شهادات الحاتم من كتابه ( من هنا بدأت الكويت ) الحلقة 10

*تراثنا – التحرير :

• فاجأ الشيخ مبارك بدوي يسرق حنطة من بين أكوام موضوعة أمام الجمارك فأبعده ( قواه ) إلى بر غضى !

• اشتكى الناس من ارتفاع أسعار اللحوم فوعدهم خيراً فعالج الغلاء بأمر مشدد يقضي برفع المزيد من السعر !

من بين سطور ( من هنا بدأت الكويت ) للمؤرخ الكويتي عبدالله الحاتم ، انتقى د . محمد بن إبراهيم الشيباني * دعابات وشهادات تاريخية ضمنها في كتابه ( شهادات عبدالله الحاتم.. بين الدعابة والتاريخ) تنشرها تراثنا الإلكترونية في سلسلة حلقات ( الحلقات كاملة ) .

الشيخ مبارك والسارق
يقول المؤرخ عبدالله الحاتم ” يرحمه الله ” تحت العنوان المذكور : ” بينما كان الشيخ مبارك الصباح يتمشي في ردهات قصر السيف المطل على البحر ، كان الوقت ظهراً إذا شاهد بدوياً يتجول وحده بين أكوام الحنطة الموضوعة أمام الجمرك ، ويتلفت يمنة ويسرة .

ويستطرد: ” ثم أقصى حول أحد الأكوام، وصار يأخذ منها بطرف عباءته ، فطلب الشيخ من أحد الخدام إحضار البدوي في الحال .

فقال له الشيخ :  كيف تأخذها بدون علم أصحابها  ؟
البدوي :  أنا ما شفت عندها أحد ، وأنا جوعان وأخذت منها ما تراه .
قال مبارك :  ألا تعلم أنني الحارس لأهل الكويت لأموالهم ، وأنني ما وقفت على سطح منزلي في هذه الظهيرة إلا لأكون حارساً لهذه الحنطة وغيرها حتى يعود أصحابها  ؟

فسكت البدوي، ثم أمر به أن ينقل على سفينة إلى بر غضى المواجه للكويت ، ليعود إلى الكويت مشياً على الأقدام عقاباً له ” .

ذكاء الشيخ مبارك
أما الحكاية الثانية، فيقول المؤرخ الحاتم : ضج الأهالي من ارتفاع أسعار اللحوم من عشر آنات ثمن الأوقية إلى اثنتي عشرة آنة .

ويقول : واشتكوا إلى اشيخ مبارك ، فوعدهم خيراً ، وطمأنهم بأنه سوف يعمل على تخفيض أسعاره ، ولما انصرفوا من عنده، استدعى إليه جميع باعة اللحم ” القصاصيب ” ، واصدر إليهم أمراً مشددأ بأن يكون سعر أوقية اللحم روبية وثماني آنات ، والمخالف يعرض نفسه للعقاب الصارم .

ويمضي موضحاً : “في صبيحة اليوم الثاني ، فوجئ الأهالي بهذا السعر الغريب ، فاشتد سخطهم على الشيخ مبارك “.

واستطرد : ” وما كادت أخبار هذا الغلاء تنتشر خارج الكويت ، حتى أخذت آلاف الأغنام ترد إلى الكويت من كل حدب وصوب ، فهبطت من جراء ذلك أسعار اللحوم إلى اقل من المعتاد .

وعم الرخاء البلد ، وحينئذ أدرك الناس ما يقصده الشيخ مبارك من رفع أسعار اللحم ، وتذكروا المثل القائل ( سوق الغلا جلاب ) “.

مسك الختام

عن أم سلمة رضي الله عنها ، أن أبا سلمة حدثها أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” ما من مسلم يُصاب بمصيبة فيفزع إلى ما أمر الله به ، من قوله : أنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم عندك احتسبت مصيبتي ، فأجُرني فيها ، وعوضني منها ، إلا آجره الله عليها ، وعاضه خيراً منها “.

صحيح – رواه ابن ماجه

كتاب ألأذكار / د .الشيباني

لاحقا : في الحلقة القادمة ( الحادي عشر ) : رهان خاسر على سرقة في سوق التجار !

أقرأ : الحلقة السابقة ( التاسعة ) : انتخي بلال بصيحة : “السناعيس” فاطلقه ابن رشيد !

تواصل معنا

زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق –  تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً.. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه –  هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +