• Post published:09/10/2024

 

 

 

الحلقة 16

سوالف من الشرق والغرب

 

الملك جورج الثاني ملك بريطانية
الملك جورج الثاني ملك بريطانية العظمى 

 

تراثنا – التحرير :


قال الكاتب سمير الشيخاني * : ” في يقيني أن لا شيء يحل محل النادرة اللطيفة ، فهي تقرب منا أولئك الذين يجعل البعد منهم أناساً عظاماً ، أو أناساً مشوهين ، انها في الواقع ، الرسوم التي تزين مجلداً ضخما .” التاريخ الصغير ” .

 

في الحلقة 16 ، يستعرض المؤلف غرائب وعجائب ولطائف منتقاة من التاريخ ، وبالأخص ما يختص ببلاط الملوك والأمراء والامبراطوريات في الشرق والغرب عبر التاريخ ، انتقت تراثنا جانب منها: ص (57 -58) :

 

الإمبراطور الراهب

 

الرهبان
عيشة الرهبان

 

أهو تعب أم يأس ؟ أم لعله تلبية لشعور صادق بالتقوى والورع ؟ مهما يكن من أمر ، فقد نزع الإمبراطور شارل الخامس (شارلكان) جبته الإمبراطورية القرمزية ، وانسحب إلى الأسكوريال يعيش عيشة الرهبان والزهاد .

 

وهناك أخضع نفسه لأقسى أنواع النظم في المعيشة ، وشاطر الرهبان زهدهم وقناعتهم ، وذات يوم ، كان عليه أن يوقظ إخوانه الرهبان صباحاً ، عمد إلى هز أحد المبتدئين منهم هزاً عنيفاً ظناً منه ان هذا المبتدئ ينام نوماً عميقاً ، فلم يكن من هذا إلا أن خاطبه بقوله :

 

ألا يكفيك يا هذا ! أن تكون قد ازعجت العالم ذلك الوقت الطويل، لكي تعتقد أنك مجبر على ازعاج أولئك الذين انسحبوا من العالم ؟!

 

الشيطان نسيب الملك !

 

الشيطان
الشيطان

 

كان الملك جورج الثاني البريطاني على خلاف شديد مع جميع وزرائه حول تعيين نائب للملك في إيرلندة ، وقد خرج مرة من اجتماع مجلس الوزراء على حين غرة مغضباً لمعارضة وزراءه له ، وبقي أمر التعيين معلقاً .

 

وانتظر الوزراء عودة الملك دون طائل ، وتولاهم القلق لما ايقنوا من أنه غير عائد ، فقر قرارهم على انتداب اللورد تشسترفيلد العجوز لمقابلته ، معتمدين على ذكائه وحكمته ، وقد كان .

 

وقال اللورد تشسترفيلد للملك  بكل احترام :

 

-أني مكلف بمعرفة أي اسم تود جلالتك أن نملأ به البياض المتروك على العريضة .

 

فأحابه جورج الثاني ثائراً :

 

-ضع اسم الشيطان .

 

-ولكن ، يا مولاي ، سيصبح الشيطان ، أذاً ،النسيب المخلص المحبوب لجلالتك !

 

 

يتوج ملكا مع حماته 

 

الملك البريطاني وليم الثالث
الملك البريطاني وليم الثالث

 

عندما أراد الإنكليز ، إثر هروب الملك جاك الثاني ، انتخاب ملك جديد ، واجهتهم صعوبات جمة ، فقد أراد الأحرار حرمان الملك جاك من السلطة وإسقاط حقه بالمُلك ،وانتخاب صهره ويليام الثالث ، من أسرة أورانج .

 

أما المحافظون فلم يقبلوا بمثل هذا التدبير الثوري ، وكان ينبغي في رأيهم الاكتفاء باعتبار هروب الملك جاك الثاني بمثابة تنازل عن العرش ، ولكن ويليام نفسه لم يكن موقفه ليبعث على تسهيل الأمور ، فهو لم  يشأ أن يكون “زوج الملكة” ، أو “حاجب زوجته” .

 

ووُجد حل للمشكلة ، فقد أعلن ويليام وماري معا ملكين ، يتمتعان بالسلطات المتعادلة ، فكانت كل أعمال الحكومة تجمل اسميهما مجتمعين ، وننقل في هذا المجال العبارة نفسها التي رددها وليام إذ ذاك ، وهي أنه ” لم يكتف بعقد أشرطة مئزر زوجته “.

 

 

يتبع لاحقا ..

 

 

طالع الحلقة 15 :

 

ابن آوى ملكاً بالهند وموكب عسكري لقبعة بالغرب

 

 

هامش :

 

* المؤلف : سمير شيخاني ” يرحمه الله ” : مؤرخ وأديب لبناني (1923 -1996 م) رئيس الدائرة الثقافية في لبنان “إذاعة لبنان” له مئات الأبحاث والمقالات والتحقيقات المنشورة في كبريات الصحف اللبنانية مثل النهار والبيرق وغيرها ، وله 47 كتابا، ،

 

 

كاتب وكتاب 

 

كتاب التاريخ الصغير

 

مقتطفات من كتاب (التاريخ الصغير ) ،لمؤلفه سمير شيخاني ، يقع في 266 صفحة حجم وسط ، طبعة عام (1403 هجرية – 1983م ) مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق بالكويت ( قسم المكتبات الأهلية ) : مكتبة الوقف المهداة من ورثة ( الشيخ عبدالله الخضري -يرحمه الله ) .

 

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

 

اترك تعليقاً