الخرافة التي عبرت الزمن ورُوج لها عبر وسائل التواصل
تراثنا – لن يتوقف الدجالون ومن يتبعهم من الموسوسين والخوافين عن دجلهم وخداعهم للعامة ، طالما أولئك المصدقون لهم يشهدون على تنبؤاتهم صدقاً وعدلاً .
الشيخ احمد حامل مفاتيح الكعبة لم يره أحد ، وإنما اشتُهر في سبعينات القرن الماضي بورقة تحمل أسمه ، ورؤيته في المنام للنبي صلى الله عليه وسلم ، – زوراً وكذباً – وهي التي يوصي الناس بقراءتها بتمعن ثم نسخ ثلاثين نسخة في الحال أو اكثر ، وارسالها إلى من تطوله يده ونفسه !
فإن قام بذلك فقد ربحت تجارته ومقاصده أياً كانت ، ووفق إلى كل خير ! وإن لم يفعل ذلك فقد خسرت تجارته ومقاصده كلها ، و أتاه الشر من كل حدب وصوب !
وقد سبق أن حذرت من هذه الرسالة في مقالات سابقة قبل خمس عشرة سنة وأكثر ، بل حذر منها علماء الإسلام واولياؤه الصالحون ، أمثال العلامة عبدالعزيز بن باز ، والعلامة محمد العثيمين والعلامة محمد ناصر الدين الألباني وغيرهم ” رحمة الله عليهم “، وحيث أن هذه الأصناف موجودة في عصر الدجالين والموسوسين والخوافين وزمانهم ، فقد انتشرت هذه الرسالة وذاع صيتها في كل الأزمان والأماكن .
اليوم تعود عن طريق أجهزة التواصل الاجتماعي ، ولا تحتاج تلك الاصناف ان تطبع منها كميات أو تنسخها ، إنما يكفيهم أن ينشروها عن طريق حساباتهم ، فتصل إلى مئات بل آلاف البشر والمواقع ، وهنا ستزداد اعداد الموسوسين والخوافين ، وتروج بضاعة الدجالين في عالم التكنولوجيا .
هذا جانب من جوانب نِشر هذه الرسالة الخرافية والخديعة ، ولكن للرسالة هذه وجهاَ آخر خبيثاً ، قديماً وحديثاً ، قديماً محاولة اخافة الناس على الدوام ،وجعل حياتهم مربوطة بالدجالين والسحرة والكهان .
أما الجانب الحديث فهو محاولة صرف الناس عن دينهم وعقيدتهم الراسخة ، والثابتة أركانها التي لا يهم من اعتقدها مثل هذه الهرطقات والخزعبلات، ولكن هل كل الناس على علم ووعي ديني ؟ لا سيما أن أغلب من في الساحة اليوم من جيل الشباب الذي تهزه أي هزة صغيرة ، فتجعله يخاف ويرتعب ، فينطوي ، وهذا ما يريده دجالو اليوم المبرمجون لتخريب دين واخلاق المسلمين الفاضلة وعاداتهم ، لا سيما هذه الجيل حتي يصد عن دينه ويزهد فيه .
على يد الشيخ أحمد الدجال التي كتبت هذه الوصية لم تقف عند وقت كتابتها ،وانما تعدت زمانها ومكانها ، وصارت وبالاً على هذه اليد ، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم : ” وعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، لا ينقص من أوزارهم شيئا ً “.
د . محمد بن إبراهيم الشيباني
رئيس التحرير
زيارة الصفحة الرئيسة تراثنا
ايميل القراء لمتابعة جديد اخبار تراثنا
التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه