حذر قبل وفاته من حكم تلمودي يهودي يدير العالم
توقع تحقق تباشير برتوكولات حكماء صهيون في 1997 فجاءت في الالفية الثانية!
تراثنا – التحرير :
رغم رحيله عن عالمنا منذ نحو 8 سنوات إلا إن الكثير من توقعات سطرها قلم الكاتب الساخر سليمان الفهد ” 1938 – 2013م ” ، يرحمه الله – نشهد مصداقيتها على أرض الواقع المشاهد بدون مواراة .
نرى ارهاصات تحذيره من خطورة اغفال ما جاء في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون من مخاطر ، تقتضي اخضاع العالم والنصارى والمسلمين بالأخص تحت سلطانهم التلمودي ، فيما نرى تباشيرها تتحقق يوما تلو الآخر، وهناك من يدفع إليها بافتعال الظروف ، ليعيدها الى هدفها المرسوم إذا ما حادت عنه ، مما يؤكد وجود يد فاعلة في الخفاء تعمل بجد لتحقيق اجندتها ، والاختلاف فقط كان في تأخر نتائجها ومواقيتها ، تبعا لتداعيات الاحداث والتجاذبات المهيئة لها عالمياً .
-
بروتوكولات صهيون وضعها رجال الاقتصاد اليهود لتخريب المسيحية البابوية ثم الإسلام وإقامة ملكاً داودياً يحكم العالم بأسره .
-
لم يتسنى للعرب الاطلاع على البروتوكولات إلا في منتصف القرن المنصرم على نطاق محدود وحرص اليهود إلى إنكار نسبته إليهم .
-
أطول مسلسل تآمري ضد الاسلام ينُفذ على مدى مئة سنة .. يشاهده المتفرجين العرب كأي مسلسل تلفزيوني طافح بالأثارة !
في الجزء الثاني من كتابه ( شاهد على زمان الاحتلال العراقي في الكويت ) يقول الكاتب سليمان الفهد ( ص 153-155 ) : في هذا السياق .. يقول ناشر برتوكولات حكماء صهيون ، عام 1980 ، ( منشورات فلسطين المحتلة ) يقول الناشر : عندما استأذنا ( المؤرخ عجاج نويهض ) بإصدار الطبعة الثانية ، رجوناه اعداد مقدمة جديدة ، فقال : ماذا تغير في البرنامج الصهيوني حتى نغير المقدمة الأول ؟ إن بين الطبعتين مسافة زمنية تقرب من الخمس عشرة سنة ، كانت كلها زاخرة بالأحدث التي تقيم الدلائل ، غير القابلة للدحض ، على أن كل ما ورد في البروتوكولات كان من صنع حكماء العدو الصهيوني ، كما تؤكد تصميم العدو على الاستمرار في برنامجه الاجرامي .
وفي المقدمة التي كتبها المؤلف نويهض يذكر ( في الصفحة الثالثة ) بأن البروتوكولات هي المخطط الذي وضعه رجال المال والاقتصاد اليهود لتخريب المسيحية والبابوية ..ثم الإسلام !
التنفيذ خلال 100 سنة
وقد قرر أصحاب البرتوكولات أن يتم تنفيذها في خلال مئة سنة ، قبل عام 1997 ، إذ يعتقد الصهيونيون أنهم سيستولون على العالم ، ويقيمون ملكاً يهودياً داودياً ، له من الحيلة والوسيلة ما يمكنهم ، وهم أقلية ضئيلة ، من حكم العالم بأسره حكما أوتوقراطياً ، بحيث لا يجاوز الدين اليهودي التلمودي دين آخر .. لامسيحية ولا إسلام !
ويشير المؤلف نفسه إلى أن ظهور بروتوكولات حكماء صهيون ، سنة 1916 م ، في بلاد الانجليز ، أثر الثورة (البلشفية (1917 م) التي أطاحت بحكم القياصرة ، غير ان العرب – والكلام مازال للمؤلف – لم يقفوا عليها ، ولم يتسن لهم ذلك إلا في منتصف هذا القرن وإلى حد قليل ، وعلى نطاق محدود ( انتهى كلام المؤلف ) .
انكار اليهود للكتاب
ومن تحصيل الحاصل أن نقرر – كما ذكرنا في مقدمة هذه الخاطرة – حرص الصهاينة على انكار نسبتها إليهم ، وعلى الحيلولة دون وصولها إلى القراء في ديار المسلمين ، فضلاً عن عامة القراء في كافة بلاد العالم !
إلى درجة أن هنري فورد (الجد ) مؤلف كتاب اليهودي العالمي ، حين سُئل عن رأيه في البروتوكولات ومدى صحتها .. رد بجواب موارب ، قال فيه : إن التعليق الممكن قوله بهذا الصدد هو أنها تنبأت تماماً بما يجري اليوم ( تاريخ سؤاله ) وقد تطابقت ، بحذافيرها كافة ، التغييرات والأوضاع العالمية التي حدثت اليوم .. وما تزال كذلك حتى هذه الساعة ( مقتبسة بتصرف عن الطبعة للكتاب 1988 – مقدمة الناشر – دار النفائس – بيروت ) .
