انتقاءات

طبعات السفن الكويتية والقرصنة عليها 

 

 

تراثنا-التحرير :

 

لم تكن حياة اهل الكويت ميسرة في الماضي ، وقد رافق اعتمادهم على البحر  أزمات ومخاطر عظيمة ، حيث تنوعت مخاطر ركوب البحر وتعرضهم للقرصنة والغرق من قبل الخصوم ومآسي البحر ..

 

وتستعرض تراثنا جانب من روايات ل” نواخذة يتذكرون طبعات مراكبهم “ممن عاشوا تلك الحقبة بخيرها وشرها أقتباسا من كتاب “طبعات السفن الكويتية والقرصنة عليها “* في الاسطر التالية :

• النوري : احد الوجهاء دار ” بشيبته ” في الأسواق حاثاً الناس للاكتتاب دعما لأسرة مستورة الحال غرق مركبها .

• القحطاني : غرقت سفينة ” السفيح ” ونجوت أنا وسعد المشوِط سباحة الى البر.

• العسعوسي : انقذت بحارة سفينة أغرقتها بارجة ألمانية وتركتهم متناثرين في البحر في الحرب الثانية الأولى.

• القطامي : لم يهدأ بال النوخذة عيسى القطامي حتى القاء القبض على الصوماليين قتلة الرومي واعدامهم في الكويت .

• القطامي : تعرضنا لقرصنة من الجياع عند سواحل عمان فأسقطناهم في البحر .

 

وجيه يدعم اسرة منكوبة

 

 

يروي الشيخ عبدالله النوري “رحمة الله عليه “ (1) ما يتذكره من حوادث طبعات مراكب “غرق سفن ” كويتية فيقول :

 

أذكر في شتاء أحدى السنين أن سفينة كويتية لأسرة مستورة الحال غرقت ، وكانت هذه السفينة كل ما تملكه هذه الأسرة .وكان الناس في شدة الأزمة الاقتصادية ، ولكن ذلك لم يقعد ” حمداً “، بل كان بنفسه و بجاهه وشيبته يدور في السوق ومعه ورقة الاكتتاب يطلب العون لهذه الأسرة الكويتية .

 

و يضيف الشيخ النوري : وكان يحث الناس على الاكتتاب فيقول : اكتتبوا ” ساهموا ” ولله علي عهد أن أضع مثلكم ، تشجيعاً للناس على البذل في مساعدة المواطن ” يرحمه الله “.

 

غرق سفينة السفيح

 

ويروي خالد محمد الجابر القحطاني ” يرحمه الله ” من مواليد أبوحليفة في الكويت ” 1900 م ” : أنه في عام 1916 م غرقت سفينة النوخذة ” القبطان ” خالد حمود السفيح ” يرحمه الله ” ، ونجوت أنا ومعي سعد مبارك المشوط ” يرحمه الله – حيث وصل إلى البر سباحة ، ثم أوصلهم بطي بن عقيل إلى ذويهم .

 

يذكر ان القحطاني دخل البحر بصفة ” سيب “أي مساعد غواص” مع عيد حزام الغوية العجمي ومع ابن دويسان ، وتوفي في نوفمبر1991 “يرحمهم الله  “(2).

 

 

هجوم غواصة ألمانية

 

يروي النوخذة عيسى عبدالرحمن العسعوسي ” يرحمة الله ” هذه الحادثة فيقول :اشتهرت بقيادة سفينة بوم ” المثني” للتاجر عبداللطيف محمد ثنيان الغانم ” يرحمه الله “، قمت بقيادتها سنوات الحرب العالمية الثانية ، حيث كانت الغواصات الألمانية والبوارج الإنكليزية،  تجوب بحر العرب والمحيط الهندي وخليج عدن .

 

ويذكر النوخذة علي حسين العسعوسي أنه كان مع عمه عيسى ” يرحمه الله ” في إحدى هذه الرحلات ، وكانوا في طريقهم من الهند إلى اليمن ، حين سمعوا عن غواصة ألمانية تقترب من سفينة وتغرقها تاركة بحارتها متناثرين في البحر، فتم إنقاذهم ونقلهم إلى عدن حيث عادوا إلى أهاليهم من هناك “يرحمهم الله ”  (3) .

 

 

 

 

الأقتصاص من قتلة الرومي

 

ويروي النوخذة عيسى بن عبدالوهاب القطامي أنه في عام 1913 م ، قتل بحارة صوماليون التاجر يوسف الرومي وهو في سفينته ، وسرقوا أمواله وفروا ، فسافر النوخذة عيسى القطامي ومعه ابنه عبدالوهاب في سفينة شراعية ، بحثاً عن القتلة في موانيء الخليج .

 

ولم يهدأ بال النوخذة عيسى حتى تم القبض عليهم في ميناء “لنجة” الإيراني ، وإحضارهم إلى الكويت ، حيث قتلوا رمياً ودفنوا في إحدى الآبار القديمة ..(4) تجدرالاشارة ان القطامي توفى “رحمة الله عليه” في عام 1929 م .

 

تخلصوا من القراصنة

 

ويروي النوخذه يوسف بن عيسى القطامي : أنه باشر بالسفر إلى الهند وساحل أفريقية الشرقي ، وفي إحدى هذه الرحلات ، وبينما كان يبحر بالقرب من الساحل العماني ” قرب الأشاخر ” هاجم سفينته مجموعة من القراصنة يدعون “الشحوح ” وركبوا على السفينة بقصد نهبها نظراً لأنهم جياع ، ويعتبرون كل سفينة تمر بالقرب منهم رزقاً ساقه الله لهم .

 

وكان النوخذه يوسف قد أمر بحارته برفع الأشرعة والمراسي ، فدفعته الرياح الشمالية الشرقية ” الأزيب ” بعيداً عن الساحل مما أدخل الرعب في قلوب القراصنة ،الذين تخلص النوخذة يوسف منهم بإلقائهم بحراً جميعاً.و توفي  القطامي  في عام 1981 “رحمة الله عليه ” .

 

 

الهوامش :

*  اعداد : د . محمد بن إبراهيم الشيباني
1- صفحات من الذاكرة 1/95
2- قاموس تراجم الشخصيات الكويتية في قرنين ونصف ص 96
3- نواخذة السفر الشراعي في الكويت . د يعقوب الحجي
4- المصدر السابق
5- المصدر السابق

 

 

تواصل مع تراثنا