في تشرين أول 1920 م
ملابسات شروط الهدنة والصلح بين سالم المبارك و(الدويش) بحضور المعتمد البريطاني مور
تراثنا – التحرير :
ابلغ المعتمد السياسي البريطاني في الكويت الشيخ سالم المبارك الصباح بتاريخ 6 من صفر 1339 هجرية ” 19 من تشرين اول 1920 ميلادية “بان قوات بحرية بريطانية قد توجهت إلى الكويت، ويحتمل وصولها خلال أربعة وعشرين ساعة ، وأن تلك القوات ستتدخل تدخلاً سافراً لحماية الكويت .
• المعتمد البريطاني يبلغ الشيخ سالم بقرب وصول قواته للتدخل تدخلاً سافرا لحماية الكويت من “الإخوان “.
• مقهى “بوناشي “يشهد مفاوضات الكويت ووفد” الاخوان “بحضور ألمعتمد وأعيان الكويت .
• المعتمد “مور “لم يشأ كشف سياسة حكومة بريطانية المزدوجة تجاه الكويت و”الاخوان” فأنهى الحوار .
• لازم الشيخ سالم الصمت في المفاوضات رافضاً كل شروط فيصل الدويش .
فلما وقف الشيخ سالم على هذا الخبر تشافي من مرضه ، وسمح للوفد ” الاخوان “بمقابلته ، وبدأت بينهم المفاوضات، ولكنهم لم يتوصلوا إلى نتيجة حاسمة ، رغم أن الوفد خفف من صيغة شروطه الأولى ، بأنهم سيقابلون الشيخ سالم بعد ظهر ذلك اليوم في مقهي ” ابوناشي ” ،وهناك تجري المفاوضات النهائية فلبوا الدعوة .
وبعد تناولهم الغداء ، عزموا على الذهاب إلى المقهى المذكور برفقة هلال المطيري ،ولما تبادر لعلم أهالي الكويت نبأ قرب ورود القوات البريطانية ، ارتفعت معنوياتهم ، واعترتهم نوبة حماسية عارمة ، فما كاد
الوفد يترك دار هلال حتي امتلأت الطرق والازقة بالناس، وصاروا يلاحقون الوفد ” الاخوان ” إلى المقهى مستهزئين مستخفين بهم .
وكان الشيخ سالم قد سبقهم إلى تلك المقهى ، وقد حضرها قسم كبير من أعيان الكويت ،ومن أهمهم ناصر البدر ، والحاج حمد الصقر ، وحمد الخالد ، وعبدالله السميط ، وعبدالعزيز الزبن وعبدالوهاب الخشرم وعبدالرحمن السالم العبدالرزاق ، وعبد الله الماجد وحسين وشملان ولدي علي السيف ، وابراهيم المضف ومشاري الروضان وسالم بوقماز وعبدالرحمن العسعوسي .وقد حضر تلك الجلسة أيضا المعتمد البريطاني في الكويت ( الميجر مور ) .
سياسية بريطانية المزدوجة
وكان الناطق بلسان الوفد الإخوان شيخ أعمي يدعي الديحاني ، وكان ذلك الشيخ محدثاً لبقاً جريئاً فصيحاً في الحديث .
فوجه (الميجر مور) كلامه إلى الوفد قائلاً : ” إن الشيخ سالم صديق الحكومة البريطانية البهية ، وانتم جئتم تحاربونه بدون أمر من ابن السعود ” .
فرد عليه الديحاني برباطة جأش قائلاً ” ما جئنا إلا بامر من ابن سعود وهو أيضا صديقكم ” .
ثم خاضوا بالحديث في نواحي اخري تتعلق بشروط الهدنة والصلح ، فكان رد الديحاني رداً صريحاً قاسياً ، فلم يشا المعتمد السياسي أن يخوض في الحديث بأكثر من ذلك ، لكي لا تنكشف أمور قد تنم عن سياسة حكومته ذات الوجهين ، فأعلن ختام الجلسة .
صمت الشيخ سالم
وكان الشيخ سالم خلال تلك المفاوضات ملازماً جانب الصمت ، مصراً على رفض جميع شروط فيصل الدويش ، ثم طلب المعتمد السياسي من الوفد أن يزوره في مقره بدار الاعتماد ، ليحمله رسالة إلى فيصل الدويش .
وفي خلال اجراء تلك المفاوضات كان مقاتلي الكويت وقواتها المسلحة وقسم كبير من أهاليها ، يمرون أمام تلك المقهى بعرضاتهم وأهازيجهم الحماسية بقصد ارهاب اعضاء الوفد (1).
قهوة بوناشي
أول مقهى شعبي تأسس في الكويت ، قيل أنه موجود منذ حوالي 1195هجرية ” 1780 ميلادية ” ايام حكم الشيخ عبدالله ( الأول )،أسسه خليفة بن شريدة الملقب ب “بوناشي “، ومن بعده ابنه ناصر خليفة بوناشي ” توفى في 23 من مايو 1946 ميلادية ” ، ثم أحمد بن سالم الشريدة.
كان امراء الكويت – في السابق – يتخذون من المقهى مجلسا ً للحكم ، وقد هُدم ذلك المقهى سنة 1953 ميلادية وبنُي من جديد سنة 1963 ميلادية في المنطقة التجارية ، يجلس فيه التجار لتناول الشاي والقهوة ، وفيها مساند “وسائد ” للجلوس على الطريقة العربية ،وهي بمثابة ديوانية..(2).
قسم البحوث التراثية :خاص تراثنا
المصادر :
1- تاريخ الكويت السياسي، حسين بن خزغل 4/278
2- الموسوعة الكويتية المختصرة , حمد السعيدان 3/1510