رجالات غادرت دنيانا 

للتاريخ والذكرى العطرة 

تراثنا – التحرير :

رحل عن دنيانا في 26 من ديسمبر عام 2021 م ، مختار منطقة كيفان عبدالله عبدالقادر تيفوني – يرحمه الله – عن عمر يناهز 76 عاماً .

كان غياب أبوعبدالقادر بعد معاناة مع مرض عضال ، وقع الصدمة على كل من عرفوه ، فنعته الصحف والدواوين والأسر وأعيان البلاد ، وحزن لفراقه الفقراء والأرامل ، خاصة من أهل كيفان ، الذين كانت له أيادي بيضاء له عليهم – بفضل الله – لا تُنسى ، في أيام الإحتلال العراقي الآثم للكويت عام في الثاني من أغسطس 1990م .

• رغم بطش الاستخبارات العراقية الغازية تيفوني يدعم صمود أهالي كيفان في وجه الإحتلال العراقي ووزع التموين على الأسر المحتاجة والأرامل .

• لقبه د . الشيباني ب “المختار الشعبي ” لمنطقة كيفان لمواقفه البطولية مع الأهالي فعينته الدولة مختاراً ،وجددََت مختاريته حتى مماته .

• ترأس لجنة “لجنة أطلاق سراح الأسرى ” في اللجنة الشعبية في كيفان وتوسع دورها لمناطق أخرى ، ووزع الصدقات على الأسر المتعففة ونعى وفاته أهل الكويت كافة .

مواقف وبطولة 

حيث ظهرت حينها بطولات شباب ونساء الكويت في التصدي للعدوان، وكان للفقيد – يرحمه الله – مواقفه البطولية في دعم صمود أهالي كيفان ، وتمكينهم من سبل العيش الكريم، رغم مخاطر التعرض للاعتقال والأسر  .

فرغم حصار حشود جند العراق واستخباراته للمناطق ، وانتشارهم بين  البيوت والأزقة والطرقات قتلاً واختطافاً وتعذيباً لكل من يدعم المقاومة والأهالي ، كان الفقيد يتنقل هنا وهناك ، فتارة يقوم بتوصيل التموين للأرامل والأيتام في قطعة (2) في كيفان ، وتارة أخرى يقوم بجرف القمامة بمركبة ( تراكتور) في الساحات ، في غياب عمال البلدية ..

 المختار الشعبي 

ففي كل موقع ، له يد ، وله دور لدعم الأهالي ورجال المقاومة ، حتى أمسى مقرباً إلى قلوب الجميع ، ولقبه د . محمد بن إبراهيم الشيباني  (*) في كتابه ( أيام الأحتلال..كفاح منطقة ) بلقب (مختار كيفان) الشعبي غير المُعين، ، يذكر ان الفقيد كان عضوا في اللجنة الشعبية التي كونها أهل كيفان ، لأدارة أمور المنطقة وتلبية حاجاتها ،وتوسعت جهودها للمناطق الأخرى ، وقد شغل تيفوني فيها رئاسة لجنة إطلاق سراح المعتقلين ، بالإضافة إلى دوره في كثير من نشاطاتها الأخرى .

 مدى الحياة 

وكانت هذه التسمية أشبه باستشراف للمستقبل ، فقد كرمه الأهالي بالاجماع عليه ليكون (مختاراً )، حيث عينته الدولة بعد عودة الشرعية للبلاد ، بهذا المنصب في في تاريخ 17 يناير 1995م ، ليكون الأول الذي يجدد في منصب المختارية لخمس مرات حتى متتالية ، حتى وفاته في 26 ديسمبر 2021 م.

 من الطراز الأول

وبحكم منصبه ، فقد كان له تواجده الإجتماعي في مختلف الأنشطة والفعاليات التي تقام في المنطقة ،منها ”  الفعاليات المدرسية والرياضية وأنشطة جمعية كيفان التعاونية، بالإضافة إلى تواجده في الأفراح ، والمشاركة في الأحزان، وزيارة والدواوين ..

 كما كان يقوم بأعمال أخرى «خارج الصندوق» وذلك لوجه الله ،فكان يقوم بمساعدة الأسر المتعففة من صدقات وزكاة أهل الخير في المنطقة، فكان مختارا من الطراز النادر ، كما ذكر الكاتب د. وليد حمد موسى السيف في الزميلة (الأنباء) .

كلمة عزاء

وفي يوم وفاته نعاه الدكتور الشيباني بكلمات دامية : “بالأمس ودعنا أخ كريم ، كان له دوره في الحياة العامة في منطقة كيفان ، وفي السلم وفي الحرب ، أنه عبدالله تيفوني أبو عبدالقادر ، يرحمه الله ، الذي أطلقت عليه ( المختار ) في الاحتلال العراقي للكويت ، ثم صار بالفعل مختارا لمنطقة كيفان بعد ذلك ، فرحمه الله وعفا عنه ، وتقبل عمله تجاه أهالي كيفان والمناطق الأخرى ، وكل من له عليه دالة ، اللهم أمين ..” .

أسرة تيفوني وقفة تاريخية

وتعد أسرة تيفوني من الأسر الكويت التي سكنت حي شرق ( حي الوسط ) ، وقد عرفت قديماً بأسرة ( الطوفاني) ، ويشير موقع (تاريخ الكويت) إلى أن للأسرة فيما مضى بوم لنقل الماء من شط العرب ، يدعى بوم “تيسير” لعبدالله حسين تيفوني ،وبوم “طويز” لمحمود علي تيفوني. كما كان لكل من حسن تيفوني وعبدالغفور محمد تيفوني ومحمود علي تيفوني عمارة، أي ما مجموعه 3 عمارات لهذه الأسرة.

نواخذة الأسرة

وقد نقل الموقع اسماء عدة لنواخذة من أسرة تيفوني الكريمة منهم :  النوخذة محمود علي تيفوني، النوخذة حسن تيفوني، النوخذة عبدالله حسين تيفوني، النوخذة عبدالغفور حسن تيفوني .

مصاهرات ونسب

وللأسرة الكريمة علاقات نسب ومصاهرة وترابط مع أسر كويتية كريمة عدة منها على سبيل المثال لا الحصر ، القبندي، الخاجه، والعبدالغفور. العسكري ، والعوضي والجسار ، والأيوبي والشهاب ..وغيرهم وفقا ل ( تاريخ الكويت ).

(*) : رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا .

تواصل مع تراثنا