الشعبي : ” إذا سمعت شيئاً فاكتبه ولو في الحائط ” الحلقة 12
تراثنا – التحرير : يمثل كتاب ” حلية طالب العلم ” للشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد ” رحمة الله عليه ” ركيزة هامة لطالب العلم ، بما تضمنته من إرشادات وسمات قيمة ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم الشرعي لتكون “حلية ” له ولعلمه.
وفي هذه الحلقة (12) نستكمل مواصفات حلية طالب العلم المدرجة تحت عنوان (آداب طالب العلم).
-
من فوائد الرحلة في طلب العلم والتلقي من المشايخ الوقوف على ما لديهم من تحريرات وضبط وتجارب .
-
لا تقتدي بمسلك المتصوفة البطالين الذين يفضلون “علم الخرق على علم الورق ” فلا للإسلام نصروا ولا للكفر كسروا !
-
ابذل الجهد في تقييد العلم بالكتابة لا سيما المسائل التي تكون في غير مظانها خشية كبر السن والنسيان .
( آداب طالب العلم )
26 – الرحلة للطلب :
يقول الشيخ د . أبوزيد ” يرحمه الله ” تحت هذا التبويب : ومن لم يكن رُحلَة لن يكون رِحلَة (1) ، فمن لم يرحل في طلب العلم للبحث عن الشيوخ والسياحة في الأخذ عنهم ، فيبعد تأهله لِيُرحل إليه ، لأن هؤلاء العلماء الذين مضى وقت في تعلمهم وتعليمهم ، والتلقي عنهم لديهم من التحريرات ، والضبط ، والنكات العلمية ، والتجارب ، ما يعز الوقوف عليه ، أو على نظائره في بطون الأسفار “.
وأحذر القعود عن هذا على مسلك المتصوفة البطالين ، الذين يفضلون ” علم الخرق على علم الورق ” .
ويستكمل ” وقد قيل لبعضهم : ألا ترحل حتي تسمع من عبدالرزاق ، فقال : ما يصنع بالسماع من عبدالرزاق من يسمع من الخلاق !
وقال آخر :
إذا خاطبوني بعلم الورق
برزت عليهم بعلم الخرق
فاحذر من هؤلاء فإنهم لا للإسلام نصروا ، ولا للكفر كسروا ، بل فيهم من كان بأسا وبلاء على الإسلام “.
27 – حفظ العلم كتابة
ويمضي الشيخ أبوزيد” يرحمه الله قائلا : “ابذل الجهد في حفظ العلم ” حفظ كتاب ” فلأن تقييد العلم بالكتابة أمان من الضياع ، وقصر لمسافة البحث عن الاحتجاج ، لا سيما في مسائل العلم التي تكون في غير مظانها ، ومن أجل فوائده أنه عند كبر السن وضعف القوى يكون لديك مادة تستجِر منها مادة، تكتب فيها بلا عناء في البحث والتقصي ، ( الحلقات كاملة ) .
ولذا فاجعل لك ” كُنشاه ” (2) ، أو مذكرة لتقييد الفوائد والفرائد والأبحاث المنثورة في غير مظانها ، وإن استعملت غلاف الكتاب لتقييد ما فيه من ذلك فحسن ، ثم تنقل ما يجتمع لك بعد في مذكرة مرتباً له على الموضوعات ، مقيداً رأس المسألة واسم الكتاب ورقم الصفحة والمجلد ، ثم اكتب ما قيدته ” نُقِل ” حتي لا يختلط بما لم يٌنقل ، كما تكتب ” بلغ صفحة كذا ” فيما وصلت إليه من قراءة الكتاب ، حتى لا يفوتك ما لم تبلغة من قراءة ” .
وفي السياق نفسه يستطرد قائلا : ” وللعلماء مؤلفات عدة في هذا منها : بدائع الفوائد لابن القيم ، وخبايا الزوايا للزركشي ، ومنها : كتاب ( الإغفال ) ،و ( بقايا الخبايا ) وغيرها .
وعليه ، فقيد بالكتاب ،لا سيما بدائع الفوائد في غير مظانها ، وخبايا الزوايا في غير مساقها ، ودرراً منثورة تراها وتسمعها تخشى فواتها”.
ويواصل في السياق نفسه :” وهكذا ، فإن الحفظ يضعف ، والنسيان يعرض ، قال الشعبي : ” إذا سمعت شيئاً فاكتبه ولو في الحائط “رواه خيثمة ، وإذا اجتمع لديك ما شاء الله أن يجتمع ، فرتبه في ” تذكرة ” أو ” كناش ” على الموضوعات ، فإنه يسعفك في أضيق الأوقات ، التي قد يعجر عن الإدراك فيها كبار الأثبات ” .
هامش
1- تذكرة السامع والمتكلم
2- الكُنَاش : بضم الكاف ، وتخفيف النون وشين معجمة على وزن غراب ، لفظ سرياني بمعني :المجموعة ،والتذكرة . ” انظر التراتيب الإدارية 2/270 .
أقرأ الحلقة السابقة ( الحادية عشر ) : الفرق بين كبر الهمة والكِبر .
في الحلقة التالية ( الثانية عشر ) : احذر القعود عن طلب العلم من شيوخه وتقييده .
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق • تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً.. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +