الحلقة 5
من سجل الذكريات
تراثنا – التحرير :
في الحلقة الخامسة، تستكمل تراثنا الإلكترونية جولتها بين جدران البيت الكويتي القديم *، فتعود بقرائها ومتابعيها إلى حقبة ما قبل الطفرة النفطية في الكويت ودول الخليج ، حيث تتحكم طبيعة الطقس القاسية ، وطبيعة مواد مواد البناء المتوافرة في البيئة ، إضافة إلى ديانة وأعراف وعادات اهل الكويت والمنطقة في تقسيم مداخل المنزل ومخارجه وارتفاعاته وخلافها من أمور.
– الحوش العود (الكبير ) :
هو الحوش الرئيسي في البيت ، الذي يكون على شكل فناء رئيسي غير مسقوف ، يساعد على دخول أشعة الشمس في البيت ، وتجديد الهواء فيه ، كما أن أغلب البيوت القديمة يكون بها ليوان واحد ، أو عدة لواوين ، والتي هي عبارة عن ممرات مسقوفة ن ليست لها حوائط ، وتُحمل على أعمدة خشبية ، عادة ما تكون من خشب الساج الهندي .
حوش المطبخ
يبنى حوش المطبخ عادة في البيوت الكبيرة أو المتوسطة ، أما البيوت الصغيرة فتخلو من هذا الجزء ، وتكتفي بغرفة صغيرة لأعمال المبطخ ، وحوش المطبخ يتكون من ثلاثة أقسام رئيسية هي :
المطبخ
يحتوي المطبخ على مواقد القدور ، التي تكون ما بين ثلاثة إلى خمسة مواقد ، حسب المبطخ وطاقته الاستيعابية ، وعدد أفراد الأسرة ، و كان المطبخ بالسابق يتميز باللون الأسود ، وذلك بسبب الدخان المتصاعد من المواد المستخدمة لإشعال الموقد ( السنون ) والتي تكون عادة من سعف النخيل ، أوالقرم والكرب المستورد من ايران والعراق ، أو نبات العرفج ، الذي يتم جمعه من الصحراء ، ويبني فوق المواقد مدخنة كبيرة ، لإخراج الدخان خارج المنزل ، بالإضافة إلى ان هناك جزء في المطبخ مخصص لتخزين مواد الوقود .
دار الجيل (الكيل)
وهي المكان الذي يخزن به المواد الغذائية أو الماكلة (التموين) التي تستخدم في الطبخ والأكل من رز وسمن وتمر وطحين وسكر وبهارات ، وهي عادة ملاصقة للمطبخ .
مغسلة الأواني (تسبيع المواعين) :
وهي المكان الذي يتم فيه غسل القدور وأواني الطبخ والأطباق ، وهي عبارة عن حفرة مغطاة بالخشب ، ومرصوص عليها طبقة من الأسمنت ، ترمي بها مخلفات الطبخ وفضلات الطعام ، كما يكون بالقرب من المغسلة (تحت المواعين ) الذي توضع عليه القدور والصحون بعد غسلها.
حوش (الجليب ) البئر :
يتضمن حوش الجليب على بئر الماء والمسبح ، الذي يكون في العادة قريب من حوش الغنم .
الجليب :
لا يخلو بيتا من البيوت القديمة من جليب ماء الخريج ( ماء الآبار ) أي الماء قليل الملوحة غير صالح للشرب ، والذي يستخدم عادة للاغتسال ،وغسل الملابس والأواني المنزلية .
المسبح
وهو عبارة عن غرفة مغلقة ، ملاصقة للجليب وبها فتحة صغيرة في أعلى الحائط الملاصق للجليب ، يوضع بها أناء صغير مصنوع من الخشب ، أو الإسمنت ، ويسمى (القرو) الذي يعبأ بماء الخريج ن ويوجد أسفل (القرو) فتحة صغيرة تسمح بانسياب الماء ، وتغلق هذه الفتحة عند التعبئة بقطعة قماش ، أو قطعة من الخشب ، وعادة ما يكون ارتفاع ( القرو ) أعلى من طول الرجل ، حتي يتمكن من الاستحمام .
– المرحاض او “الادب “:
لم تكن المراحيض في تلك الأيام كما هي عليه اليوم فمرحاض امس كان غرفة صغيره جدا لا تزيد عن متر في متر وبها حفره او جوره مغطاة بالخشب وبه فتحه في المنتصف ويوضع فوق الخشب الطين او التراب وبعد الاستخدام اليومي لهذا المرحاض من قبل اهل البيت فانهم يرمون رماد المطبخ على الفضلات البشرية الموجودة في الجورة حتى لا تنبعث الروائح منها لم يستخدم المرحاض في الكويت الا في فترة متأخرة اما قبلها فقد كان النساء من اهل البيت يقضون حوائجهم البشرية اما فوق الاسطح او في حوش مخصوص لهذا الغرض يسمى “ذاك الحوش” اما الرجال فيقضون حوائجهم اما خارج البيت في الخلاء او على السيف او البحر .
حوش الغنم:
هي الحضيرة التي تربى فيها الحيوانات ، من غنم وماعز وبقر ودجاج ، حيث كان أهل البيت يستفيدون من حليبها ولحومها وبيضها .
وكان حوش الغنم يولي عناية خاصة من التنظيف اليومي ، خوفا من انتشار الأمراض بين الحيوانات ، وانتقاله إلى الأنسان .
كان العلف الذي يقدم للحيوانات عبارة عن التمر القديم ، ونواة التمر والشعير ، بالإضافة إلى فضلات طعام أهل البيت ، وقشور الفاكهة المتوفرة في ذلك الوقت ، مثل البطيخ ( الرقي ) و الشمام ( البطيخ ) .
وفي فصل الشتاء ،وموسم الأمطار كانت الحيوانات تحجز في غرفة كبيرة ، أعدت خصيصاً لهذا الأمر ، لحمايتها من البرد ، كما يوجد عريش يظلل على الحيوانات في فصل الصيف لحمايتها من أشعة الشمس الحارقة .
*( نقلا عن وكالة الانباء الكويتية : العدد الأول من نشرة الدريشة الصادرة عام 2014م – بتصرف) .
تواصل مع تراثنا