مدن إسلامية
تراثنا – التحرير :
تضيف الاهداءات المتبادلة بين المهتمين بعلوم التراث والتاريخ ومراكز البحوث والمتاحف تنوعاً رائعاً يثري مقتنيات ومتاحف جامعو التراث معرفياً ، خاصة وأنها تمثل تذكارات رمزية تاريخية لأحداث ومواقع من بلدان عدة.
من بين تلك الإهداءات التذكارية التي تلقاها مركز المخطوطات والتراث والوثائق ما اصطلح عليه ب (نفق الأمل) .. وهو يحكي قصة النفق الذي كان بمثابة شريان الحياة والحرية والنضال لشعب سراييفو والهرسك في حصار طويل امتد اربع سنوات في حقبة الحرب مع جيش سراييفو .
وفي السياق، أهدى الدكتور نواف المطوع نموذجين مجسمين لمركز المخطوطات والتراث والوثائق تمثل “سكة حديد لعربات”مبسطة استخدمت لنقل التربة والمخلفات الناجمة عن حفر النفق والامدادات .
ورغم رمزية هذه الهدية ،فأنها تعكس حقبة مريرة من التاريخ ، اضطر اثناءها الجيش البوسني إلى اتخاذ أحد المنازل القريبة من المطار لحفر نفق سري أثناء حصار الجيش الصربي لربط مدينة سراييفو بطول نحو كيلو متر تحت سطح الأرض إلى الطرف الآخر للمطار بوسائل بدائية ، اعتمدت المعاول والمجارف ، واستخدمت العربات البدائية لأخراج التراب والبقايا من قبل مجموعات تقاسمت نوبات العمل طيلة اليوم .
فكان ذلك النفق شريان الحياة الوحيد لتزويد السكان المحاصرين بالطعام والشراب ووقود التدفئة والمساعدات الإنسانية والطاقة الكهربائية ، في درجة حرارة تصل أحيانا إلى 20 بالمئة تحت الصفر شتاء ، واستمر النفق في كونه الشريان الرئيسي لتلك المنطقة المحاصرة حتى انتهاءه عام 1996 م .