الحلقة (7)
من حكايات ملوك الشرق والغرب
تراثنا – التحرير :
” في يقيني أن لا شيء يحل محل النادرة اللطيفة ، فهي تقرب منا أولئك الذين يجعل البعد منهم أناساً عظاماً ، أو أناساً مشوهين ، انها في الواقع ، الرسوم التي تزين مجلداً ضخما ..إنتقاءات من كتاب” التاريخ الصغير ” لمؤلفه سمير شيخاني *.
من سوالف الشرق والغرب :
-
ملك جزائري يلقي في طريق الاسبان الحجارة الكريمة والذهب بقيمة 3 ملايين دولار لأعاقه اللحاق به .
-
نصب ولاية سكان سوكيت الهندية ممثلا جوالا اعجبهم أداءه المسرحي مهراجا عليهم !
-
تمتع الملك مارديان بذاكرة خارقة يعرف أسماء جنوده المحالين للتقاعد ورتبهم واعمارهم وأماكن أقامتهم في الأمبراطورية !
ملك يفرش طريق عدوه طريق بالذهب
إنه الملك عروج الجزائري (1474 -1518 ) الذي كان يفر من طريق جيش اسباني يحاصر قلعة تلمسان .
فلقد حاول أن يؤخر اعداءه عن اللحاق به ، فراح يلقي بالحجارة الكريمة والذهب في طريقه ، فبدد هكذا ما تبلغ قيمته 3 ملايين دولار ،ولكن دون أي فائدة ، إذ جمع الإسبان الثروة المنثورة تلك ، واستدلوا على الطريق إلى سلكه الملك ، وفتكوا به في نهر هويكسدا .
الملك المفلس
كان الملك ادوارد الثالث البريطاني أول ملك في التاريخ يُحكم عليه قضائيا بالافلاس .
فقد صدرت بحقه عريضة بالافلاس سنة 1339 ، عندما اعلن أنه عاجز عن تسديد قرض بمبلغ 6 ملايين و675 ألف دولار .
تاج عرش الملك لمهرج
في 1416 م ، أقصى سكان ولاية سوكيت – ومساحتها 350 ميلاً مربعاً ، وعدد سكانها 60 ألفاً ، وتقع في البنجاب بالهند – أميرهم المهراجا لعجزه ، وعدم قدرته .
وللعثور على خليفة له ، لجأوا إلى البحث عنه بين أشهر ممثلي الهند ، وقد تمت دعوتهم للأشتراك في مسرحية تاريخية ، تقدم في حديقة القصر الملكي في سوكيت .
وقد شهد الحفلة كل السكان ، وكان الممثل الذي يحظى بأعظم قدر من التصفيق هو الذي سيعلن أميراً على سوكيت .
وكان الفائز في الاختبار ممثلاً متجولاً يدعي ميان ميدان ، ذلك بأن التصفيق الذي تعالى استحسانا لتمثيله كان من القوة والطول بحيث أن زملاءه الممثلين أقروا بتفوقه وانتصاره سلفاً .
ونُقل مباشرة من المسرح ، وآُجلس على العرش وحكم ستة وعشرين عاماً بالاسم التقليدي مادان ساين ، وحكمت سلالته من بعده الولاية حتى اليوم الذي أصبحت الهند جمهورية ديمقراطية مستقلة 1949 م .
ذاكرة ملكية جبارة
كان باستطاعة الملك الروماني هادريان ( 76 -138 ) أن يكتب ويقرأ ، ويملي على الغير ، ويشترك في الحديث في آن واحد ، وكان باستطاعته أيضا أن يذكر اسم ورتبة وعمر ومكان إقامة كل واحد من جنوده المحالين على التقاعد في أرجاء الإمبراطورية المترامية الأطراف .
ليحل بي ألمك
لما قيل لبابار ، أول امبراطور مغولي في الهند ، الذي عاش بين سنة 1483 و1530 م ، ان ابنه الأمير همايون على فراش الموت ، صاح :” ليحل بي ألمك ، ليحل بي عذابك !” .
وفي ذلك اليوم نفسه ، شفى الأمير ولي العهد ، وتوفى بابار من جراء الحمى التي اصابت أبنه في 26 كانون الأول سنة 1530 م .
*– سمير شيخاني ” يرحمه الله ” : مؤرخ وأديب لبناني (1923 -1996 ) رئيس الدائرة الثقافية في لبنان “إذاعة لبنان” له مئات الأبحاث والمقالات والتحقيقات المنشورة في كبريات الصحف اللبنانية مثل النهار والبيرق وغيرها ، وله 47 كتابا.،نسخة (التاريخ الصغير) من مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق.
مسك الختام
قال علي بن ربيعة : شهدتُ على علي بن أبي طالب رضي الله عنه أتي بدابة ليركبها ، فلما وضع رجله في الركاب ، قال : باسم الله ثلاثاً، فلما استوت على ظهرها قال : الحمد لله ثم قال : (سبحان الذى سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) .
كتاب الأذكار/ د . الشيباني
طالع الحلقة السابقة ( السادسة ) : الخليفة الذي طاف بغداد شحاذا
الصور : ( BHR ) – شبكة الأنترنت