دراسة تأصيلية اصطلاحية – الحلقة 4
مفهوم الإرهاب من منظور إسلامي
تراثنا – د . رفيق حسن الحليمي :
لا أحد ينكر أن هناك تحولات متسارعة في المواقف الدولية ، تركت آثارها على كثير من المفاهيم والقيم والمعطيات والاتجاهات التي أصبحت بأمس الحاجة إلى شرح ، بل وأكثر من ذلك إلى تحديد دقيق لمدلولاتها ، وإلى اتفاق مشترك عليها من قبل إفراد الأسرة الدولية .
د . الحليمي (يرحمه الله) :
-
تعد وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام وتحذيراته لاتباعه من الاعتداء على النفس البشرية أهم وثيقة في تاريخ الحروب في العالم .
-
يحق للمسلمين التباهي بوصايا حقوق الإنسان في دينهم على الأمم والشعوب ومختلف منظمات حقوق الإنسان في وقت ينتهكها الأخرون !
-
الإسلام ينهى عن قتل الصبية والنساء والسلب وإهلاك الحرث والنسل وقطع الأشجار والإجهاز على الجريح وقتل الجرحى أو السفراء.
في السطور التالية ، يستكمل د .رفيق حسن الحليمي – يرحمه الله – دراسة تنشرها تراثنا موضحة وصايا رسول الإسلام ضد الإرهاب وحفظ حقوق الإنسان ، مما لا تجد له تطبيقا عملياً لدى غيرها من الأمم والمنظمات الغربية وغيرها التي تمارس وصاياتها على حقوق الأنسان في دول العالم فيما هي أول من يخرقها عند تضاربها مع مصالحه !
وصية الإسلام ضد الإرهاب
أبيات قرانيه ، وأحاديث نبوية شريفة ، حثت المسلمين على فعل الخير وعدم الاعتداء على الحقوق ، وقد حذر الرسول عليه الصلاة والسلام من إيقاع الأذى على النفس البشرية بقوله : (ومن آذى ذميا كنت غريمه يوم القيامة) ، كما حذر من قتل الأبرياء بقوله : (من قتل معاهداً لم ير رائحة الجنة).
وكان الرسول عليه الصلاة والسلم يوصي قادته وجنوده – وقد تبعه في ذلك الخلفاء من بعده – بألا يقتلوا وليداً ، ونهى عن قتل الصبية ، وقتل النساء وضربهن ، ونهى عن السلب ، وإهلاك الحرث والنسل ، وقطع الأشجار، وألا
يجهزوا على جريح ،وألا يقتلوا أسيراً ، أو سفيراً ، وألا يتتبعوا مدبراً .
وتعد هذه الوصايا وهذه التحذيرات أهم وثيقة من تاريخ الحروب في العالم ، فقد تضمنت ما يحفظ الحقوق ، ويصون النفوس البريئة المسالمة المستسلمة ، ويحمي المستضعفين من النساء والولدان والشيوخ ، ويكفي أنها صدرت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وقد أخذ بها صحابته من بعده ، وكانت ملزمة القادة والجنود جميعا في مختلف فتوحاتهم .
ويشهد التاريخ ما كان لقادة المسلمين من التزام وتقيّد بأصول تلك الوثيقة ، ويحق للمسلمين أن يباهوا بها الأمم والشعوب ، ومختلف منظمات حقوق الإنسان ، في وقت عزّ فيه الالتزام بآداب الحروب وبأخلاقيات القتال، وبالاتفاقيات الدولية حول الأسرى والجرحى ، ومعاملة المدنيين في أثناء الحرب وتأمين الحماية لهم ، لا ننكر أن بعض الممارسات الخاطئة وقعت هنا وهناك ، ولكنها في مجملها لا تصل إلى جزء يسير ، من ممارسات خاطئة صدرت عن الآخرين ، نسمع عنها ونشاهدها جميعاً عبر شاشات التلفزة .
يتبع لاحقا ..
طالع الحلقة الثالثة :
الإسلام حارب إرهاب القتل والسرقة والغصب وأكل المال بالباطل
نقلا عن تراثنا – العدد23
احصل على النص كاملاً
تواصل مع تراثنا
دراسة تأصيلية اصطلاحية – الحلقة3
مفهوم الإرهاب من منظور إسلامي
تراثنا – د . رفيق حسن الحليمي :
لا أحد ينكر أن هناك تحولات متسارعة في المواقف الدولية ، تركت آثارها على كثير من المفاهيم والقيم والمعطيات والاتجاهات التي أصبحت بأمس الحاجة إلى شرح ، بل وأكثر من ذلك إلى تحديد دقيق لمدلولاتها ، وإلى اتفاق مشترك عليها من قبل إفراد الأسرة الدولية .
د . الحليمي (يرحمه الله) :
-
الإسلام تصدى لقطاع الطرق وجريمة الاعتداء على المسافرين واعتبره إرهاباً وترويعاً استحق فاعله القتل والصلب وقطع الأيدي والأرجل .
-
الإسلام ينهي عن إرهاب قتل النفس البريئة واعتبر فاعله ” فكأنما قتل الناس جميعا ” وحرم وأد البنات والسرقة والغصب وأكل المال الباطل وغيرها .
صور من الإرهاب حاربها الإسلام
1- قطاع الطرق :
وقد كان هناك من يقوم بالإعتداء على المسافرين والمارة في تجارتهم ، فيعتدون عليهم ويقتلونهم ويسفكون الدماء ويسلبونهم ، وقد تصدى الإسلام لهذا العمل الذي يُعد في حد ذاته ” إرهاباً ” وترويعاً للناس .
وقد حدد القرآن عقوبة قاطع الطرق ، بقوله تعالى : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (33) المائدة ، وجاءت العقوبة في هذه الآية في هذه الأشكال : القتل والصلب وقطع الأيدي والأرجل من خلاف والنفي من البلاد .
وقد جاءت صيغة الأفعال الثلاثة بالتضعيف لأنها تقبله ، ولبيان التشدد في العقوبة ، فقد أُطلق عليهم أنهم يحاربون الله وسوله ،وفي ذلك ما فيه من معنى الهزيمة المؤكده لهم ،كما ألبسهم ثوب الفساد لسعيهم فيه في الأرض .
لدرء هذا النوع من الارهاب والعمل على استئصاله ، حرص المسلمون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم على تأمين السير في الصحراء ،وتأمين طرق الحجيج والقوافل والبريد .
2- القتل :
نهى الإسلام عن قتل النفس التي حرم الله ، وذلك في قوله تعالي : ( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) الأنعام “151” ، ومنه تحريم قتل النفس البريئة : (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ) المائدة “32”.
، ومنه قتل البنات وأداً ، قال تعالى ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ )(9)، التكوير “9” ، ويدخل تحت هذا الإطار :
- السرقة .
- الغصب .
- أكل مال الناس بالباطل . . وغيرها .
يتبع لاحقا ..
طالع الحلقة الثانية :
عمر بن الخطاب يقدم نموذجاً لمحاربة الإسلام للإرهاب
نقلا عن تراثنا – العدد23
احصل على النص كاملاً
تواصل مع تراثنا