منتقيات من مكتبة تراثنا
بحضور أعلى الرتب والمستويات الأمنية لندرته وغرابته في كويت الستينيات
تراثنا – التحرير :
لم يطرأ ببال الملا عثمان عبداللطيف العثمان ” يرحمه الله ” أن مسكنه في منطقة الفيحاء سيجعله يوماً في واجهة أبرز الأحداث بصفته أول بيت يتعرض لسطو مسلح في تاريخ الكويت الحديث ، فغدت حادثة يطير بها الركبان !!
-
ثلاثة لصوص يداهمون بيت الملا العثمان بمسدس حربي وأسلحة بيضاء في أول سرقة مسلحة بالسلاح على سكن مواطن في الكويت بمنطقة الفيحاء .
-
الشيخ سعد العبدالله وزير الداخلية آنذاك والشيخ ناصر الصباح محافظ العاصمة يحضران شخصياً ميدان الجريمة ويشرفان على التحقيقات !
ولا عجب ، فقد كانت مجرد سرقة عادية في كويت الستينات وما قبلها ، تعد حدثاً جللا لندرة وقوعه ، خاصة في مجتمع صغير آمن ، يعرف أهله بعضهم بعضاً ، مما استدعى على عجل حضور وزير الداخلية الشيخ سعد العبدالله الصباح ” يرحمه الله ” شخصياً إلى موقع الحدث ، حيث ميدان الجريمة النكراء !
يروي تفاصيل الحادثة التي فجعت الملا العثمان وأسرته ” يرحمهم الله” في مسكنهم الباحث باسم اللوغاني .
ثلاثة مسلحون
وقعت في الكويت في الساعة السادسة من مساء يوم الأحد 5 شوال الموافق 15 كانون ثاني عام 1967 أول عملية سطو مسلح على منطقة الفيحاء .
قام بها ثلاثة أشخاص مسلحون على منزل الملا عثمان عبداللطيف العثمان، وقد بدأ الحادث عندما شعر سائق السيد عثمان بوقوع ضجة قرب غرفته حيث كان يتناول طعامه تلك الساعة وفوجئ بثلاثة أشخاص ينتصبون أمامه وبأيديهم أسلحة مختلفة.
مسدس حربي وقناع
فكان الأول يحمل مسدساً حربياً وعاري الرأس ، بينما كان الآخران يحملان أسلحة بيضاء ،وعلى وجه كل منهما قناع من الصوف، وطلب الأول من السائق أن يرفع يديه ، بينما تولى الآخران تفتيشه وأخذ النقود منه وقدرها 25 دينارا.
وعندما حاول مقاومتهم ضربوه ثم أوثقوه بالحبال وكمموا فمه ، وفي تلك اللحظة كان السيد عثمان يجلس في الصالون يشرب الشاي ، عندما فوجئ بالأشخاص أيضا ، وبأيديهم الأسلحة ، ويطلبون منه أن يذهب إلى حيث يضع النقود ، أو يضع قطع الجواهر الذهبية، فارتبك ولم يدر ماذا يفعل .
صراخ ونواح
وأثناء ذلك ، دخلت إحدى السيدات للصالون وحاولت أن تستنجد ، فضربها أحدهم على رأسها فوقعت ، وحضر الأطفال بعد أن سمعوا الصراخ ، وأخذوا يصرخون فارتبك اللصوص ، وتركوا أسلحتهم وأقنعتهم وهربوا من المنزل إلى الشارع .
تواجد وزير الداخلية
وبعد ذلك..قام صاحب المنزل بالاتصال هاتفياً برجال الأمن ،وبعد قليل وصل إلى مكان الحادث سعادة الشيخ سعد العبدالله السالم وزير الداخلية والدفاع حينذاك ” الأمير الوالد لاحقاً ” وأيضا سعادة الشيخ ناصر صباح الناصر محافظ العاصمة وقتها ” يرحمهما الله “.
القبض على الجناة
وبعد ثلاثة أشهر من وقوع الجريمة ـ، تم التعرف على الجناة والقبض على اثنين منهم داخل الكويت ، بينما كان الرأس المدبر للجريمة اللص الثالث فارا إلى العراق .
فقامت السلطات الكويتية عن طريق مكتب الإنتربول الدولي بطلب المتهم من السلطات العراقية، بعد أن أرفقت بالطلب كامل التفاصيل عن شخصية المتهم ،وعن الجريمة التي ارتكبها مع زميليه في الفيحاء.
وبناء على الأوصاف التي وصلت إليها السلطات العراقية قامت بالبحث عن المتهم ، وفور القبض عليه أشعرت القوات الكويتية بأنه تم القبض على المجرم، وحددت يوم 24 آيار 1967 لتسليمه على الحدود العراقية الكويتية في العبدلي، وتم تسليم المتهم للعدالة وتم التحقيق معهم واعترفوا بالجريمة.
وبعدها تم إصدار الحكم عليهم بالحبس عشر سنوات مع الأشغال والنفاذ والإبعاد عن البلاد بعد تنفيذ العقوبة، وقد سردت الصحف الكويتية تفاصيل هذه الحادثة بجميع مراحلها.
كاتب وكتاب
المادة منتقاة” بتصرف ” من كتاب (الفيحاء تاريخ وشخصيات) من اعداد وتوثيق الباحث باسم عيسى اللوغاني _طبعة عام 2009 ، الناشر شركة مصادر للخدمات الإعلامية ، برعاية ودعم الوجيه فهد عبدالرحمن المعجل ، اهداء من المؤلف لمكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق ( الكويت ) .
طالع تقرير :
(عبدالله العثمان … أضاءه أمل في ليل المساكين ) .