وقوع أهل الجاهلية في استدلالات فاسدة وإنكار الصحيح
سلسلة عقدية تكشف المسائل الدخيلة على دين الإسلام (10)
تراثنا – التحرير :
تواصل تراثنا الإلكترونية نشر حلقات متسلسلة من كتاب (مسائل الجاهلية ..التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الجاهلية ) في اطار سلسلة معرفية عقدية ، تظهر فيه مسائل الجاهلية التي تسللت إلى عقيدة الأمة الإسلامية من عقائد دخيلة وبدع وخرافات طارئة لا تمت للإسلام بصلة .
الرابعة عشر : الاستدلال على بطلان الشيء بكونهم أولى به لو كان حقا :
قال تعالى في سورة ( الأحقاف :11) ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ) بعد قوله (10) ، ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .
جهلهم بالجامِع والفارِق
(الخامسة عشر ) : الاستدلال بالقياس الفاسد وإنكار القياس الصحيح وجهلهم بالجامع والفارق :
قال تعالي في سورة ( المؤمنين : 24 – 25 ) ، ( فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ، إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ ) وقبل الآية ( 23 ) : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ ) شروع في بيان إهمال الناس وتركهم النظر والاعتبار فيما عدد سبحانه وتعالى من النعم قبل هذه الآية ، ومن خلفهم من زوالها ، وفي ذلك تخويف لقريش ، وتقديم قصة نوح عليه السلاخ على سائر القصص مما لا يخفي وجهه، فقال متعطفاً عليهم ومستميلا لهم إلى الحق ( قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ) أي أعبدوه لوحده (مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ) استثناف مسوق لتعليل العبادة المأمور بها (أَفَلَا تَتَّقُونَ ) الهمزة لإنكار الواقع واستقباحه ، والفاء للعطف ، على مقدر يقتضيه المقام ، أي أتعرفون ذلك ، أي مضمون قوله تعالى ( مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ )عذابه تعالى ، الذي يستوجبه ما أنتم عليه من ترك عبادته سبحانه وحده وإشراككم به عز وجل في العبادة ما لا يستحق الوجود – لولا إيجاد الله إياه – فضلا عن استحقاق العبادة ، فالمنكر عدم الأتقاء مع تحقق ما يوجبه ( فَقَالَ الْمَلَأُ) أي الأشراف ( الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ) وصف الملأ بالكفر مع إشراك الكل فيه للإيذان بكمال عرافتهم وشدة شكيمتهم فيه ،وليس المراد من ذلك إلا ذمهم دون التميز عن أشراف آخرين أمنوا به عليه السلام ،أولم يؤمن به أحد من أشرافهم ، كما يفصح عنه قوله ( وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا)..
وتتواصل استدلالات المؤلف ” رحمه الله عليه ” بما يوضح ضلال تلك الفئة وسوء قياسهم ..حيث بسطها في توسع كما جاء في كتابه( مسائل الجاهلية ) .
نسخة هذا الكتاب
(مسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية ) ألف أصلها الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهّاب بن سليمان التميمي-يرحمه الله (1115-1206 هجرية ) وتوسع فيها علامة العراق السيد محمود شكري الألوسي – يرحمه الله ، ونشرها قصي محب الدين الخطيب – يرحمه الله (الطبعة الثالثة 1393 هجرية ) ، حجم الوسط ، من 100 صفحة – مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق .
يتبع لاحقا : الغلو في الصالحين .
شاهد الحلقة السابقة ( التاسعة ) : التكبر عن نصرة الحق لضعف أنصاره