تراث أرض الرافدين
يومها..أمتدت النخيل في العراق على مساحة قدرها 374245 جريباً !
تراثنا – التحرير :
تحرص تراثنا على تسليط الضوء على بعض الكتب المنتقاة من مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، بغرض اثراء معرفة القارئ والمتابع بما كتبه رواد الفكر العربي والإسلامي من بحوث في حقب ماضية ، قد طوتها الذاكرة ونُسيت مع الزمن ، رغم ما فيها من معلومات قيمة ، مازلنا نشهد امتداد تأثيرها على واقعنا المعاصر سلباً أو إيجاباً ..
• في العراق (358) نوعاً من أنواع التمور منها أصابع العروس ، إبراهيمي ، أبيض ، أخت ، الكسب ، أخ الخستاوي ، الأزرق..
* أضطر الهلالي إلى تأليف ” معجم العراق ” لسد مواطن الجهل عند المواطن والسفارات العراقية بشأن حضارة بلدهم !
ويٌعد كتاب ” معجم العراق ” الذي ألفه عبدالرزاق الهلالي (1) في عام 1953م (الجزء الأول – مطبعة النجاح في بغداد ) سجل تاريخي سياسي اقتصادي اجتماعي ثقافي يبحث بإيجاز دقيق عن مختلف نواحي الحياة العامة في العراق منذ العهد العثماني حتى اليوم .
الجدير بالذكر ان مركز المخطوطات والتراث والوثائق يقتني نسخة من الكتاب بتوقيع المؤلف في أطار محفوظات مكتبة المركز ومقتنياته الوثائقية .
يقول المؤلف في مقدمته عن أسباب تأليفه كتاب ” معجم العراق “ :
أضع بين يدي القاريء الكريم ثمرة جهود بضع سنوات صرفتها في البحث والتحقيق والاستقصاء والدرس والتنقيب بعد أن رأيت وطننا (العراق) مجهولاً ليس من الغرباء وحسب ، بل حتى من أبنائه أنفسهم ويا للأسف … !!
ثم يستطرد :أما إذا سئلت عن الدافع الذي دفع بي إلى التفكير بهذا العمل فأقول إن هناك دوافع عدة كان لها الأثر البعيد بذلك ، أهمها كما قلت جهل العراقيين أنفسهم شؤون بلادهم وكثرة ما يوجه إلى المسافرين منهم إلى الخارج من الأسئلة التي تختصص بشؤون العراق ووقوفهم منها حيارى لا يحرون جواباً!!
ثم حراجة موقف أعضاء السلك الدبلوماسي العراقي وحيرتهم عندما توجه إليهم أسئلة تتعلق بأحوال العراق العامة وكيف أنهم في أغلب الحالات يحولون تلك الأسئلة والاستفسارات إلى بغداد عساهم يحظون بالجواب !!
ولقد وقفت على كثير من هذه الحالات المؤسفة بالنسبة لأعضاء السلك الدبلوماسي العراقي في الخارج إذ كثيراً ما كانوا يبعثون بأسئلة السائلين ولكن بدون جدوي فقد تهمل تلك الأسئلة أو تذهب مع الريح !! ولا أزيد أصف حراجة موقف أولئك الموظفين وما يكابدونه وهم يماطلون ويعتذرون بشتى الحجج والمعاذير (*) !!
التمور العراقية
وفي موقع آخر من الكتاب ، أنتقت تراثنا ما يلي من قول المؤلف الهلالي فيما يختص “التمور العراقية “:
لقد اشتهر العراق منذ أقدم العصور بزراعة النخيل فقد أثبتت الوثائق التاريخية بأن النخل يزكو في العراق ، منذ آلاف السنين واختص بإصدار ثمره الشهي إلى أنحاء المعمورة كافة حتى كانت ولا تزال أنواعه الكثيرة مقدمة التمور الجيدة في العالم .
ويُعد العراق من أكثر بقاع العالم صلاحاً لزراعة النخيل ، فالنخيل لا ينمو إلا في الأراضي الخصبة ذات الجفاف أو المناطق الشبه الحارة في بعض بقاع العالم القريبة من المنطقة الاستوائية .
