قضايا اجتماعية
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :
“إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم ” من كلام رسولنا عليه الصلاة والسلام الصحيح ، نعم .. نركض ركضاً سريعاً في تتبع مساوئ الخلق ، وكأن وراء ذلك فوزاً عظيماً نكسبه في فانيتنا دون نهايتها وآخرتنا .
ما أشقى الأنسان عند اقترافه الظلم لبني جلدته وكأن بينه وبينهم ثارات قديمة يحاول أن يحييها أو يتمم عليها .
أيحسب هذا التعس أن لا رقيب عليه يرصد تحركاته ؟ “أيحسب أن لم يره أحد ” بلى الرقيب شديد ، والعداد يعد ،ولا يتوقف لثانية .
نفوس كثير من البشر تساورهم ذكر مساوئ غيرهم وأنهم في القيام بمثل هذه الأفعال في مأمن وأن ليس هناك من يأكل لحومهم كما يأكلون لحوم الناس ، ويقدمون مساوئهم على محاسنهم ، ومع كثرة محاسن الناس في بحر سيئاتهم .
لماذا حين تذكر المساوئ تقرن بالتشفي من أصحابها والحط من أقدارهم ونسيان تاريخهم حتى لو خالفوك الرأي وتتبع ما ستر الله عليهم بفضحها ونشرها ؟ فمن تتبع عورات الناس تتبع الله عورته حتى لو كان في ركن مشيد وحص حصين ، من ذاك الذي لا يزدري و يحتقر ولا يهزأ بأحد اليوم ، النادر من البشر .
ومن يقل إن الأنسان منا لا يخطئ وتزل قدمه في أنوا ع الآثام والموبقات مجتمعة أو آحاداً ؟ ولكن عليه أن يكون منصفاً مع نفسه، فإن كانت آثامه تلك بينه وبين خالفه فليحسن تلك فالحسنة تمحو السيئة ، وإن كانت آثامه مع بني البشر فليرد لهم حقوقهم إن كان قد سلبها منهم ، أو ظلم أو انتقص من أحد منهم ، فليرد للجميع مظالمهم وحقوقهم ،يسلم ويهنأ وترتاح نفسه وضميره وكل جارحة في بدنه ما تبقى من حياته .
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا
تواصل مع تراثنا
أيحسب أن لم يره أحد, الأنصاف مع النفس, البحث عن عورات المسلمين, التشفي من الآخرين, الحسنة تمحو السيئة, الحط من قدر الآخرين, الركض وراء عيوب الآخرين, بشر يأكلون لحوم بشر, تقديم المساوئ على المحاسن, ذكر عيوب الأخرين, راحة الضمير, رد حقوق الناس, عيوب مجتمعية, كشف عيوب الناس, موبقات مجتمعية