من كتاب في بلاد اللؤلؤ – الحلقة (8)
سطور من ماضي الكويت بعين شامية
تراثنا – التحرير :
في الحلقة السابعة ، يواصل الكاتب السوري والمحامي فيصل العظمة – يرحمه الله – تدوين انطباعاته وملاحظاته عن كويت عام 1942م ، التي دوَّنها في كتابه (في بلاد اللؤلؤ) في طبعته الأولى عام 1945م .وأعيدت طبعتها الثانية في 2020 م في الكويت .
يقول الكاتب العظمة – يرحمه الله عن سكان الكويت : الأكثرية الساحفة في الكويت من العرب ، وأصل أكثرهم من نجد ، وقليل منهم أتوا من الخليج ، وهناك أقلية من العيم أي العجم ، وتبلغ نبستهم ربع السكان تقريباً ،وهم بازدياد ويشتغلون بالإعمال البسيطة .
-
الأكثرية الساحقة في الكويت من العرب ، أكثرهم من نجد ، وأقلية من العجم ، ولا وجود لليهود والنصارى ،والأكثرية سنيون حنابل وشوافع ومالكية وأحناف وأقلية جعفرية.
-
سكان إمارة الكويت 110 آلاف نسمة ، وفد آل صباح إلى قطر على أثر خلاف قبلي في نجد ثم اضطروا للرحيل إلى الكويت تحت سلطة بني خالد في الإحساء .
ويجب ( أن لا) يخفي علينا أن لإيران مطامع في الكويت ، فيجب أن نفتح عيوننا ، وجميع سكان الكويت على الإطلاق مسلمون ، فلا يوجد في الكويت لا نصارى و لا يهود ،وأكثرية السكان سنيون وهم أقسام : حنابلة وهم المهاجرون من نحد ، ومالكية ومنهم الشيوخ ، وهم الأكثرية ، وشافعية أكثرهم من العجم ، أما الأحناف فقلائل .
لا نصارى في الكويت
وأما ما ورد بكتاب أمين الريحاني ، من وجود نصارى ، فربما كان ذلك إبان زيارته للكويت ، أما اليوم فلا يوجد نصراني واحد ، ويوجد في الكويت شيعة واكثرهم من العجم ، ولهم مدرسة جعفرية ، وبالرغم من أن الكويت تتاخم نجد إلا ان الوهابية غير منتشرة فيها .
ويستطرد الكاتب : يبلغ عدد سكان الإمارة نحو 110 آلاف ، منهم نحو ثمانين ألفاً في مدينة الكويت ، وعشرة آلاف في القرى ونحو عشرين ألفاً بدو في الخيام .
معنى الكويت
أما معنى الكويت ، فهو مصغر من الكوت ، والكوت بعرف أهل هاتيك البلاد هو الماء الموجود في الصحراء ،ومن ذلك سمي البناء على الماء كوتاً (1) .
الحلقة السابعة :
قرية حولي والمسيلة وقصور شيوخ الكويت فيهما قديماً
قبيلة عنزة
والكويت إمارة جديدة ، لم يمض على تأسيسها أكثر من قرنين ونص ، وقد كانت قبل القرن الثاني عشر للهجرة صحراء قاحلة ، يقصدها البدو إلى أن نزلها آل الصباح ، وهم من عشائر عِنِزة ، وهي من أقوى وأشهر القبائل العربيةومنها عائلة ابو سعود وعائلة آل خليفة حكام البحرين ، وآل صباح حكام الكويت ، ومنها أمراء الخليج ، ولا يخفى أن عِنزي من ربيعة وهذه من عدنان .
وفد آل الصباح في أوائل القرن الثاني عشر للهجرة على قطر ( قطر عربي على خليج العرب جنوبي البحرين ) مهاجرين من نجد على أثر خلاف قبلي ، كما هي عادة العرب المشهورين بآبائهم .
نزول الكويت
ولكن حصل بينهم وبين أهل قطر خلاف ، اضطروا على إثره إلى شد الرحال ، فركبوا السفن وساروا بحراً وبراً ونحو الشمال ، حتى نزلوا ماء الكويت عند مدينة الكويت اليوم ، وكانت يومئذ خالية تحت سلطة بني خالد في الحسا .
وسكن آل صباح الخيام ، ورعوا الماشية ، ثم بنوا البيوت واستوطنوها ، وأخذوا يشتغلون بالتجارة ، وبنوا السفن الشراعية للتجارة ، وقطف اللؤلؤ وصيد الإسماء ، ومازالوا كذلك حتى ظهرت الكويت إلى عالم الوجود ، فقصدها عرب نجد ، وتوسعت وصارت على ما هي عليه الآن ، ولا يزال إلى الآن من الرجال المسنين يذكرون طفولتهم وحداثتهم في الخيام .
عزم آل صباح
ويقول العظمة – يرحمه الله : ليس عجيباً أن تنشأ مدينة خلال قرنين فيما لو كان الأمر في أوروبة أو أمريكة ، أو على ساحل البحر المتوسط ، ولكن العجيب أن تنشأ مدينة مثل هذه في مثل هاتيك الظروف الصعبة ، وفي هاتيك الصحراء المقفرة ، وبأيدي قوم بداوة ، لا يملكون من وسائل الحضارة شيئاً ، ولكن يملكون العزم ، وحيث لايوجد شيء من وسائل الحياة ، لا الغذاء والماء ، ولكن آل صباح عزموا ، فنشأت الكويت ، يالله ما أعظم وأعزم العرب ، هم سادة العالم ، ولكن يجب أن يدركوا أنهم سادته ، وأن يسعوا إلى هذه السيادة .
هامش
1- كويت :تصغير كوت وهي قلعه محاطة بسور وخندق تصغيرها كويت والكوت قلعة بناها ابن عريعر .
يتبع لاحقا ..
تواصل مع تراثنا