مَيز جهابذة أهل العلم بين من يسرف في القول ممن يصوغه على قدر ما يعلم (15)
تراثنا – التحرير :
يمثل كتاب ” حلية طالب العلم ” للشيخ د . بكر بن عبدالله أبوزيد ” يرحمه الله ” ركيزة هامة لطالب العلم ، بما تضمنه من إرشادات وسمات قيمة ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم الشرعي لتكون “حلية ” له ولعلمه..ونستكمل في الحلقة (15) مواصفات حلية طالب العلم المدرجة تحت عنوان (آداب طالب العلم )، ( الحلقات كاملة ) .
د . بكر أبوزيد
-
صرح بعض أعلام المشاهير من العلماء في تراجمهم أن الله لم يفتح عليهم في باب من أبواب العلوم .
-
ضاعف الرغبة وافزع إلى الله في الدعاء واللجوء إليه والانكسار بين يديه إذا لم يُفتح عليك في احد أبواب العلم .
-
بن تيمية : لا تخلو الطوائف المنتمية إلى العلوم من أشخاص لا يطلبونه ليتحلوا بفضائله أو لينفعوا بما عرفوا من حكمة .
* اللجوء إلى الله تعالى في الطلب والتحصيل
ويشرح الشيخ أبوزيد المقصود بها الباب قائلا : لا تفزع إذا لم يفتح لك في علم من العلوم ، فقد تعاصت بعض العلوم على بعض الأعلام المشاهير ، ومنهم من صرح بذلك ، كما يُعلم من تراجمهم ، ومنهم :
– الاصمعي في علم العروض.
– والرهاوي المحدث في الخط .
– وابن الصلاح في المنطق .
– وأبو مسلم النحوي في علم التصريف .
– والسيوطي في الحساب .
– وأبو عبيدة بن عبدالباقي الأنصاري .
– وأبو الحسن القطيعي .
– وأبو زكريا يحي بن زياد .
– وأبو حامد الغزالي.
رحمهم الله أجمعين …
ويخاطب طالب العلم بقوله : فيا أيها الطالب ، ضاعف الرغبة ، وافزع إلى الله في الدعاء واللجوء إليه والانكسار بين يديه ، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية ” رحمه الله تعالى ” ، كثيراً ما يقول في دعائه إذا استعصى عليه تفسير آية من كتاب الله تعالي : اللهم يا معلم آدم وإبراهيم علمني ، ويا مفهم سليمان فهمني ، فيجد الفتح في ذلك .
* الأمانة العلمية
ويعدد الشيخ د. أبوزيد ” يرحمه الله ” مواصفات الأمانة العلمية فيقول : يجب على طالب العلم : فائق التحلي بالأمانة العلمية ، في الطلب ، والتحمل ،والعمل، والبلاغ والأداء .
ويقتبس من قول شيخ الإسلام بن تيمية قوله : ( فإن فلاح الأمة في صلاح أعمالها ، وصلاح أعمالها في صحة علومها ، وصحة علومها في أن يكون رجالها أمناء فيما يروون ، أو يصفون ، فمن تحدث في العلم بغير أمانة فقد مس العلم بقرحة ، ووضع في سبيل فلاح ألأمة حجر عثرة .
لا تخلو الطوائف المنتمية إلى العلوم من أشخاص لا يطلبون العلم ليتحلوا بأسنى فضيلة ، أو لينفعوا بما عرفوا من حكمة ، وأمثال هؤلاء لا تجد الأمانة في نفوسهم مستقراً ، فلا يتحرجون أن يرووا مالم يسمعوا ، أو يصفوا ما لم يعلموا ، وهذا ما كان يدعو جهابذة أهل العلم إلى نقد الرجال ، وتمييز من يسرف في القول ممن يصوغه على قدر ما يعلم ، حتي أصبح طلاب العلم على بصيرة من قيمة ما يقرءونه ، فلا تخفى عليهم منزلته ، من القطع بصدقه أو كذبه ، أو رجحان أحدهما على الآخر ، أو احتمالها على سواء* ) .
*فتاوي شيخ الإسلام 2(/74-85
يتبع لاحقا : الصدق ..
اقرأ : الحلقة السابقة ( الرابعة عشر ) : التفقه بتخريج الأصول على الفروع .
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق – تتوفر تراثنا عن طريق الاشتراك فقط حاليا ً.. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +