الحياة برحابتها تتطلب منا بذل الكثير لإسعاد الآخرين
تراثنا – : “من هنا كان لزاماً على كل مشتغل بعلوم الإسلام أن يدرس الحياة كلها،وأن يتعرف إلى وجوه النشاط البشري ومراميه القريبة والبعيدة ” (العلامة محمد الغزالي – رحمة الله عليه).
لقد ركبت السهل والصعب ، وجبت الديار ، ومشيت في الصحراء الكبرى والذئاب تعوي ، وصعدت الجبل وسرت في الوادي ، ودخلت أماكن لم تطرقها رجل عربي أو مسلم و ..
-
نوعت أهدافي من رحلات السفر ، من دعوية إلى مساعدات ، وتجارة ، او شراء تحفة أو وثيقة .
-
التقيت بأناس كثيرين من مشارب ولغات وجنسيات وأديان عدة وتعاملت معهم وفق مبدأ ( لكم دينكم ولي دين ).
-
فقه الدعوة يتطلب البشاشة والتعامل الإنساني مع الآخر الذي قد يُعجبه ذلك الخلق فيحب إسلامنا.
وسائط تنقلي متنوعة ، معقولة ومضحكة ، ركبت الطائرات والسفن والبواخر والحافلات ( السياحية ) والسيارات بأنواعها ، الكبيرة والصغيرة ، والقطارات، وركبت عربات تجرها الحمير والبغال والجمال و ..
وقد بدأ ذلك معي في السابعة عشرة ، عندما كنت طالباً في الكلية الصناعية عام 1964 م ، ثم تتالت الرحلات والسفرات التي تشمل في آن واحد بلدناً متنوعة وسفرات لبلد واحد .
ومن ذلك اليوم وأنا أنوع في الأهداف والغايات ، دعوية ، مساعدات ، تجارة ، بحث في عن أثر تاريخي للحضارات المتنوعة ، أو شراء تحفة أو وثيقة أو مخطوطة ، او كتاب نادر بآلاف الدنانير والدولارات والجنيهات الأسترلينية ( أيام عظمة الأسترليني ) .
التقيت بأناس كثيرين ، مشارب وأذواق وأديان وافكار وجنسيات ، مازال الكثير منهم على اتصال بي من أميركة إلى بريطانية وعموم أوربة ، وباكستان والصين وأمة العرب والإسلام ، ومن اندونيسية إلى تركية والسودان وإيران ، وغيرها كثير .
صداقات ( لكم دينكم ولي دين ) ولم تعكر الأديان والأهواء والمشارب والجنسيات الفهم والعمل والقصد المشترك من التعاون ، لقد تعب معي الكثيرون ممن يقطعون الطريق من أول وهلة مع تلك الأصناف ، لأنهم ليسوا من جلدتنا أو ديننا أ, جنسياتنا .
وأعرف أنهم بذلك يقطعون خيراً كثيراً على أنفسهم وغيرهم ، على أنفسهم نقل ما نريد من تاريخنا وثقافتنا التي رحلت وتراثنا الذي غرب ، وعلى انفسهم يجنون لأنهم لم يستفيدوا من علوم الأخرين في تراثنا ، أما على غيرهم فقد فقدوا فقه الدعوة التي ينبغي ان تبدأ بالبشاشة والتعامل الإنساني مع الآخر الذي قد يعجب من ذلك الخلق ، فيحينا ويحب إسلامنا الذي نحن – نزعم زوراً وبهتاناً – أننا حملته ورافعوا رايته في الخافقين .
لن أقول لقد تعبت من تصرفات وأخلاق الذين تعاملت معهم على مختلف الأصعدة علمية ، ثقافية ، دعوية ، تراثية ، لأني – والآن تحديداً – أرى أن الشكوى من ذلك التفاتة إلى الوراء ، وتضييع للوقت وانشغال بالتوافه ، والجدال في غير طائل .
إنها الحياة الكبيرة الواسعة الرحبة التي تتطلب منا البذل الكثير والكثير لإسعاد الآخرين ، ومن دون تحديد هوية ودين ( في كل كبد رطبة صدقة ) وأن نترك للبشرية شيئاً لا ينتهي ولا ينقضي بموتنا، يربيه ربنا ليستمر عطاؤه وفي غيابنا غير الراجع .
والله المستعان ،،،
محمد بن إبراهيم الشيباني
رئيس التحرير
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق – • لا تتوفر تراثنا حاليا في الاسواق وإنما عن طريق الاشتراك .. التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +