تراثنا – أحياء الشرق والمرقاب والقبلة اتذكرها و أتذكر أهلها وبيوتها وفرجانها ، بيت الوالد في فريج الصبيح عند مسجد الساير الشرقي .
وأتذكر فريج الشرهان ، حيث مسقط الرأس ، حيث بيوت الساير والحماضة والجاسم والسابج و ..وفريج أظبية ( شاوي الظبية ) ، حيث بيوت المشاري و الهاشم والغيث والزمامي والمقهوي و …
وأتذكر فريح العم في الشرق عند مستشفى الأميري ، وأتذكر فريح الفرحان في أقصى القبلة ، حيث بيت الخال وبيوتات الفرحان والكنادرة والشاهين والسلطان والقطان و النادي الأهلي ، وفي أقصاه جهة بوابة المقصب حيث نادي الجزيرة و …عفواً نسيت واسترسلت بعض الشيء .
-
عندما كتبت عن تاريخ كويت القديم الجميل بفرجانها وشوارعها وأهلها اتهموني بالعنصرية !
-
نتكلم عن تاريخنا لأنه حق علينا أن يعرف أبناءنا ماعاناه الاولون من ضنك وشقاء وعنت .
-
نقول لمن يقلقهم ذكر الأولين بالمثل القديم ( ما حد قال آه الا من علة في حشاه ) .
فلست هنا لأسرد أعداد الأحياء ، والفرحان والأسر والشخصيات ، وإنما هو شيء من الخوف ينتابني بل ينتاب الكثير من الكويتيين القدامى كما أسر لي ألكثير منهم قولهم : ألا ترى أن الكويت ما عادت تلك التي تعرفها ؟
ألا ترى أن هناك محاولات عبث لطمس ذلك التاريخ الزاهر وأولئك البناة الأوائل ؟ قلت لأكثرهم أني أشعر مثلما تشعرون ،وقد أكون أكثرهم تألماً لما أسمعه ويرسل لي ، فأني كلما كتبت عن تاريخ الأوائل ، وذكرت ذلك التاريخ الجميل قالوا : أنت عنصري !
لماذا تسترجع تاريخ الكويت القديم ؟ ولماذا تذكر دائما كويت السور والقرى والبادية ؟ وكنت أرد على تلك المقولات والاتهامات ، والدخول في النيات ، أليس لكل أمة تاريخ ورجال ؟ ألا يحق لمن وفقه الله وتيسرت له أدوات العلم فيه وامكاناته أن يستعيده ويذكر به ؟ فالأولون قالو : ” اللي ماله أول ما له تالي ” .
لماذا يتهمنا الدخلاء والمتطفلون بالعنصرية وأنهم المعنيون فيما نقول ونتكلم ؟ فسردنا لتاريخ الكويت ورجاله ما هو إلا مجرد علم نريد به أن نفيد به ونستفيد حتي يعلم التالي بعمل الأول ، فأباءنا وأجدادنا نعم هم بناة الكويت أياً كان شكلها وسعتها ، ومن هم أهلها ، فأولادنا لهم حق علينا أن يعرفوا ذلك التاريخ ، ويدرسوه ليعرفوا كيف كان الأوائل من الشقاء والتعب والعنت والضنك والضيم والفاقة والتغرب بالشهور الطويلة ، في سفرات إلى موانئ العالم ، ليجلبوا الخير والرزق لأهلهم ، ويرفعوا علم بلدهم في كل تلك البلدان ، وقد فعلوا ذلك .
فقد سُجلوا في سجلات تلك الموانئ ، وسُجلت اسماؤهم وسفنهم ، وهذه السجلات موجودة في اراشيف العالم ، وعلى رأسها الأرشيف البريطاني في منطقة كيوجاردن تحت اسم مكتب السجلات العامة PRO .
لا يستطيع اي كويتي ان ينسى تلك الأيام الجميلة ، ولا سيما المخضرمين منهم – ونحن منهم – وكما يقول المثل الكويت ” الماء ما يغطيه النبيت ” فقد عشنا تلك الحياة بحلوها ومرها ، وفُقد الأب والجد والعم و .. وهم يبحثون عن أرزاقهم في المعمورة على ظهر سفينة خشبية سارت في المحيطات ، ليس لقوتها ومتانتها وضخامتها ، وإنما بقدر القدير العلم رب العباد ، الذي اعطى الأوائل حسب نياتهم وتوكلهم ، وإلا فليجرب من ينقد الذهاب إلى الهند وغيرها من البلدان ، ويبحر في بحار المحيطات في سفينة خشبية يتحمل فيها اعباء العواصف والأمواج ، انه التوفيق الرباني الذي وفق إليه الأولون .
أقول تفقد النساء الرجال ، كما يفقد الأولاد الآباء وغيرهم ، لا نستطيع حين تذكر تلك الايام الخوالي ان ننسى ، فتلك أيام كما قال كويتي عتيج ( عتيق ) : لا تعود بذكر كويت السور والقرى والبادية ، ويقول للذين يقلقهم ذكر الأولين نذكرهم بالمثل القديم ” ما حد يقول آه إلا من علة في حشاه ” .
والله المستعان ،،
د . محمد بن إبراهيم الشيباني
رئيس التحرير
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق • لا تتوفر تراثنا حاليا في الاسواق وإنما عن طريق الاشتراك ..التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +