم .
فلما جاء ألأقيشر أعلمه ما قالوه له ، فعلم الأقيشر أنه لا فرج له عند صاحب الحانة إلا برهن ، فطرح إليه ثيابه وقال له : أقم ما احتاج إليه ففعل ، فلما أخذ فيه الشراء أنشأ يقول (خفيف) :
يا خليلي اسقياني كأساً
ثم كأساً حتى أخر نُعاساً
إن في الغرفة التي فوق رأسي
لأناساً يخادعون أناساً
يشربون المعتق الراح صرفاً ثم
لا يرفعون بالزور رأساً
فلما سمع أصحابه هذا الشعر ،فَدًوه بآبائهم وأمهاتهم ، ثم قالوا له : إما أن تصعد إلينا ، أو ننزل إليك ، فصعد إليهم. (4)
هامش :
1-أمالي القالي :1 /29
2- مجمع الامثال 1/ 24 .
3- انظر الموسوعة الكويتية 1173.
4-الأغاني 3 / 266 .
كاتب وكتاب
كتاب (لهجتنا والقرآن الكريم ) ، تأليف الشيخ الداعية عبدالله أحمد الخضري – يرحمه الله – يقع في 454 صفحة من الحجم الوسط ، المطبعة العامرية بالكويت – الطبعة الأولى :عام 2000م ،من مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ( وقف مكتبة الشيخ الخضري المهداة من ورثته للمركز ) نسأل الله أن ينفعه بها .
تواصل مع تراثنا