سيارة كلاسيكية للسلطان قابوس في متحف الكويت
تراثنا في جولة بين أروقة التراث في سلطنة عُمان
تراثنا – سعود أحمد إبراهيم البلوشي (*) :
أُنشأ المتحف الوطني العماني بموجب مرسوم سلطاني صادر، الموافق (20 من نوفمبر سنة 2013م)؛ وبذلك أصبحت له الشخصية الاعتبارية؛ بما يتوافق، والتجارب، والمعايير العالمية المتعارف عليها في تصنيف المتاحف العريقة.
ويهدف المتحف إلى تحقيق رسالته التعليمية، والثقافية، والإنسانية، من خلال ترسيخ القيم العُمانية النبيلة، وتفعيل الانتماء، والارتقاء بالوعي العام لدى المواطن، والمقيم، والزائر، من أجل عُمان، وتاريخها، وتراثها، وثقافتها، ومن خلال تنمية قدراتهم الإبداعية، والفكرية، ولاسيما في مجالات الحفاظ على الشواهد، والمقتنيات، وإبراز الأبعاد الحضارية لعُمان؛ وذلك بتوظيف واعتماد أفضل الممارسات والمعايير المتبعة في مجالات العلوم المتحفية، وبتقديم الرؤية، والقيادة للصناعة المتحفية بالسلطنة.
ويتجسد ذلك كله في:
– أولاً : توزع تجربة العرض المتحفي على (14) قاعة، تتضمن أكثر من (5500) من اللقى المميزة، والمنتقاة بعناية، و(43) منظومة عرض تفاعلي رقمية.
– ثانياً : يعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن مركزًا للتعلم، مجهزًا وفق أعلى المقاييس الدولية.
– ثالثاً : يعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن مرافق للحفظ والصون الوقائي، ومختبرات مجهزة تجهيزًا كاملًا.
– رابعاً : يعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن قاعة عرض صوتية ومرئية؛ بتقنية (UHD).
– خامساً : هو أول متحف بالشرق الأوسط يوظف منظومة “برايل” باللغة العربية.
– سادساً : هو أول متحف بالشرق الأوسط يوظف منظومة المخازن المفتوحة.
ومن مقتنيات المتحف النادرة ، انتقت تراثنا التحف التالية :
مقتنيات نادرة في المتحف الوطني العماني
سيف نادر يعود لدولة اليعاربة
ويتميز نصل هذا السيف المصنوع من الفولاذ الدمشقي، بأكثر التصاميم الزخرفية تعقيدًا والتي تُعرف باسم “الأربعون خطوة”، ويظهر توقيع صانع السيف في خرطوش ذهبي يتوسط النصل “عمل أسد الله 186″، وهو من صنع أسد الله الأصفهاني، أحد أشهر صائغي السيوف في العالم الإسلامي خلال القرن (11هجري/17م)، إضافة إلى عبارة “ملكية الشيخ سيف” أسفل منها، ونقش عبارة “شاه عباس سنة 5”. أما المقبض المصنوع من العاج والمطعم بالذهب، فهو بنمط المقابض العربية.
يُثبت نقش الملكية على النصل بأن السيف لم يكن غنيمة حرب، وإنما تم تكليف الصانع بعمله، ومن المرجح أنه قُدم كهدية إلى سيف بن سلطان اليعربي من بلاط الإمبراطورية الصفوية، التي رأت فيه إمامًا مستقبليًا لعُمان.
أما خنجر الحسوة فهو مصنوع من قرن وحيد القرن، والحديد، والخشب، والجلد، والفضة ويعود لفترة حكم دولة أئمة اليعاربة ما بين(04-1123هـ/1692-1711م).
الجدير بالذكر، أن الإمام سيف بن سلطان اليعربي الأول، رابع أئمة اليعاربة (حكم الفترة ما بين: 04-1123هـ/1692-1711م)، ولقب بقيد الأرض لأنه تمكن من الحفاظ على الدولة وأملاكها في الداخل والخارج، ونشر العدل والاستقرار بين الناس.
مجسم قلعة الرستاق
أتخذ الإمام من قلعة الرستاق مقرًا لحكمه، حيث أضاف إليها برج الريح، وبلغت البحرية العُمانية درجة كبيرة من التطور في عهده، حيث ارتكزت سياسة الإمام الخارجية على تجديد الصراع ضد البرتغاليين ليمتد إلى سواحل إيران والهند وشرق إفريقيا، حيث هاجم الأسطول البحري العُماني ممباسا، أهم معاقل البرتغاليين في شرق إفريقيا، وفرض حصارًا على قلعة يسوع في العام (1110ه/1698م) واستمر مدة (33) شهرًا قبل السيطرة عليها، فيما بات يُعرف باسم معركة ممباسا. وبسقوطها توسع النفوذ العُماني حتى وصل إلى بمبا وكلوة وزنجبار.
وفي الشأن الداخلي، عُني الإمام بتطوير النشاط الزراعي، وذلك بحفر أفلاج جديدة وصيانة بعض الأفلاج القديمة، كما توسع في زراعة المحاصيل كالقمح والشعير وقصب السكر، وغرس أشجار النخيل والفاكهة، وإدخال أصناف جديدة من النباتات مثل: الورس والزعفران والقهوة، بالإضافة إلى منتجات زراعية جديدة لم تكون موجودة في عمان من قبل..
تمثال لشخصية رفيعة المقام
يعرض المتحف الوطني في قاعة عُمان والعالم تمثالاً يُرجَّح أنه لشخصية إدارية أو دينية أو عسكرية رفيعة، كما يعرض مُجسَّما لمحطة الأقمار الصناعية بولاية العامرات في قاعة الحقب الزمنية، والتمثال والمُجسَّم من المقتنيات السلطانية للسلطان الراحل قابوس بن سعيد (طيّب الله ثراه) التي حظي بهما المتحف الوطني ليكونا متاحين لعموم الزوار.
يُذكر أن التمثال يعود إلى العصر الحديدي، أي الفترة المعروفة باسم ممالك جنوب شبه الجزيرة العربية (اليمن)، وتحديدًا من مناطق قتبان أو مأرب أو الجوف، وهو منحوت من الرخام الخالص، ما يدل على براعة الحرفيين اليمنيين قديما.
سيارة للسلطان قابوس في متحف كويتي
ومن جهة أخرى ، تحتفظ الكويت بسيارة مميزة وفريدة من نوعها صنعت خصيصا للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان السابق (طيب الله ثراه) واستخدمها داخل السلطنة في تنقلاته ،وهي من طراز “ستونز 1979م “ووضع خلفها صورة كبيرة للسلطان قابوس .
ويشار إلى الكويت تحتفظ بالسيارة في مكان مميز لمثل تلك السيارات الغريبة المميزة لكثير من الشخصيات ، سواء السياسية أو القيادية أو حتى الفنية .
الجدير بالذكر أن متحف الكويت للسيارات التاريخية والقديمة والتقليدية يحتوي على أندر السيارات في العالم بتقنياتها المختلفة وتشمل السيارات المستعملة من الملوك والرؤساء ، بما فيها القوي العظمي منها سيارة الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفييتي سابقا .
لقطات من مقتنيات المتحف
(*) : سعود أحمد إبراهيم البلوشي باحث في الشأن التاريخي والتربوي من سلطنة عمان .
تواصل مع تراثنا