والسيرة حافلة بالرحمات .. !
تراثنا – أيعقل أيها الإنسان أن يهتم الغرب قديماً وحديثاً بمحمد الرجل الإنساني العظيم (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) ويحتل الصدارة في مؤلفاتهم ومؤتمراتهم ومحافلهم وأنت تجهل حياته أو سيرته الحافلة بعظيم السجايا والأخلاق والعبر ؟!
• تقصى الغرببون سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فوجدوا فيها ما لم يجده علماء الإسلام وأضافوا اضافات بهرت الباحثين .
• الألماني غوته : ” إذا كان الإسلام يعني الإستسلام لله فإننا جميعاً نعيش ونموت على الإسلام “.
• بعض علماء الغرب لم يصبروا حتى أسلموا لما رأوا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من جميل العبارة وطيب القول .
انطلق أولئك القوم من قول رب العزة ” وإنك لعلى خلق عظيم ” فأرادوا التحقق والبحث والتقصي عن هذا المعنى الكبير وحامله فكان لهم ما أرادوا حيث وجدوا في سيرته مالم يجده علماء الإسلام في تاريخهم فأضافوا إليها إضافات بهرت علماء الإسلام والباحثين فيه ليس في بيان دعوته وسيرته وخلقه (عليه السلام) فقط بل والدفاع والمحاججة عنه .
استجلوا غوامضها واستبطنوا دخائلها واستخرجوا منها حقائق بنيت عليها العلوم الإنسانية .
فهذا (جانيه) الإنكليزي عقد فصلاً في كتابه (حياة محمد) في جزأين دحض به افتراءات المتعصبين عليه .
و(كارليل) في كتابه (الأبطال) عقد فيه فصلاً رائعاً عنه نقله إلى العربية علي أدهم .
أما الأب (جوميه) وهو من الرهبان الدومينيكيين فله رسالة في (سيرة محمد) سماه رسول الحرية .
أما الأميركي (إيرفنج) فله( سيرة النبي العربي) . وكذا (ولفريد كانتول سميت) كتاب سماه (عظمة محمد) صدر عام 1954 ، فهذه المقالة ليست حصرا للكتّاب والمحققين والمفكرين والباحثين من المستشرقين وغيرهم وقد أجملت كثيراً منهم في كتابي (أمير الشعراء غوته) ممن كتب عن نبينا ومن حقق منهم سيرته النبوية التي ألفها علماء الإسلام .
وغوته الشاعر الألماني (1749-1848م) أكثر من أعجب برسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن أيما إعجاب ، فكان أول شاعر غربي مرموق منفتح على الإسلام ومنفتح على القرآن ومنفتح على العالم العربي بأسره .
قال في كتاب (الديوان الشرقي الغربي) :” إذا كان الإسلام يعني الاستسلام لله فإننا جميعاً نعيش ونموت على الإسلام “.
وكذلك (نظرة جديدة في سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم) التي كتبها كونستانس جيورجيو وزير خارجية رومانيا الأسبق وترجمه د. محمد التونجي من حلب .
لقد قرأ أولئك القوم سيرته وتمعنوا فيها ودققوا في كل صغيرة وكبيرة وردت فيها حتى قالوا ما قالوا من جميل العبارة وطيب القول بل لم يستطع بعضهم أن يصبر لما رأى فيها من الصدق والحقيقة فأسلم .
وفي الختام سأعطي مثالاً من الأمثلة من تلك الرحمات في السيرة النبوة وهي ما بنيت عليها المقالة وفكرتها وهي من الحوادث النادرة غير المطروقة كثيراً في الكتب وهي قصة صحيحة . سرية من السرايا خرجت وقت فتح مكة وكان على السرية خالد بن الوليد وهو ما رواه ابن إسحاق : “فتى أسير من بني جذيمة ، طلب من آسره أن يقوده وهو مقيد ليتكلم مع نساء لهم ثم يعيده ليصنع به ما يراه ، فأجابه إلى طلبه ، فجاء به فوقف عليهن ثم قال : ” أسلمي حبيش على نفد من العيش ” ثم قال شعراً عاطفياً قوياً يخاطب به فتاة يعشقها بين تلك النسوة ، فردت عليه قائلة : ” وأنت فحييت سبعاً وعشراً ، وتراً وثمانيا تترى ” ثم انصرف به فضربت عنقه . وعندما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصتها قال : ” أما كان فيكم رجل رحيم “!!
والله المستعان …
د.محمد بن إبراهيم الشيباني
رئيس التحرير
ربابط كتاب ” البشير النذير “ هنا
*تابعنا هنا * اشترك في ايميل خدمة تلقي الاخبار المجاني هنا * اعداد مجلة تراثنا هنا * اصدارات مركز “المخطوطات هنا * جولة بين فهارس مكتبات المركز هنا * مقتنيات تحف معرض مركز المخطوطات هنا
ما تنشره الروابط الخارجية لا تمثل بالضرورة رأي تراثنا