أطول مسلسل تآمري
والحق أن مسلسل التآمر والعدوان والغدر وخيانة العهد والمواثيق الصادر عن اليهود ، يعد أطول مسلسل تآمري ضد الإسلام والمسلمين !
والغريب ليس في العرض المستمر للمسلسل ..بل في المتفرجين عليه ، وكأنهم يشاهدون مسلسلاً تلفزيونياً طافحاً بالأثارة ، ولا يحفلون بما فيه من المآسي والدماء والدموع والشماتة والكوميديا السوداء ، والمضحكات المبكيات ، والشخوص المعقدة ذات الوجوه المتعددة و..كافة عناصر وبهارات المسلسل التلفزيون التجاري !
احتلال الكويت
بقي علي أن أقول بأن خواطري ، حول هذا المسلسل ، تداعت إلى ذاكرتي بعد جريمة احتلال دولة الكويت ، من قبل المنظمة السرية التي تسلطت على العراق وحكومته بالقمع والإرهاب وغياب حقوق الانسان ، وحضور العيون والجواسيس والمخبرين المكرسين لملاحقة كل مواطن ومقيم في العراق الشقيق ، إلى درجة أن الإنسان هناك بات يخشى من عياله وأهله وعشيرته وجيرانه .
وكنت قد ذكرت ، في تقرير سابق ، شهادة فلسطيني مسن .. عايش وعانى من الإرهاب الصهيوني ضد سكان فلسطين المحتلة .. فبعد أن شاهد العربدة الابليسية التي استباحت الكويت ، وعاثت فيها سلبا ونهباً وقتلاً وتدميراً واعتقالات عشوائياً ، لا يحفل بأي أخلاق عربية ، وتعاليم إسلامية ، وقوانين وتقاليد وأعراف دولية إنسانية .
مذابح العراق وفلسطين
أقول بعد أن شاهد ذلك كله ، حلف بالله ثلاثاً بأن ما فعلته قوات وعصابات المنظمة الإرهابية السرية الحاكمة المتحكمة في العراق .. فاق وبز ما قامت به العصابات الإرهابية الصهيونية التي تحتل فلسطين المحتلة .
لا رجعية ولا تقدمية
ولعلني لا أذيع سراً – حين أن أقول بأن الأوساط الصحفية والمنتديات السياسية ، اعتادت اتهام الزعيم الفلاني والرئيس العلاني ، بوصمة العمالة لأي دولة أجنبية ، صدق أو لا تصدق ؟! ومن حقك أن توافق أو تختلف مع هذا المنحى .. فهذا شأنك .. ولن أجادل فيه ، لأن التهم تطلق جزافاُ بدون بينة ، تبرهن صحة هذا الزعم ، لأن الأهم من ذلك كله هو : ممارسات وسياسة النظام الفلاني التي تؤدي ، في النهاية ، إلى تحقيق الأهداف الصهيونية .. فالعبرة – كما ترى – تكمن في نتيجة وآثار سياسة هذا النظام وتجييرها لصالح الصهيونية العالمية .. بغض النظر عن انتماء النظام ورئيسه إلى فصيلة التقدميين والعلمانيين أو إلى عشيرة الرجعيين المؤمنين !
خدمة لأسرائيل
ومهما تكن النتيجة التي سينتهي إليها احتلال المنظمة السرية لدولة الكويت ، فإن المحتلين -بوعي أو بدونه – قد أسهموا في تنفيذ مخطط سيناريو المسلسل الصهيوني الطويل ، كما أنهم حققوا لإسرائيل – في غضون ستة أشهر – ( التي أعقبت احتلالها للكويت ) ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه خلال ربع قرن ( من نكسة حرب 1967 إلى جريمة احتلال الكويت 1990 م ) .ولاحول ولا قوة إلا بالله..
التحرير : رحم الله استاذنا الإعلامي سليمان الفهد ، فقد أصاب كبد الحقيقة ، وتوقغ بفراسة بعيدة النظر ما سيؤول إليه الحال من هيمنة صهيونية على المنطقة ، ولو أن الله أمد بعمره – والاعمار بيد الله – وشاهد ما تحقق من توقعاته على أرض الواقع ، لأضاف إلى خواطره افرازات جديدة ، تربط ما سبق بما استجد، حيث تصب تدفقاتها في مجرى واحد ، ضمن توافق جماعي – طوعاً أو كرهاً – يقضي بتنصيب الصهاينة اليهود ولياً لأمور بلاد العرب والمسلمين ، بربط اقتصاداتنا باقتصادهم ، ومصائرنا بمصيرهم ، وأمننا بأمنهم ، وبقاء انظمتنا ببقاء نظامهم ، والحرص على حماية كل تلك (المكاسب) بتنقية مناهجنا الدينية والفكرية والأدبية والثقافية من كل ما فيه أدنى مس عدائي لليهود .. هزلت !
هذا الكتاب
كتاب ( شاهد على زمان الاحتلال العرافي في الكويت -الجزء الثاني ) من تأليف الكاتب سليمان الفهد – يرحمه الله – الطبعة الأولى 1992 م ،يقع في 259 صفحة من الحجم الوسط ، من مقتنيات مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق ( الكويت ) .