الحلقة 17
سوالف التاريخ من بلاد الشرق والغرب
تراثنا – التحرير :
قال الكاتب سمير الشيخاني * : ” في يقيني أن لا شيء يحل محل النادرة اللطيفة ، فهي تقرب منا أولئك الذين يجعل البعد منهم أناساً عظاماً ، أو أناساً مشوهين ، انها في الواقع ، الرسوم التي تزين مجلداً ضخما .” التاريخ الصغير ” .
في الحلقة 17 ، يستعرض المؤلف غرائب وعجائب ولطائف منتقاة من التاريخ ، وبالأخص ما يختص ببلاط الملوك والأمراء والامبراطوريات في الشرق والغرب عبر التاريخ ، انتقت تراثنا جانب منها: ص (58 -59) :
الإمبراطور المتقلب
كان معاونو القيصر الألماني غليوم الثاني يعرفون جيداً شدة تقلُّب سيدهم ، ولم يكون ليتحرجوا دائماً من اظهار شعورهم ذلك ، وقد كان أحدهم ، ويدعى “بالين” ، يقول : ” ينبغي لي في أغلب الأحيان مقالة الإمبراطور ، ذلك بأنني في هذه الحال أسعى دائماً إلى معرفة من كان آخر المتحدثين إليه ، فأتمكن من معرفة ما يفكر فيه ..!
عضة كلب تشق وحدة الكنيسة !
قبل أن يقطع الملك هنري الثامن البريطاني علاقاته نهائياً بالبابا كليمان السابع الذي رفض الموافقة على طلاقه من كاترين داراغون ، حاول القيام بخطوة أخيرة لتفادي الانشقاق الذي كان سيدِّ الفاتيكان يخشاه ، ويخشى نتائجه ، مما جعله يوافق على استقبال سفير البلاط البريطاني .
ونظراً لخطورة المفاوضات ، فقد اختار هنري الثامن الكونت وتشاير ، أحد النبلاء المرموقين في المملكة ، سفيراً في هذه المهمة ، وارتحل السفير مصطحباً كلبه الرائع ، الذي جعل منه مرافقاً خاصا وحارساً لا يفارقه مطلقاً .
وفي الفاتيكان ، وخلال المقابلة الأولى التي شهدت نقاشاً عاصفاً بين الرجلين ، بدا الكلب مستسلماً إلى النوم عند قدمي سيده ، فلما هم قداسة البابا بالانسحاب من القاعة، قدَّ قدمه إلى السفير البريطاني ليقبل حذاءه ،مما أهاج الكلب وجعله يقفز على قدم البابا ويعضه عضة أليمة في عقبه .
وثارت ثائرة سيد الفاتيكان ،وقطع المفاوضات ، وبعد فترة قصيرة اتخذ الملك هنري الثاني لقب “الرئيس الأعلى للكنيسة” ، وتكرس الانشقاق .
الحاكم الذي لا يغمض عينه
درَّب السلطان جناري الذي حكم الكارماثيين من (900 – 913 م ) ، نفسه على النوم وهو مرتدي كل ملابسه، وحاملاً سلاحه الكامل ، وعيناه مفتوحتان !
ولكنه مع ذلك ، لقي مصرعه على أيدي اثنين من المتآمرين الذين عرفا أن السلطان غير حصين ، بعد أن تعلما مثله النوم دون إغماض عيونهم .
وصية السلطان أكبر العظيم
من الوصايا الطريفة ، الوصية التالية التي تركها السلطان أكبر العظيم ، وهذا نصها : ” على كل رجل أن يتخذ أربع زوجات ، هندية لتنجب له أولاداً ، وفارسية للمحادثة ، وأفغانية للعناية بالشؤون المنزلية ، وتركية للضرب و التأنيب كي تكون عبرة لسواها ” !
ينام في أماكن مختلفة كل ليلة
كان الأخشيد ، سلطان مصر ، يخشى الاغتيال إلى درجة أنه كان ينام شطراً من كل ليلة في ثلاثة منازل أو خيام مختلفة ، طوال الخمس والأربعين من حياته .
ولم يكن ليغفو أكثر من ثلاث ساعات في المكان الواحد ، فضلاً عن أنه لم يكن ليكشف أمام أحد وجهاته الليلة .
يتبع لاحقا ..
هامش :
* المؤلف : سمير شيخاني ” يرحمه الله ” : مؤرخ وأديب لبناني (1923 -1996 م) رئيس الدائرة الثقافية في لبنان “إذاعة لبنان” له مئات الأبحاث والمقالات والتحقيقات المنشورة في كبريات الصحف اللبنانية مثل النهار والبيرق وغيرها ، وله 47 كتابا، ،
طالع الحلقة 16 :
ملك بريطاني يطلب تعيين الشيطان نائباً له في الحكم
كاتب وكتاب
مقتطفات من كتاب (التاريخ الصغير ) ،لمؤلفه سمير شيخاني ، يقع في 266 صفحة حجم وسط ، طبعة عام (1403 هجرية – 1983م ) مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق بالكويت ( قسم المكتبات الأهلية ) : مكتبة الوقف المهداة من ورثة ( الشيخ عبدالله الخضري -يرحمه الله ) .
تواصل مع تراثنا