رداً على مزاعم في التواصل الإجتماعي
أحداث خافية في التاريخ حول حقيقة نهب مكتبات بغداد والشام على يد المغول
-
د . الشيباني : مكتبة التبت الأثرية خبر قديم تم تداوله عام 2019 لا علاقة له بمكتبة بغداد المنهوبة من قبل جيوش المغول .
-
نصير الدين الطوسي نهب مكتبات بغداد بعد استيلاء هولاكو عليها واحتفظ ب 400 الف مخطوط وكتاب في مدينة (مراغة ) بمنغوليا.
تراثنا – التحرير :
أكد د . محمد بن إبراهيم الشيباني رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق عدم صحة ما تردد عن اكتشاف مكتبة هي الأعظم تاريخيا ، ” قيل انها تعود لمكتبة بغداد التي حرقها هولاكو في غزوه لعاصمة الخلافة العباسية .
وقال في تصريح ان المعلومات التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بعيدة عن الدفة ، مشيراً إلى ان الاكتشاف يعود لمكتبة بوذية يحتفظ بها حالياً في معبد” Sakya Monastery“، في جبال التبت ، حيث عُثر على الاكتشاف، منوهاً أن الخبر ليس جديداً ، بل سبق تداولته وكالات عدة عام 2019 م .
في حين أعرب د . الشيباني عن استغرابه من تعليقات مجافية للحقيقة توقع كاتبها ان تكون المكتبة إسلامية ، كُتبت مصاحبة لتسجيل ” فيديو” ، مما أثار اللبس الكبير ، في وقت كان الحوار باللغة الأنكليزية يدور حول اكتشاف مكتبة بوذية !!
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت مؤخراً خبر اكتشاف مكتبة تحوي 84000 مخطوطة عربية إسلامية ( كتاب) عثر عليها في جبال التبت ، قيل أنها قد تعود لمكتبات بغداد الشهيرة ، التي مثلت منارة حاضرة العالم الإسلامي والعالم كله حينذاك بعلومها ، وتعرضت للتدمير والحرق على يد جيوش هولاكو .
أضخم مكتبة
ويوضح د .الشيباني أن هولاكو بعد تدميره لمكتبات بغداد والشام ، أمر نصير الدين الطوسي العمل على إنشاء مكتبة ضخمة ( خزانة ) في بلده ( منغولية ) في مدينة مراغة بالتبت ، وسماها ” الرصد ” على أن تكون الأكبر في العالم .
وقدَّر مؤرخو التاريخ عدد كتبها المنقولة إليها عن طريق السلب والنهب بنحو 400 ألف مخطوط وكتاب في مختلف الفنون الإسلامية .
torathona . tv
مصير البقية
وعن مصير بقية كتب مكتبات بغداد وغيرها ،يقول د .الشيباني : قام المسلمون في منغولية ، والمناطق المجاورة ، بجمع المخطوطات الإسلامية ، حيث تظافروا بجمعها ووضعها في مكان واحد خشية تعرضها لوحشية النظام الشيوعي اللينيني في الاتحاد السوفييتي السابق ، وتدمير الكتب وحرقها .
التوثق من المصادر
وفي ختام تصريحه دعا د. محمد بن إبراهيم الشيباني المهتمين بعلوم التاريخ والتراث إلى التأكد من مصادر المعلومات توخياً للدقة والتوثق من مصداقيتها من جهات الاختصاص والمراكز العلمية المعنية.
أشادة بالباحثين
فيما أشاد في نهاية تصريحه بجهود الباحثين وحرصهم علي تصحيح ما يشوب التاريخ والتراث من شوائب دخيلة من شأنها لبس الحقائق وتزييفها وحرفها عن مجراها الصحيح ، ابتغاء لأغراض ذات منحى لا يخدم الحقيقة البحتة .
(*) رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا
مصدر الصور : موقع ( . G.A.B Relu B )