قد تعني غدا ..أو الأسبوع القادم ..أو الشهر القادم أو ..!!
تراثنا – التحرير : من طريف ما جاء في كتاب ” ابناء السندباد ” للقبطان البحري آلن فلييرز عن تقدير قيمة ” الوقت” لدى البحارة في مرافقته لسفينة كويتية شراعية في الثلاثنيات من القرن العشرين ، اقتطفناه منه هذه الفقرة التي تكشف عن انعدام قيمة الوقت لدى البحار الذي يقضي شهورا بين زرقة السماء وزرقة البحر ..فتتساوى عنده الساعات والأيام والاسابيع والشهور !!
“مكثنا اسبوعين في زنجبار على الرغم من أن البضاعة جميعها كانت قد أفرغت خلال اليومين الأولين ،وبعد مضي الاسبوع الأول، كان يعلن يومياً أن رحيلنا سيكون في الغد، ولكن أحداً لم يكن يبدي أدنى اهتمام لتلك الاعلانات التي لم يكن ينظر إليها حتى كتمنيات يرجي تحقيقها..!!
فإن كلمة “غداً ” كانت بالنسبة لهم تعني أي وقت في المستقبل غير المحدود !! كما لو كانوا “في الاسبوع القادم” أو في ” الشهر القادم ” مثلا ” انتهى.
عبارة آلن فلييرز التي ذكرها في كتابه الرائع منذ نحو قرن عن قيمة الوقت عند البحارة، مازالت ماثلة وقائمة في المجتمعات العربية ، حيث الوقت لا يمثل كثير أهمية .
وما زال البعض يستخدم عبارة” إن شاء الله ” بمعني لأمد قادم لمستقبل غير محدود …