الحلقة ( الخامسة )
استغرق نصف قرن في التجارب والاستنتاجات وتطوير قدراته والصرف على هوايته
تراثنا – التحرير :
بمناسبة تطبيق الدكتور الفلكي صالح العجيري المائة على مولده في يوليو 2020 م، ارتأت تراثنا أن تحتفي به بطريقتها التوثيقية الخاصة ، حيث ننشر في الحلقة ( الخامسة ) فقرات منتقاة من كتاب ( ما لم يُذكر عن حياة صالح العجيري ) الصادر عام م 1980 م عن اللجنة العليا لتكريمه المكونة من مؤسسة التقدم العلمي بالتعاون مع النادي العلمي .
تناولنا في الحلقة السابقة الظروف المصاحبة والصعاب التي واكبت صدور أول روزنامة د .العجيري في مراحلها المختلفة إلى ان استقرت على شكلها المعروف ، ونستكمل ( كيفية حسابه للتقويم ).
-
اعتمد حسبة عادية لم تكن نتائجها موثوقة ، ثم تطور حتى صار يرسل حساباته إلى المراكز المتخصصة في الخارج لتزوده بالنتائج دون عناء.
-
أشيع أن تنبؤات روزنامة العجيري تأتيه بوسائل الكشف والإلهام وكشف حجب الغيب وليست حسابات علمية !
كيف يحسب التقويم
فقد كان العجيري فيما مضى يقوم بحسابه بالطرق العادية ، ولم تكن نتائجها موثوقة ، كما كانت تستغرق الوقت الكثير ، ويتسرب إليها الخلل والخطأ .
وبمرور الوقت استطاع ان يدخل عليها حساب المثلثات ، ويستعمل اللوغاريتمات ، وصار يدخل حساب الجيوب والظلال ، باستعمال المجلدات الخاصة بهذه الجداول .
وحرص على استعمال الجداول الموسعة ، لكنها رغم سمعتها تحتاج إلى التعديل بين السطرين ، واضافة واسقاط التفاضلات ، مما جعله فيما بعد يفكر في أسلوب أدق .
ولقد كان للمهندس السيد محمد سليم الديب الفضل في ارشاده إلى وجوب استعمال الأصابع الالكترونية لدقتها وسهولتها واختصارها للوقت والجهد ، إلا أن ذلك لم يكن ليرضي طموحاته ، فصار الآن يقدم عناصر الحسابات المطلوبة إلى بعض مراكز الكمبيوترات المتخصصة في الخارج ، ويحصل على النتائج دون عناء ، ودون اللجوء إلى استعمال الجداول والحاسب الإلكتروني .
بعيدا عن الحدس والتخمين
يلذ للكثيرين من الناس – حتي بعض المثقفين منهم – أن يستقوا المعلومات عن طريق أناس يدعون الالهام ، أو ممن يدعون أن معلوماتهم ورثوها عن سلفهم من كشف عنهم الحجاب ،ولعلها طبيعة البشر التي تأبي إلا ان تكون كذلك .
ولقد اشيع عن د .العجيري بان معلوماته انما تأتيه بمثل هذه الوسائل ، لكن الواقع غير ذلك تماما ، فهو يتوصل إلى ما يقدمه من معلومات عن طريق الحسابات الفلكية البحتة ، ومنها وسائل رياضية عويصة ، يأخذ بعضها برقاب بعض ، بالإضافة إلى تجاربه واستنتاجاته الشخصية التي استغرقت نصف قرن من الزمان ، في كل يوم وفي كل لية من هذه الحقبة الطويلة دون انقطاع .
كما صرف للحصول عليها الكثير من ماله ووقته وجهده وصحته ، لأنها هوايته المفضلة التي استولت على مشاعره واخذت بتلابيبه ، لذلك فهو يقتني بعض الأجهزة التي تساعده في ابحاثه ، وله اتصالات بجهات علمية في الخارج ، ولم يستعمل قط أي نوع من الوسائل غير العلمية الصرفة ، والكلام في ذلك يطول إلا إننا نود ان نورد مثالا لما يقدمه من معلوما لدحض ما يظن البعض من أنها لا تأتيه عن طريق الحسابات المعروفة لدى الناس .
والمثال على ذلك هو كسوف الشمس الذي سيقع صبيحة يوم الجمعة اكمال عدة رمضان الموافق 13 /7/ 1981م ، وستشرق الشمس فيه من افق الكويت الشرقي وهي منكسفة ، فكيف توصل إلى هذه المعلومات..هاكم البرهان :
بالحساب الرياضي الملوس بعيدا عن الحدس والتخمين :
أولا : يحسب موعد الاقتران.
ثانيا : يحسب امكان حدوث الكسوف.
ثالثا : يحسب موعد الكسوف إذا علم امكان حدوثه.
ويشير المؤلف بعد ضرب مثالا لمعادلة توضح ذلك ، بأن موعد الاقتران هو يوم 13 /7 / 1981 م ، الساعة 3 والدقيقة 36 بتوقيت غرينتش + 3 ساعات لتوقيت الكويت .
هذا الكتاب
ما لم يذكر عن حياة صالح العجيري الصادر عام 1980 م ، عن اللجنة العليا لتكريم الفلكي الكويتي صالح العجيري ( مؤسسة التقدم العلمي والنادي العلمي ) ، يقع في 80 صفحة من الحجم الوسط ، ويزخر بالصور ، من مقتنيات مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق ( مكتبة الشيخ عبدالله الخضري – يرحمه الله – الأهلية الوقفية المهداة للمركز ) .
يتبع لاحقا .
طالع الحلقة السابقة ( الرابعة ) : قصة روزنامة العجيري .