والعراق أهم بقاع الدنيا زراعة للنخل من الناحية الاقتصادية فهو بالإضافة إلى موقعه الجغرافي ومناخه تتيسر فيه المياه بوفرة فتدر عليه بالخير والبركة .
وتقدر المساحة المزروعة بالنخيل في العراق ب (374245) جريباً (الجريب : وحدة قياسية مساحتها (3967 مترا مربعاً) ومعدل ما يزرع في الجريب الواحد(80 نخلة) تنتج حاصلاً بمعدل قدره (928) كيلوغراماً للجريب الواحد أو (11,6) كيلوغراماً للنخلة الواحدة .
أنواع التمور
في العراق (358) نوعاً من أنواع التمور ندرج فيما أسماء بعضها كما تسمى محلياً :
أصابع العروس ، إبراهيمي ، أبيض ، أخت ، الكسب ، أخ الخستاوي ، الأزرق ، اسحاقي ، اسطة ، عمران ، أشرسي ، أشقر ، أم أبيض ، أم النجوم ، أم بلاكيز ، أم الخيار ، أم الجامري ، أم دراع ، أم الدهن ، أم الطوال ، أم العبدة ، أور دم يار ، بربن، بريم ، برحي ، بغلة ، بنت الصبة ، بنفشة ، بني رعية ، بوباك ، بيدراية ، تبرزل ، تفاحة ، جبجاب ، حفايلي ، حلبي ، جمال الدين ، جوبان ، جوزي ، جوهره ، حادي ، حبابة ، حبده ، حبسي ، حلابه ، حلاوي ، حلوة الحوف ، حويز ، خام عوفي ، خستاوي ، خصاب ، خضراوي ، خطيبي ، خيارة خسيري ، خنايز ، دجواني ، دعبلي ، دكَل ، دكَل حبة ، دكَل حسوني ، دكَل العروس ، دكَل مياسي ، دكَلة عباس، دكَلة عبدعلي ، دكَلة موسى ، دويج ، ديري ، ديكويني ، رنير ، زداد ، زراية ، زريفة ، زهدي ، ساير ، سعادة ، سكري ، سلطاني ، سويدان ، شقرة ، شكر ، شموكر ، شويدي ، شيراني ، صفراوية ، صلاحي ، صيصاندالي ، عبيد ، عطري ، عليكة ، علي موسى ، عمران ، عمر حاج ، عويدي ، عوينب أيوب ، فرخ قيطافى ، قيطان ، كارغاني ، كَنطار ، لاوي ، ليلوي ، مبارك ، مجمودة ، مراوي ، مري ، مقطب ، مكاوي ، مكتوم ، منار ، مومك ، الحمرة ، ميداد ، نبدرزي ، نقش المبرد ، هذال .
(*)تعليق د محمد بن إبرهيم الشيباني رئيس التحرير :
قلت : وقد ذكر المؤلف حوادث حقيقية في ذلك ، إذاً ماذا يقول المؤلف عبدالرزاق الهلالي عن الدبلوماسيين اليوم ــــ إلا من رحم ــــ في سفارات الأمة العربية في العالم؟!
عموماً: هذا المعجم يعد وثيقة من الوثائق التي تثبت ما كان عليه العراق أمس (الملكية) والرفاه ورغد العيش وذلك من خلال فصول المعجم المتنوعة والزاخرة بالنشاطات المتنوعة والعظيمة للعراق ومنها ما انتقيناه من فصول وهو التمور العراقية وما كانت عليه من الكثرة والشهرة حتى عد لها من الأسماء أكثر من (358)نوعاً. والله المستعان .
والله أعلم . والحمدلله رب العالمين .
1- عبدالرزاق الهلالي: مواليد البصرة عام 1916- توفي في بعداد عام 1986 (كاتب ومؤرخ موسوعي عراقي).
إختيار وتلخيص
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
رئيس تحرير مجلة (تراثنا)