الحلقة (10)
انتقاءات من ” حلية طالب العلم ”
تراثنا – التحرير :
يمثل كتاب ” حِلية طالب العلم ” للشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد ” رحمة الله عليه ” ركيزة هامة لطالب العلم ، بما تضمنته من إرشادات قيمة ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم الشرعي ولهذا سميت ب “حلية طالب العلم” .
عَدد المؤلف ” رحمة الله عليه ” نحو 66 ناقضاً من نواقض الحِلى ، سوف ننشرها تباعا لما فيها من فائدة جليلة ، وفي هذه الحلقة ( العاشرة) سوف نستكمل بقية سلسلة بنود الحلية( الحلقات كاملة ) .
د . بكر أبو زيد
-
ينبغي عدم الاستماع إلى أهل البدع لكي لا تقر أباطيلهم في القلوب فتجر الوساوس والخطرات الفاسدة .
-
جلد عمر رضي الله عنه ” صبيغ ” بالعرجون لكثرة سؤاله عن متشابه القرآن وأمر المسلمين بعدم مجالسته .
-
كما ان العرق دساس فسوء الأدب دساس ، فصاحب من يعينك على القرب من ربك ويوافقك على شريف غرضك .
-
الاصدقاء ثلاث : صديق منفعة ولذة وفضيلة ، فالأولان منقطعان ، والتعويل على الثالث ” العملة الصعبة “!.
يضرب الدكتور أبو زيد أمثلة منقولة عن ترك أهل البدع ومجانبتهم ، فيقول : ومن النتف الطريفة ، أن أبا عبدالرحمن المقرئ حدث عن مرجئاً ، فقيل له : لم تحدث عن مرجئ ؟ فقال : ابيعكم اللحم بالعظام ” .
فالمقرئ رحمه الله تعالى حدث بلا غرر ولا جهالة ، إذ بين فقال : وكان مرجئا .
وينقل عن شيخ الإسلام أبي إسماعيل عبدالرحمن بن إسماعيل الصابوني ( م سنة 449 هجرية ) قال رحمه الله تعالى : ” ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ، ولا يحبونهم و لا يصحبونهم ، ولايسمعون كلامهم ، و لا يجالسونهم ، ولا يجادلونهم في الدين ، ولا يناظرونهم ، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ، وضرت وجرت إليها من الوساسوس والخطرات الفاسدة ما جرت ، وفيه أنزل الله عز وجل قوله (إِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ) الانعام (68 ) .
وعن سليمان بن يسار أن رجلاً يقال له صبيغ قدم المدينة ، فجعل يسأل عن متشابه القرآن ؟ فأرسل إليه عمر رضي الله عنه وقد أعد له عراجين النخل ، فقال : من أنت ؟ قال : أنا عبدالله صبيغ ، فأخذ عرجوناً من تلك العراجين ، فضربه حتى دمى رأسه ، ثم تركه حتي برأ ، ثم عاد ، ثم تركه حتي برأ ، فدعى به ، ليعود فقال : إن كنت تريد قتلي ، فاقتلني قتلاً جميلاً ، فأذن له إلى أرضه ، وكتب إلى أبي موسى الأشعري باليمن ، لا يجالسه أحد من المسلمين . رواه الدارمي ،و قيل كان متهماً برأي الخوارج .
ادب الزمالة
23 – احذر قرين السوء
و تحت هذا البند يواصل ، د . ابوزيد قائلا : كما أن العرق دساس ، فإن ” أدب السوء دساس ” إذ الطبيعة نقالة ،والطباع سراقة ، والناس كأسراب القطا ، مجبولون على تشبيه بعضهم ببعض ، فاحذر معاشرة من كان كذلك ، فإنه العطب ،” والدفع أسهل من الرفع” .
وعليه ، فتخير للزمالة والصداقة ، من يعينك على مطلبك ، ويقربك إلى ربك ، ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك ، وخذ تقسيم الصديق في أدق المعايير :
1- صديق منفعة
2- صديق لذة
3- صديق فضيلة
فالأولان منقطعان ، بانقطاع موجبهما ، المنفعة في الأول ، واللذة في الثاني ، وأما الثالث فالتعويل عليه ، وهو الذي باعث صداقته : تبادل الاعتقاد ( في رسوخ الفضائل لدى كل منهما ،وصديق الفضيلة هذا ” عملة صعبة ” يعز الحصول عليها ) .
ومن نفيس كلام هشام بن عبدالملك ” م سنة 125 هجرية ” قوله : ( ما بقي من لذات شيء ، إلا أخ أرفع مؤونه التحفظ بيني وبينه ) .
ومن لطيف ما يقيد قول بعضهم : ” العزلة من غير عين العلم ، زلة ، ومن غير زاي الزهد : علة ” .
يتبع لاحقا ..