الحلقة ( الرابعة )
سلسلة معرفية عقدية تكشف المسائل الدخيلة على دين الإسلام
تراثنا – التحرير :
تنشر تراثنا الإلكترونية الحلقة ( الرابعة ) من حلقات كتاب (مسائل الجاهلية ..التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الجاهلية ) في اطار سلسلة معرفية عقدية تظهر فيه مسائل الجاهلية التي تسللت إلى عقيدة الأمة الإسلامية من عقائد دخيلة وبدع وخرافات طارئة لا تمت للإسلام بصلة ( جميع الحلقات ) .
-
أبطل الله تعالى احتجاج أهل القرون السالفة ومن يجري مجراهم بالأخذ بما عليه الآباء بدون دليل صحيح .
-
انزل الله تعالى ما يؤكد ان الحق احق بالاتباع ولو قل ناصروه ابطالاً لاحتجاج أهل الجاهلية بالكثرة الضالة.
( المسألة السادسة ) : الاحتجاج بما كان عليه الآباء بلا دليل
الاحتجاج بما كان عليه أهل القرون السالفة من غير تحكيم العقل والأخذ بالدليل الصحيح ، وقد أبطل الله تعالى ذلك بقوله في ( طه : 49 – 54 ) : ﴿ قالَ فَمَن رَبُّكُما يا موسى ﴿٤٩﴾ قالَ رَبُّنَا الَّذي أَعطى كُلَّ شَيءٍ خَلقَهُ ثُمَّ هَدى ﴿٥٠﴾ قالَ فَما بالُ القُرونِ الأولى﴿٥١﴾ قالَ عِلمُها عِندَ رَبّي في كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبّي وَلا يَنسَى﴿٥٢﴾ الَّذي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ مَهدًا وَسَلَكَ لَكُم فيها سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخرَجنا بِهِ أَزواجًا مِن نَباتٍ شَتّى﴿٥٣﴾ كُلوا وَارعَوا أَنعامَكُم ﴿٥٤﴾ الخ ، وقال تعالى في ( القصص :36-37 ) : ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَـذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَـذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴿٣٦﴾ وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿٣٧﴾ وقال عز ذكره في سورة ( المؤمنين : 23-25 ) ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٢٣﴾ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَـذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَـذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴿٢٤﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ ﴿٢٥﴾ وقال تعالى (ص : 6-7) ﴿ وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ﴿٦﴾ مَا سَمِعْنَا بِهَـذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَـذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴿٧﴾ .
فجعلوا مدار احتجاجهم على عدم قبول ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام أنه لم يكن عليه أسلافهم ، ولا عرفوه منهم ، فانظر إلى سوء مداركهم وجمود قرائحهم ، ولو كانت لهم أعين يٌبصرون بها أو آذان يسمعون بها ، لعرفوا الحق بدليله ، وانقادوا لليقين من غير تعليله ، وهكذا أخلافهم وورائهم قد تشابهت قلوبهم .
( المسألة السابعة ) : الاحتجاج على الحق بقلة أهله
الاعتماد على الكثرة والاحتجاج بالسواد الأعظم ، والاحتجاج على بطلان الشيء بقلة أهله ، فأنزل الله تعالى ضد ذلك ، وما يبطله في ( الأنعام : 115 -117) ﴿ وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلّوكَ عَن سَبيلِ اللَّـهِ إِن يَتَّبِعونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِن هُم إِلّا يَخرُصونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ ﴿١١٧﴾ ، فالكثرة على خلاف الحق ، لا تستوجب العدول عن اتباعه لمن كان على بصيرة وقلب ، فالحق أحق أن بالأتباع وإن قل ناصروه ، كما قال تعالى ( ص : 24 ) ﴿ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ﴿٢٤﴾ إلى آخر الآية .. فأخبر الله عن أهل الحق أنهم قليلون ، غير ان القلة لا تضرهم :
تعيرنا أنا قليلٌ عديدُنا
فقلت لها إن الكرام قليل *
فالمقصود أن من له بصيرة ينظر إلى الدليل ، ويأخذ ما يستنتجه البرهان ، وإن قل العارفون به المنقادون له ، ومن أخذ عليه الأكثر وما ألفته العامة ، من غير نظر لدليل ، فهو مخطئ ، سالك سبيل الجاهلية ، مقدوح عند أهل البصائر .
*السموأل
يوتيوب : مسائل الجاهلية 4 ( الشيخ د . عبدالله العنقري )
تواصل مع تراثنا