شهادات الحاتم (الحلقة 5)
انتقاءات من كتابه (من هنا بدأت الكويت)
تراثنا – التحرير :
من بين سطور ( من هنا بدأت الكويت ) للمؤرخ الكويتي عبدالله الحاتم ، انتقى د . محمد بن إبراهيم الشيباني * دعابات وشهادات تاريخية ضمنها في كتابه ( شهادات عبدالله الحاتم.. بين الدعابة والتاريخ) تنشرها تراثنا الإلكترونية في سلسلة حلقات( الحلقات كاملة ) .
المؤرخ عبدالله الحاتم :
-
الكويت تميزت فيما مضى بأنها البلد الوحيد الذي لا يتجاوز عدد مسجونيه عن خمسة أشخاص اغلبهم اجانب !
-
لا يسمح للسجين بمغادرة السجن إلا بعد سداد (رسوم الخدمة) كاملاً للسجان يأخذها لنفسه !
-
السجناء ليست لهم مدد محددة ، ويخرج أحدهم تبعا لتوسط المقربين أو سداد دينه او يبقي تحت رحمة ذاكرة ولي الأمر !
السجن والسجانون
تحت العنوان السابق يقول المؤرخ عبدالله الحاتم ” يرحمه الله :” فيما مضى ، كان السجن في الكويت عبارة عن دكان كبير ( بخار ) واقع في وسط السوق ، ما بين مسجد السوق الكبير وقيصرية التجار في الجهة الشرقية منهما ( وعُرف هذا الدكان فيما بعد بدكان عبدالعزيز القندي )وهو من التجار في زمن الشيخ مبارك ، نُقل إلى مكان يقع بالقرب من البحر ، عند منحدر ( بهيتة ) جنوبي قصر السيف تماماً ” .
ويستطرد بالقول : “في أواخر عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح ، وعندما أخذ التطور طريقه ، وكثر الأجانب ، وكثرت المشاكل ، رأت الحكومة ان تنقل السجن من موضعه في السيف إلى سجن المجانين ، الواقع في الصفاة ، خلف دائرة البلدية القديمة ، بعد أن تم نقل المجانين إلى بناء خاص بهم “.
و يلفت المؤرخ الحاتم ان يلفت نظر القارئ إلى ميزة هامة تميزت بها الكويت عن سواها فيقول : “كانت الكويت ، إلى ما قبل عشرين سنة ، البلد الوحيد المتميز بقلة المساجين ، فلم يكن يتجاوز عددهم في اقلب الأحيان اكثر من خمسة أشخاص، أغلبهم من الغرباء ، أما اليوم فحدث ولا حرج ! “.
رسوم خدمة السجن !
أما الطريف في الأمر ما يقوله عن “رسوم خدمة السجن” حيث يوضح : ” ، ويلزم على السجين عند خروجه أن يدفع ثلاث روبيات إلى خمس روبيات ، وإلا يبقى في السجن حتى يدفع هذا المبلغ كاملاً ،وهذا المبلغ يأخذه السجان لنفسه ، ويسمى ( خدمة ) !
فوضى بشعة
ويستنكر المؤرخ الحاتم عدم العدالة الناشئة عن غياب النظام وادارة أمور السجناء قائلا : “السجناء ليست لهم مدد معينة يقضونها في السجن ، فإن كان السجين مديوناً لا يخرج إلا بعد أن يسدد ما عليه ، وإن كان غير ذلك فيبقى تحت رحمة ذاكرة ولي الأمر ! أو يتوسط له أحد المقربين ” .
ويصف هذا العمل : “هذا العمل من أبشع اعمال الفوضى ، فرب قاتل لا يقضي المدة التي يقضيها صاحب جرم عادي “.
السجانون
ويستأنف حديثه : “أما السجانون الذين تعاقبوا على إدارة السجن في الفترة ما بين عهد الأمير عبدالله بن صباح الثاني ، حتى وفاة الشيخ أحمد الجابر ” رحمة الله الله عليهما ” فهو حسب الترتيب الآتي :
محمد بن عون ، وعبدالله ابن هقهق ، إلى منتصف عهد الشيخ مبارك تقريباً ، ناصر الخرجي ، ومحمد الخطيب ، وموسى أبو عبدان ، وحسن بن قعود ، إلى زمن الشيخ سالم المبارك ، فايز الدوسري ( ابو هندي ) وصالح الحوطي ، فكان على طول الفترة التي قضاها الشيخ أحمد الجابر الصباح ..” يرحمهم الله جميعا ” .
*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس تراثنا
مسك الختام
ما يقال عند لقاء العدو ومن يخافه
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوماً، قال : ” اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم ” .
صحيح – رواه أبو داود
كتاب الأذكار – د . الشيباني
طالع الحلقة السابقة (5)
سنة منع البشوت بأمر من الشيخ أحمد الجابر