أصالة المعتقد وثبات الأصول ( الحلقة الأولى)
رسوخ سلفية أهل الكويت وأمراؤها وعلماؤها منذ القِدم
تراثنا – التحرير :
يوضح الباحث الكويتي والمؤلف د. دغش بن شبيب العجمي * في كتابه ( أمراء وعلماء من الكويت على عقيدة السلف ) أصالة انتماء الأغلبية الغالبة من أهل الكويت وعلماءها وشيوخها على نهج أهل السنة والجماعة منذ القدم وفقا لما عليه السلف الصالح للأمة رضوان الله عليهم .
-
الرحالة الدنمركي باركلي : المناقشة بين مبشر مسيحي ووهابي متشدد يصعب أن تقود إلى أي نتائج إيجابية مهما كان .
-
الشيخ الأزهري أحمد الشرباصي : الكويت أمارة عربية إسلامية ، أهلها مسلمون ، وأغلبهم سنيون سلفيون .
وفي هذا المبحث ، نقتطف فقرات تؤكد رسوخ عقيدة أهل الكويت وصلابة تصديهم للحركة التنصيرية ،التي تسللت إليهم عبر أشكال عدة، ومنها ما نورده هنا.
يقول د. العجمي في ص 49 من الكتاب : الرحالة الدانمركي باركلاي ( توفى 1915م ) الذي زار الكويت عام 1912 م (1) – أي في ولاية مبارك الصباح – وهو يصف حالة التنصير في الكويت وما لاقت من خيبة :” وإذا مررت من سوق الفحم الشارع الرئيسي ، تجد على يمينك دكان الارسالية الأمريكية ، ويغطي طرف منضدة طويلة في ذلك الدكان ، طبعات من المؤلفات المسيحية باللغة العربية ، ويجلس بجوارها يوما بعد يوم رجلٌ ، قد وُهب صبراً عظيماً يفوق طاقة البشر ، فطوال اليوم تنساب غمغمات وأحاديث السائرين وأنهار من البشر تمر بجواره فتتجاوزه !
ولكن نادرا ما يحدث ان تطأ قدما عربي عتبة دكان الإرسالية ، وإذا حدث ذلك فإن النهاية ستكون أسوأ من البداية ، فالمناقشة الدينية بين مبشر مسيحي ووهابي متشدد يصعب أن تقود إلى أي نتائج إيجابية مهما كان (2 ).
وبعد أن يذكر د.العجمي جانب من التركيبة الاجتماعية في الكويت ينقل على لسان الرحالة باركلاي ” ..وتجد السكان ذوي الأصول العربية الذين يكونون الأغلبية ، وتغلب عليهم الصفات الوهابية (3) .
ويستدرك المؤلف معلقاً :أقول : هم – يقصد أهل الكويت – على العقيدة السلفية التي يسميها أعداؤهم ب (الوهابية) وزوار الكويت والرحالة يعرفون هذا عنهم .
طالع الحلفة الثانية : ( ثناء أهل العلم على الشيخ سالم الصباح وتصديه للفساد وأهله ).
ويستطرد ناقلا قول للشيخ الأزهري أحمد الشرباصي – يرحمه الله : ” الكويت أمارة عربية إسلامية ، أهلها مسلمون ، وأغلبهم سنيون سلفيون ، و لا يوجد من أهل الأمارة أحد من اليهود ،ولا أحد من المسيحيين ، اللهم إلا الذين جاؤوا ليعملوا في شركة النفط أن ما تبعها ، وأغلبية القوم متدينون متعبدون محافظون على الشعائر الدينية ، وتوجد قلة من الشبان الذين يُعرف عنهم لون من الاستخفاف بالواجبات الدينية ، وهم ممن تلوثت عقولهم أو أرواحهم بنزعات خبيثة أو أفكار خطيرة “ (4) .
ويقول المؤلف : وأما من خالف – من اهل الكويت – في ذلك ، فإن المجتمع يعرفه بشذوذ أفكاره وآرائه ، هذا إلى وقت قريب جداً ، ثم وردت إلينا أفكار أجنبية تغريبية ، ومناهج حزبية بدعية غيرت أبناء هذا الوطن المبارك ، فأصبحوا أسرى لأحزاب خارجية والله المستعان .
*دغش شبيب العجمي : دكتوارة في أصول الدين ، مؤلف ومحقق لمجموعة من الكتب ( منصة تويتر @DrDaghashAlajmi ) .
هامش :
1- وهو العام الذي زار فيه الشيخ محمد الرشيد رضا الكويت ، وكان مما حذر منه في زيارته التنصير والمنصرين .
2- بواسطة كتاب (الكويت بعيون الآخرين ) – 169 – للدكتور يوسف عبدالمعطي ، ثم وقفت على النص كاملا ، وقد نشر باسم : ( الكويت كما رآها السياسي الدانمكري باركلي رونكهاير ) انظر ص (27 ) منه ، وترجمة الدكتور يوسف أدق .
3- الكويت كما رآها الدانمركي (23 ) .
4- ” أيام الكويت ” (70) .
الصور : ( الرياض ) ، ( تويتر @DrDaghashAlajmi )
كاتب وكتاب
كتاب (أمراء وعلماء من الكويت على عقيدة السلف )، للمؤلف دغش بن شبيب العجمي ( الطبعة الثانية – 1429 هجري /2008 م ) يقع في 270 صفحة من الحجم الوسط ، نسخة من مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق (الكويت) .
تواصل مع تراثنا