تراثنا : هكذا تمضي السنون على أيام محنة الكويت الكبرى ، بل محنة الأمة العربية ، وهي أن يغزو عربي عربياً مسلماً ، ويستبيح أرضه وعرضه وماله ودمه ، فأي عروبة تلك وأي إسلام عرفه أولئك ؟!
سبعة أشهر وكأنها سبع سنين ، لا يدري المرء منا متي ساعة استدعائه من قبل مخابرات الجيش العربي المسلم ، أو قتله في أي نقطة تفتيش ( سيطرة) أو اعتقاله لأقل الأسباب و أصغرها .
د . الشيباني :
-
كان الشيخ صباح الناصر قائد السلاح المدني شعلة متوقدة لكل المواطنين بطوائفهم وقبائلهم .
-
لم تفارق الابتسامة وجهه وكأنه في غير محنة أو مصيبة أو كارثة احتلال الكويت .
-
رفع معنويات الشعب وأعانهم على الصمود والبقاء أطول مدة ممكنة في داخل الكويت .
-
كانت الحسرة تعصره والألم لعدم قيام الدولة بإنصاف وتكريم من جاهدوا لرفعة الكويت .
لن استرسل وأقول مزيداً وكثيراً على ما تكلم المتكلمون في وسائل الاعلام كافة في وقته ، أو ما سُطر من مداد على أوراق كثيرة ، شرحت وفصلت تلك المرحلة أو المدة ، ولكني سأتكلم على بعض رجال رحلوا ، قليل حضور مثلهم في النائبات ، وأكبر نائبة وبلاء عظيم مر علينا هو ذلك الغزو أو الاحتلال او الهالوكية المغولية المعاصرة .
الشيخ صباح الناصر قائد الكفاح أو الجهاد المسلح المدني ، الذي كان شعلة متوقدة في كل الكويت ، ولكل المواطنين بطوائفهم وقبائلهم وأسرهم وجماعاتهم وطبقاتهم ، يلتقي بهذا وذاك ، ولا يكل ولا يمل ، والابتسامة التي لا تفارقه ، وكأنه في غير محنة أو مصيبة أو كارثة حلت للكويت وأهلها المسالمين .
اجتماع هنا ، ولقاء هناك ، وتغيير وتبديل للهويات التي كان يحملها لا حصر له ، وقد سلمه الله تعالى وجعله سبباً لحماية أهلها في الداخل ، ورفع معنوياتهم و إعانتهم ومساعدتهم للبقاء أطول مدة في الكويت ، وكان له ما كان ، وتحررت البلاد بفضل الله وعونه وتدبيره ثم أسبابه ، وهم الرجال الشجعان الأبرار ، أمثال هذه الشخصية ، التي كانت بارة بالكويت وأهلها إلى ما بعد اندحار العدو ، فظل هذا الرحل يدافع عن قضيتهم ويطالب بإنصافهم وتكريمهم والاعتراف بجهودهم وجهادهم ، حتى إنك لتراه في المقابلات تعصره الحسرة والألم والدمعة مرات لعدم قيام الدولة بذلك حتى نُسوا واهملوا .
مات الشيخ صباح الناصر الصباح رحمه الله ، و مات بعده وقبله رجال كثيرون ، عسكريون ومدنيون كويتيون وغير كويتيين ، فلا تسمع اليوم ولا حتى همساً بالاعتراف بصنيعهم او كفاحهم ، هكذا دائماً تضيع الحقيقة بين الأغراض المتشعبة والمآرب المتباينة .
والله المستعان ..
د . محمد بن إبراهيم الشيباني
رئيس التحرير
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق • لا تتوفر تراثنا حاليا في الاسواق وإنما عن طريق الاشتراك ..التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +