الحلقة الخامسة

مقتطفات من مجلة تراثنا 

 

 

تراثنا – التحرير :

 

تواصل تراثنا استعراض الروايات المتعددة حول موقعة الرقة بين الكويت وبني كعب ، وفي هذه الحلقة نأتي على ما ذكر ما نقله ديكسون عن حاكم الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح “يرحمه الله “.

 

• آل صباح وآل خليفة وآل زايد وآل صالح وآل شملان (العتوب) نزحوا من نجد مع ماشيتهم بحثاً عن مكان أيسر للعيش بعد جفاف شديد. 

• مجلس حل وعقد العتوب ينتدب الشيخ صباح إلى مبعوث الباشا التركي في البصرة ليأذن لهم السكن بالكويت طلباً للرزق .

• الشيخ عبدالله الصباح يرفض بشدة طلب آل خليفة شراء سكوت بني كعب عنه وتزويجهم ابنته مريم : أأعطي أبنتي لمشكوك في نسبه لأنقذ نفسي ؟!

 

هجرة العتوب ومعركة الرقة 

(ديكسون – برواية الشيخ عبدالله السالم)

 

 

 

يتناول المعتمد البريطاني لدى الكويت هارولد ديسكون في كتابه (الكويت وجيرانها) نقلاً عن حاكم الكويت الأسبق عبدالله السالم الصباح لمحات عن هجرة آل صباح والعتوب من الجزيرة العربية، واستقرارهم في الكويت ، والملابسات التي احيطت بهذه الهجرة ، وما تلاها من حديث عن موقعة الرقعي ، ذكرها في روايتين  نتناول الأولى منهما .

 

 

نبذة عن تاريخ العتوب 

يقول ديكسون :

 

أبلغني صاحب السمو الشيخ عبدالله السالم في معرض حديثي معة في شهر تشرين الأول (1) من السنة التي ارتقي فيها إلى الإمارة (2) أنه حوالي سنة 1710 م (3) ، دفع جفاف متواصل مخيف بآل الصباح الذين كانوا يتمتعون بالسيطرة على قبيلة عنزة العظيمة كلها ، على النزوح من داخل نجد بحثاً عن مكان أيسر للعيش ، ومعهم نزح آل خليفة وهم فخذ من العمارات .

 

الهجرة والنزوح

 

وقد توجه النازحون في البداية جنوباً إلى وادي الدواسر ، ولكنهم وجدوا الأحوال هناك أسوأ مما عليه في نجد ، فغادروا وتقدموا إلى الزبارة (4) ىفي شبه جزيرة قطر ، على شاطىء الخليج العربي(5) وتصحبهم أسر (6) عدة نبيلة صغيرة ، من قبيلة العمارات ، منهم آل زايد المعروفين اليوم بآل غانم ، وآل صالح ، وآل شملان

.

ويقول ديكسون : تبين أن الأحوال في الزبارة ليست أفضل ،فنزح الجميع مع قطعانهم وماشيتهم ببطء إلى أن وصلوا بالنتيجة ألى مرتفع بعيد ، حيث وجدوا وافراً من المياه الغذبة على عمق أقدام معدودة من السطح ، وهذا هو المكان الذي تقع فيه مدينة الكويت حالياً.

 

تسمية العتوب

 

 

 

وقد اشتق أسم بني عتوب ، كما يقول سموه ، من التعبير الذي أطلق يوم النزوح وهو “عتبوا إلى الشمال” وليس العتوب أسما لأي سبط حقيقي من أسباط العمارات المتفرغة من عنيزة .

وجودهم في خليج الكويت

 

وخشي آل صباح وآل خليفة الذين نصبوا خيامهم في خليج الكويت أن يعترض الأتراك الذين كانوا يدعون ملكية المكان ، وكانت لهم قوة كبيرة في البصرة ، على وجودهم هناك ، ويطردوهم إلى حيث أتوا ، أو يفرضوا الضرائب عليهم (7).

 

 

قرار مجلس رأي العتوب

 

وقرروا في مجلس عقده أهل الرأي بينهم إرسال مبعوث إلى الباشا التركي في البصرة لكي يشرح له أنهم مستوطنون فقراء نزحوا من نجد البعيدة إلى الكويت طلباً للرزق ، وليست في نيتهم أذية أحد ، والرجل الذي أختير للقيام بهذه المهمة يُدعى صباح (8) وكان متقدماً في السن ، وله من دنياه الخبرة والحظ ، فنجح في مهمته .

 

 

واستطرد سموه قائلا : إن آل نصار وهم العشيرة الحاكمة في بني كعب القبيلة العربية الأرستقراطية التي تقطن عربستان في جنوب إيران : شنوا حربا على عبدالله ابن صباح ، وأن الخوف من تكرار الغزوات حمل آل خليفة على العودة جبوباً إلى الزبارة ، ومن هناك انتقلو ا إلى البحرين التي غزوها وحكموها منذ ذلك الحين (9).

 

 الروايات المحلية

 

وحسب الروايات المحلية – التي يسقط سموه قسماً منها – أن سبب هجوم آل نصار على الكويت هو أن شيخ بني كعب في ذلك الوقت أخذ يتودد إلى مريم الإبنة الجميلة للشيخ عبدالله الصباح ، فلما صدته أرسل أسطولاً لغزو الكويت .

 

 

شراء سكوت بني كعب

 

وقبل أن يعود آل خليفة إلى الزبارة ، استحثوا نسيبهم وحليفهم عبدالله أن يضحي بمريم ليشتري بذلك سكوت بني كعب عنه ، ولكن عبدالله أجابهم بعناد : ماذا ؟ أأعطي أبنتي إلى هؤلاء .. من بني كعب لأنقذ نفسي ؟ أبداً ..إن أحداً من آل صباح  طالما هو حي ، لا يزوج ابنته إلى غريب نسبه موضع شك (10) !

 

 

هامش :

 

*هارولد ديكسون : المعتمد البريطاني في الكويت .

1-تشرين لأول : يقابله أكتوبر وشوال .

2- عام 1950م – 1370 هجري .

3- عام 1710م يقابله بالهجري 1122 هجري .

4-الزبارة :هي دولة قطر .

5-الأصل الفارسي .

6- الأصل عائلة.

7-الكويت وجيرانها :8/1.

8-لعله صباح الأول .

9- المصدر السابق 9/1 ، لم ثم تذكر المصادر الكويتية القديمة تفصيل الخلاف الذي حدث بينهم ، والذي على إثره غادر آل خليفة الكويت إلا الشىء الموجز وهو أن الخلاف حدث قبل معركة الرقة كما هو مذكور هنا .

-10 – الاصل بني عتوب ، وهناك وقفة ، وإن استحسنا هذه الرواية التي ذكرها ديكسون على لسان الشيخ عبدالله السالم فإن هجرة آل خليفة بعد هذه الحادثة خير لهم ، بل للكويت والخليج العربي ، وإلا  حلت محلهم دولة فارس آنذاك .

 

 

يتبع لاحقا : الرواية الثانية للشيخ عبدالله السالم ..

 

 

 

نقلا عن تراثنا العدد 85

أنقر الغلاف لتفاصيل العدد 

 

 

 

تواصل مع تراثنا