ديوانية “بوقماز “
امتداد لموروث سالم بوقماز “يرحمه الله”
تراثنا – التحرير :
شهدت ضاحية كيفان (أحدى ضواحي مدينة الكويت) مساء يوم الاثنين 11 نوفمبر 2019 حفل افتتاح ديوان عائلة بوقماز بحضور جمع غفير من الشخصيات القيادية وأهالي المنطقة ومرتادي الديوان .
-
د . الشيباني : افتتاح ديوان بوقماز يمثل امتداد للموروث الكويتي باعتباره منبر لقاء الشعب باطيافه وقياداته .
-
سالم بوقماز هو كبير الطواويش ويحتكم إليه عند الخلاف بين ابناء مهنة البحر لواسع خبرته .
وشارك د . محمد بن إبراهيم الشيباني رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق رئيس تحرير تراثنا في حضور الحفل تلبية للدعوة الموجهة له من أحفاد شيخ الطواويش سالم بن علي بوقماز واقرباءهم ، وبوصفه من سكان ضاحية كيفان كذلك .
وعبر د .الشيباني في تصريح ل (تراثنا) عن سروره بالمشاركة في افتتاح الديوان بوصفه يمثل امتداد للتراث الكويتي الذي جبل على المودة بين ابناءه في كل طبقاته واطيافه، باعتبار الديوانية منبر اجتماعي ، يسهل من خلاله لقاء الشعب بقياداته بدون حجب ، وهي نعمة قلما ينعم بها الله على مجتمعات أخرى ، حيث المودة والتراحم مهما اختلفت الاجتهادات .
وترجع تسمية الديوان “ديوان بوقماز” إلى كبير الطواويش (1) سالم علي بوقماز الذي وُلد في فريج المديرس في جبلة عام 1846 م وتوفي “رحمة الله عليه” عام 1958 م عن عمر يناهز 110 سنوات تقريبا كما تشير بعض المصادر .
استقرت عائلة بوقماز في شرق ، واطلق لقبها على أحدى النقع ” نقعة بوقماز ” حيث كان لشيخ الطواويش وتاجر اللؤلؤ سالم على بوقماز مكانة رفيعة وخبرة واسعة في شؤون البحر ، حيث يرجع إليه عند الخلاف للاحتكام بين ابناء المهنة .
تجدر الإشارة ان سالم بوقماز قد روى حادثة وقعت له في مغاصات البحرين حيث يقول (2) : كنت أغوص في هيرات (3) البحرين ، وبالتحديد في هير أبو عمامة ، وبعد صلاة الظهر ، كنا نغلق المحار ، وكان الهواء ( كوس شديد ) فاعترضنا سنبوك العماري (4) ،ولاث علينا أي ( جنح علينا ) .
ومن المعروف عندما يكون الهواء شديداً يصبح ( جلاب الخراب ) عاصياً ، ولا يستطيع أي أحد أن يفكه أو يبرزه ، فناديت على البحارة : ألحقوا (الخراب الخراب ) .
فركض ثلاثة منهم ، ولم يستطيعوا خلعه ، فضربنا السنبوك العماري ، ولكن مقدمة سفينتنا كُسرت ، فرفعت النوف دليلاً على وجود خطر ، فحضر عندنا راشد بن أحمد الرومي ” يرحمه الله ” ورفعت شراع الجيب القلمي (5)، وهو سحبنا إلى البحرين حتي الفجر ، ودخلنا البندر عند الأسكلة (6) ، وذهبت إلى السوق ، وأحضرت قلاليف (7) اصلحوا السفينة ، وثالث يوم عدنا إلى الغوص ، وأما السنبوك الذي صدمنا ، فقد انكسر أيضا ، ولا أعلم عنه شيئا.
هامش :
1- الطواويش : جمع طواش وتعني تاجر اللؤلؤ .
2- نشرت في كتاب ( طبعات السفن والقرصنة عليها في تاريخ الكويت ) للدكتور محمد الشيباني من منشورات مركز المخطوطات .
3- الهيرات : الهير مكان الغوص ،والهيرات جمع .
4- سنبوك العماري : احدى السفن العائدة إلى عائلة العماري البحرينية .
5- الشراع القلمي : شراع صغير يرفع عند اشارة الخطر وانذار بهبوب رياح شديدة .
6- الاسكلة : ميناء السفن
7- قلاليف : جمع قلاف وهو المختص بصناعة السفن